أخطاء قاتلة في تاريخ صناعة الأفلام المصرية

أبرز الطرائف وأشدها سذاجة في السينما المصرية، وقعت في فيلم (المصير) للمخرج الكبير يوسف شاهين، وهو نفسه الفلم الذي عرف انتشارا واسعا ومتابعة جماهيرية ونقدية كبيرة، أما الأخطاء التي وقعت فيه فهي «بالهبل» على حد تعبير المصريين

 

قد يكون فلم (الناصر صلاح الدين) للمخرج يوسف شاهين، نموذج ممتاز لعدد من الأفلام التي كان لها أن تظل كأيقونات راسخة في تاريخ السينما، لولا وقوع أخطاء طفيفة و صغيرة، تافهة أحيانا، قد لا يهتم لها المشاهد العادي، لكنها تتحول أحيانا من أخطاء صغيرة إلى خطايا لا تغتفر، فهذا الفلم الذي كاد أن يحصد لقب أفضل فيلم عربي تاريخي، لولا ساعة اليد التي ظهرت في يد الممثل أحمد مظهر، لتضيع له هذه الجائزة حيت أن الفيلم يتناول سيرة أحد الشخصيات التاريخية العربية، فكيف يظهر هذا الفارس على الشاشة ممتطي فرسه وملتحف سيفه وفي معصمه ساعة! وإن كان في شوط من مشهد لم يستمر لتوان معدودة، حيت لم ينتبه لها المخرج ولا المونتير أو أي من فريق الإنتاج الضخم، أنواع هكذا أخطاء لم يسلم منها أكبر المخرجين، وحتى بعض الأفلام الحاصلة على الأوسكار وجوائز مرموقة، وأخرى تتربع على عرش الأكثر كلفة إنتاجية في هوليود، وهي أخطاء لصغرها قلا لا يهتم لمرورها المشاهد العادي، حيت يكون منهمك بتتبع السياق الدرامي للأحداث، وتلاحقها كما أن الاهتمام بالأبطال والتدفق السريع للحمة الفلمية في السرد، ما يجعله يتغافل في اطمئنان كامل خاصة أن وجود بعض الأسماء بالفلم وحده كفيل بضمان جودته، وهو المعتمد عند كثيرين، ما يجعلنا نمر مرور الكرام على بعض المشاهد غير المبررة فنضع لها احتمالات وتعويمات أن هناك مغزى لم نفهمه، أو ربما رؤية هي بحاجة لمتابع محترف، فتلاحق الأحداث وسرعتها تجعلنا دائما نجد مبرر غفلا لهذه الأخطاء.
وهنا نعرض بعض النماذج من السينما المصرية، مع العلم أنها شوائب لم تسلم منها سينما بوليود و هوليود، أو أي من التجارب السينمائية المعروفة في أروربا.
أبرز الطرائف وأشدها سذاجة في السينما المصرية، وقعت في فيلم (المصير) للمخرج الكبير يوسف شاهين، وهو نفسه الفلم الذي عرف انتشارا واسعا ومتابعة جماهيرية ونقدية كبيرة، أما الأخطاء التي وقعت فيه فهي «بالهبل» على حد تعبير المصريين، كرسي بلاستيكي يجلس عليه ابن رشد !!! الذي لعب دوره الممتثل المقتدر نور الشريف وماسورة غاز في الحديقة التي كانت ببيته! أما الشيء السريالي حقا، والذي تجاوز جميع الخطوط الحمراء المسموح بها على مستوى عدم الانتباه، هو أن كتب ابن رشد التي ظهرت في الفلم بشكل يملئ الشاشة في مشهد مستمر، هي كتب مطبوعة حديثا، بل عليها شعار دار النشر!؟!دار المعارف
خطأ أخر فادح، ولا يمكن استساغته بسهولة، في فلم النجم الكبير أحمد حلمي (ألف مبروك) الفيلم الذي جاء على شكل تحفة فنية بحق، إلا أن مخرجه وقع في خطأ من غير المتوقع أن ينزلق فيه طالب في فلمه الأول، فالممثل أحمد حلمي كان ينادي على أخته المفروض أنها في ذات الوقت كانت تحدت صديقه خفية في الانترنت، ومن المعروف أن المحادثات في الانترنت غالبا ما تكون على برنامج «سكايبي» إلا أن الفلم يظهر أنها تتحدث في الكمبيوتر على برنامج «ميديا بلاير» وهو برنامج لتشغيل الأغاني والأفلام. خطأ من هذا الحجم وقع فيه المخرج الكبير خالد يوسف، في فلمه الذي كان قنبلة الموسم على الأقل بالنسبة لشباك التذاكر (حين ميسرة) حيت يظهر زعيم التنظيم الإرهابي(الممثل أحمد بدير) يحدث شيخه على برنامج للدردشة، فيظهر أنه يكتب رسالة ويبعثها في وقت تظهر لنا الكاميرة، أنه يضغط على الأرقام الموجودة على لوحة الحاسوب لا مكان الحروف، تم أنه حتى الأرقام لا يضغط عليهم فقط يمرر أصابعه فوقها، والمشهد يظهر ذلك بجلاء لأنه كان في لقطة مستمرة الفيلم أيضا ضم خطأ فادح أخر، حيت نجد الفنانة هالة فاخر، تظهر في بداية الفيلم وهي تهتم برعاية أطفال ابنها المهاجر، ورغم تطور الأحداث وظهورها بشكل أكبر في السن إلا أنها في نهاية الفيلم يظهر معها الأطفال (ذات الممثلين)بنفس أعمارهم ولم يكبروا.
أما فيلم «الحاسة السابعة» للمخرج أحمد مكي، البطل يتعرض للكمة في وجهه تسببت له في جرح في جنب فمه الأيمن ليقع على الأرض لكنه تمالك نفسه ووقف على «طريقة روكي» ليكمل مباراة «الكونج فو» و ينتصر في النهاية ، المشكلة أنه بعد أن قام نجد الجرح قد انتقل إلى جانب الفم الأيسر .. نفس الخطأ تقريباً كان في فيلم «أحلام عمرنا» فالبطل ( مصطفى شعبان ) بعد أن خرج من فيلا البطلة ( منى زكي ) أصابته ضربة من أحد أفراد العصابة على جبهته و في المشهد التالي نجده قد وضع « لزق بلاستر « على صدغه الأيسر .
أما في فيلم «قلب الأسد» إخراج كريم السبكي، وبطولة محمد رمضان
فيظهر الفنان حسن حسني خلال عراك وشد وجدب، إلى أن يتلقى ضربة من مسدس، وعندها تظهر بقعة الدم في الجهة اليمنى ومع اختلاف الزاوية تتحرك البقعة للجهة اليسرى.وفي فلم»طير انت» في اللقطة الأول تظهر سيجارة البطل (أحمد مكي) وهو يؤدي دور الخليجي قد أوشكت على الانتهاء، ثم في اللقطة التالية مباشرةً تظهر بحالتها الطبيعية كما لو كان أشعلها لتوّه. « رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» أيضا لم يسلم من الأخطاء التقنية ففي اللقطة الأولى يدخل رمضان من باب الشقة ليصالح والدته في الفجر، وعندما تخبره أن «الباب يفوت جمل»، يخرج من الباب ليظهر في مشهد تسطع فيه أشعة الشمس في عز نهارها، رغم أن المشهد لم يستغرق سوى ثواني معدودة
أما بالنسبة لفيلم «ملاكي إسكندرية» فقد تقوقع صناع الفيلم على أنفسهم لأن الفيلم يدور حول جريمة قتل في بداية الفيلم نرى القتيل ( خالد زكي ) و الدم يغطي رأسه و« يطرطش» على الزجاج الذي خلفه و في نهاية الفيلم عندما نكشف الحقيقة، نجد القاتل قد ضربه رصاصة في قلبه ما خلف حالة من التوهان بالنسبة للمشاهدين.


الكاتب : n عبد الواحد مفتاح

  

بتاريخ : 08/04/2017