آباء وأمهات تائهون وسط مستلزمات ومقررات دراسية بدون تسعيرة!

عاني ومايزال الكثير من الآباء والأمهات خلال الأيام الأخيرة الأمرّين مع مجموعة من المكتبات، من أجل التمكن من اقتناء المقررات والمستلزمات الدراسية لفلذات أكبادهم، معاناة مادية ومعنوية على حدّ سواء، تنطلق فصولها بالحصول على الدور وإمكانية الاقتناء، بالنظر إلى الطوابير المتعددة المصطفة في كل مكتبة، والتي جعلت بعض العاملين يحولون اللحظة إلى طقس سلطوي فيأمرون وينهون، ويقبلون بعض اللوائح مقابل رفض أخرى، مشددين على أن يكون الطلب من خلالها كاملا، أما تلك التي سبق وأن تم اقتناء بعض محتوياتها فإن مصيرها يكون هو الرفض، وتمتد لتشمل الشق المادي الذي تحيط به جملة من الأسئلة التي تتطلب إجابات كثيرة، على اعتبار أن المستهلك يجد نفسه موجّها لاقتناء مستلزمات ومقررات دراسية لايعلم حقيقة سعرها، بالنظر إلى أن أثمنة العديد منها يطبعها التباين من مكتبة إلى أخرى؟
مقررات دراسية خاصة، تستورد من خارج المغرب، لاتشير إلى ثمنها، ليبقى تقدير صاحب المكتبة هو المحدد للسعر، ومستلزمات مختلفة قد تجد الواحد منها يباع في مكتبة بمبلغ 25 درهما، وهو نفسه يمكن أن يصل في مكتبة أخرى إلى 120 درهما، في غياب أي تدخل من أي جهة كيفما كان نوعها لحماية المستهلك من جشع مناسباتي يجعل الآباء والأمهات رهينة في أيدي بعض مسيري المؤسسات التعليمية الخاصة، وبعض دور الطبع، وبعض الشركات وصولا إلى المكتبات، مادامت عدد من لوائح المستلزمات الدراسية هي توجّه الآباء والأمهات لاقتناء مضمونها من مكتبة بعينها، وتحدّد أخرى منتوجات خاصة، على مستوى الدفاتر وكل المستلزمات الأخرى، ولاتقبل بغيرها، علما أن المنتوج واحد ويؤدي نفس الوظيفة والدور، لكن يتم اشتراط نوع خاص لغايات يعلمها محررو اللوائح وبائعوها!
أسعار المستلزمات الدراسية والمقررات ترتفع حدة النقاش بشأنها عند كل موسم دراسي جديد، الذي لايكون لوحده بل يشمل الأسعار المتضاربة للتسجيل في مؤسسات للتعليم الخصوصي، وتلك التي تخص التأمين المدرسي، وواجبات التمدرس، والنقل والمطعمة، فضلا عن تفاصيل أخرى بطعم مادي يتم ابتداعها على مدار السنة الدراسية، يجد الآباء والأمهات معها أنفسهم سجناء دوامة اقتصادية تقتات من أجسادهم بشكل يومي؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/09/2017