%10من الأدوية التي تجوب العالم مزيفة وتصل النسبة ببعض الدول الإفريقية إلى %80

أكد الدكتور حمزة اكديرة أن 10 في المئة من الأدوية التي يتم تداولها عبر العالم هي مزيفة، في حين ترتفع هذه النسبة لتصل إلى حدود 80 في المئة بدول إفريقية التي تعاني عدد منها من عدم ضبط مسالك الدواء مما يضر بصحة الأشخاص، خلافا للمغرب الذي يعتبر في مأمن من هذه الظاهرة لحد الساعة، نتيجة للتشريعات وللمجهودات المبذولة من طرف مؤسسات الصناعة الدوائية وبفضل مختبر المراقبة الذي يتوفر عليه المغرب، إلا أن هذا لا يلغي ضرورة مواصلة الحيطة في هذا الصدد، ومواجهة بعض المظاهر السلبية الأخرى كبيع الأدوية ببعض الأسواق خارج الفضاء الصيدلاني.
رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، دعا خلال ندوة صحافية نظمت بمناسبة أشغال الدورة 20 للملتقى الصيدلاني الدولي الذي احتضنته مدينة مراكش نهاية الأسبوع الفارط، الذي عرف مشاركة حوالي 3 آلاف مشارك يمثلون 30 دولة، والذي افتتح أشغاله كل من رئيس الحكومة ووزير الصحة، إلى تفعيل الإجراءات المواكبة التي تم التعهد بها على عهد وزير الصحة السابق من أجل الشروع في تخفيض أثمنة الأدوية، مؤكدا أن الصيادلة انخرطوا في هذا الورش من أجل المساهمة في تمكين المغاربة من الولوج إلى الدواء إلا أنهم اليوم يعانون من تبعات اقتصادية واجتماعية وخيمة أدت إلى إفلاس البعض وإلى ظهور مشاكل متعددة، منبها إلى أنه لحد الساعة لم تتم أجرأة أي من الخطوات التي تم التعهد بها، الأمر الذي قد يتسبب في تداعيات وخيمة على الصيادلة وعلى مصنعي الدواء والذي قد يرخي بظلاله على المواطنين، معربا في نفس الوقت عن أمله في تفهم الوزير الحالي وتمتعه بحسّ الاستماع والتواصل، الأمر الذي سيكون له وقع إيجابي على صحة المواطنين بالدرجة الأولى.
من جهتها، نوهت الدكتورة سعاد متوكل، رئيسة اللجنة العلمية لصيدلية الصيادلة ورئيسة المجلس الجهوي لصيادلة الجنوب بالمجهودات التي تبذلها 12 ألف صيدلية موزعة على الصعيد الوطني، وأشادت بدورها في التثقيف الصحي والتوعية ومساهمتها في توفير فرص الشغل وفي حلّ العديد من الإشكالات المجتمعية في علاقة بالمواطنين، ودعت إلى تقوية هذه البنية وتطويرها وتحصينها تشريعيا واقتصاديا، حتى تستطيع مواصلة القيام بأدوارها كما ينبغي. وحذرت متوكل من الاستعمال العشوائي للأدوية أو الإقبال على تناول الأعشاب باعتبارها بدائل لعلاج الأمراض بالنسبة للمعوزين، مشددة على أن مستعمليها يكونون عرضة لمضاعفات صحية وخيمة بالنظر إلى أنها تضر بالكبد وبالكلي وقد تصل بالإنسان إلى حد الوفاة.
ولم يفت المتحدثة التنويه بالمؤتمر وبأجواء التحضير والتنظيم وحجم المشاركة الوازنة للدول الإفريقية والفرنكفونية ومختلف المتدخلين في قطاع الدواء والصيدلة، مذكرة بالأشواط التي تم قطعها حتى يستضيف المغرب هذه الدورة.
وكان وزير الصحة قد أكد في كلمته خلال افتتاح أشغال الملتقى، أن الصيادلة، من خلال تكوينهم والكفاءات التي يتمتعون بها، يعتبرون فاعلين أساسيين في سلسلة العلاجات، مبرزا أن الصيدلانيين يضطلعون بدور أساسي وهام في المنظومة الصحية برمتها، وبأن دورهم يتمثل في ضمان سلامة المواطنين إزاء المنتجات الصحية، عبر تنفيذ سياسة صيدلانية ترتكز على ضمان توفير منتجات صحية تتسم بالجودة والفعالية وسهلة الولوج، والعمل على استخدامها بشكل معقلن.
بالمقابل، أشاد رئيس الحكومة بالدور المهم الذي يقوم به الصيادلة في خدمة الصحة العامة، وتقريب الدواء من المواطن وتوعيته بمخاطر الاستعمال غير السليم له. وشدد العثماني على تفهمه للتحديات والرهانات المطروحة على الصيادلة، وعلى استعداده المستمر للحوار مع مسؤولي المجلس الوطني لهيئة الصيادلة لتحقيق عدد من الإنجازات في هذا القطاع، مؤكدا أمام الحاضرين أن المغرب يعطي أهمية كبيرة لتطوير قطاع الصناعة الدوائية، ويعتبر من الدول الأوائل في الإنتاج والجودة في هذه الصناعة بالقارة الإفريقية والمنطقة العربية، إذ افتتحت أول وحدة لإنتاج الدواء عام 1920. وأبرز رئيس الحكومة أن الصناعة الدوائية بالمغرب تؤمن 60 في المئة من الاحتياجات المحلية فضلا عن توجيه جزء من الإنتاج للتصدير إلى الخارج، مؤكدا أن المغرب يوفر ظروفا وتسهيلات مهمة للاستثمار المحلي والخارجي في قطاع الصناعة بصفة عامة. ووقف رئيس الحكومة خلال كلمته أيضا عند الأهمية الكبيرة التي يعطيها المغرب للعلاقات مع القارة الإفريقية وتقوية علاقات التعاون جنوب – جنوب، طبقا للرؤية الملكية مشددا على أن المغرب يفتخر بكونه بلدا إفريقيا وله علاقات تاريخية بالقارة التي ستكون لها بصمتها في المستقبل، وأنه سيقوم بواجبه تجاهها.
وكان حمزة اكديرة قد أكد هو الآخر، خلال كلمته الافتتاحية لأشغال الملتقى، أن المنتدى الصيدلاني الدولي، هو موعد سنوي لمكونات المهنة من أجل تبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز علاقاتهم المهنية وتوحيد التشريعات في هذا المجال، مشددا على أن تنظيم المغرب لهذه الدورة يشكل خطوة بالغة الأهمية لنوعية المشاركين من إفريقيا والدول الفرنكفونية من خارج القارة، ولكونها فرصة لتبادل الخبرات والرؤى بين كليات الصيدلة والمختبرات والمراقبة الدوائية والصيدليات والمصنعين والموزعين.


الكاتب :  وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/07/2019

أخبار مرتبطة

  يهدف لدعم تكييف التكوين والبحث الزراعي المغربي مع تحديات الانتقال الإيكولوجي     وقع المغرب و الاتحاد الأوروبي، أمس

عبرت جمهورية سيراليون، الثلاثاء بالرباط، عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب

إفريقيا لا تعبئ سوى 11.4 مليار دولار سنويا من أصل 580 مليارا تحتاجها للتمويل انعقد أول أمس على هامش الملتقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *