أكاديمية مراكش ـ آسفي تطلق عملية من الطفل إلى الطفل لمحاربة الهدر المدرسي : مجموعتان مدرسيتان بشيشاوة لم يلتحق منهما أحد قط بالسلك الإعدادي

انطلقت بالثانوية الإعدادية الشروق بالجماعة القروية جنان ابويه، التابعة لإقليم اليوسفية عملية «من الطفل إلى الطفل» تحت شعار: «لنعمل جميعا لضمان الحق في التمدرس»، يوم 30 ماي 2019.
وفي هذا السياق أكد رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش ـ آسفي أن هذه العملية تأخذ طابعا تحسيسيا واستقطابيا، وتروم إشراكَ التلميذ في عملية محاربة الهدر المدرسي، وإعطائه الفرصة ليأخذ بيد زميله ويستقطبه للعودة إلى المدرسة، مما يساهم في تشجيع التمدرس والحد من الهدر المدرسي، مضيفا أن تركيز اليونيسيف على إقليمي اليوسفية وشيشاوة  في تنزيل بنود عملية «من الطفل إلى الطفل» اختيار صائب أملته خصوصية المنطقتين. قبل أن يختم حديثه بالإشارة إلى دور هذه العمليةفي التهييء للقافلة التعبوية التي ستنطلق في شهر شتنبر القادم.
بدوره أشار المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية باليوسفية إلى ما يحظى به الشأن التربوي من اهتمام، سواء تعلق الأمر  بتجويد العرض التربوي في مستوياته وبنياته المتعددة، أو بالإقبال على التمدرس، ومحوره تلميذات المجتمع وتلاميذه، مضيفا أن عملية «من الطفل إلى الطفل» هي جزء من مجموعة من العمليات التي تتغيا حث التلميذ على الالتحاق بالمدرسة، وتكتسب طابعها المميز ونوعيتها من إشراك التلميذ فيها، ودفعه إلى استقطاب زميله الذي غادر المدرسة، وحثه على التواصل معه لبحث الأسباب التي تعوق تمدرسه.
وخلص المتحدث نفسه إلى أن التعليم قاطرة التنمية، ومن شأن الهدر المدرسي أن يعطل هذه التنمية، لذلك تأتي هذه العملية لإنقاذ التلميذ، وإنقاذ المنظومة التربوية التي لم يفته شكر أطرها وتقديرهم على ما يبذلونه من جهود لتجويد العرض التربوي، كما أثنى على منظمة اليونيسيف وما تلعبه من دور مهم في موضوع التشجيع على التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي منذ 2006.
وفي مداخلته عبر المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بشيشاوة عن حزنه العميق لما يعرفه هذا الإقليم من نسب مخيفة في الهدر المدرسي، وضرب مثالا على ذلك بمجموعتين مدرسيتين دأب تلاميذها على مغادرة مقاعد الدرس بعد السنة السادسة في أحسن الأحوال والظروف، دون أن تسجلا التحاق، ولو تلميذ واحد بالسلك الإعدادي، وهو مشكل استثاني، ويستدعي مجهودا استثنائيا لحله، يقول المتحدث ذاته، قبل أن يواصل كلامه، متحدثا عن وضعه السلطات الإقليمية في صورة المشكل، وقراره تنظيم رحلة جماعية لتلاميذ المؤسستين إلى الثانوية الإعدادية التي ستستقبلهم لتكسير الحاجز النفسي الذي قد يكون العامل الأساس في عدم التحاقهم بالتعليم الثانوي الإعدادي، ولم يفوت المتدخل الفرصةَ بدوره لشكر الأطر التربوية العاملة بالأقسام على تضحياتها في سبيل تعليم فلذات الأكباد.
هذا، وقد تلا هذه المداخلات تقديم عرضين تضمنا معطيات إحصائية تخص سير عملية من الطفل إلى الطفل، وواقع التمدرس بكلا المديريتين، وقد تناول الكلمة في العرض الأول المدير الإقليمي لمديرية اليوسفية الذي تحدث عن السياق العام لهذه العملية والأهداف الخاصة المتوخاة منها، وهي أهداف مرتبطة بتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، وقبل استعراض الإجراءات العملية التي تباشرها مديرية وزارة التربية الوطنية باليوسفية برسم الموسم الدراسي الحالي، تطرق العارض إلى حصيلة الموسم الدراسي السابق، قبل أن يعطي الكلمة لرئيس مصلحة تأطير المؤسسات بمديرية وزارة التربية الوطنية بشيشاوة الذي تضمن عرضه النقط الآتية: ـ نبذة عن إقليم شيشاوة ـ العرض التربوي بالإقليم على مستوى التربية النظامية وغير النظامية ـ عملية قافلة التعبئة الاجتماعية 2018ـ 2019، وعملية من الطفل إلى الطفل للموسم الدراسي نفسه، وحصيلة العمل الناتجة عن هذه الأخيرة.
وقبل إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية من  الطفل إلى الطفل، عرضت مؤسسة الشروق بدورها تجربتها في هذا الإطار، وعززتها بشهادة حية لتلميذة عادت إلى مقاعد الدراسة بفضل زملائها المجندين ضمن عملية من الطفل على الطفل.


الكاتب : نورالدين الطويليع‎

  

بتاريخ : 13/06/2019