إدريس جنداري: جميع التيارات الإيديولوجية العربية سقطت في فخ التفكير من خارج الباراديغم

 

في إطار اللقاءات الموازية لفعاليات معرض الكتاب، نظم بقاعة وجدة يوم السبت لقاء لتقديم وتوقيع كتاب «من أجل مقاربة فكرية لإشكاليات الربيع العربي» للباحث إدريس جنداري، قدم له الباحث محمد همام. وهو الكتاب الصادر عن منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود».
الكتاب الذي يتطرق الى الاشكالات السياسية والأيديولوجية المتولدة عما يسمى بالربيع العربي، أبرز الباحث محمد همام أنه محاولة ونداء الى استحضار الانتماء في خضم الصراعات والمصادمات بين مختلف التيارات الايديولوجية في العالم العربي، والتي لم تؤد إلا الى تمزق الهوية الواحدة، وبالتالي فشل التجارب التي حاولت هذه التيارات إسقاطها على واقع عربي مخالف ومفارق لمحيط نشأتها، داعيا الى تأسيس كتلة تاريخية تجمع هذه التيارات حول المشترك، بعيدا عن تجاذبات السياسي.
وأضاف محمد همام أن هذا الكتاب يناقش مجموعة من قضايا المتعلقة بالربيع العربي التي حاول المؤلف أن يدرسها من موقع أن الحركات الإسلامية كانت من مخرجات القوة التي أفرزها الربيع العربي أو كانت إحدى القوى الضاربة فيه ، معتمدا في هذا التناول على نصوص قوية مثل « الإسلام السياسي صوت الجنوب « لفرانسوا بوركا. كما يتناول هذه الحركات بالنقد الصارم وبتحليل دقيق لنصوصها ، مقدما رؤية نقدية عميقة ومعلومات ثمينة كلها عن قضايا وإشكالات مرتبطة بالربيع العربي.
من جانبه، توقف ادريس جنداري في تقديمه للكتاب عند الأسئلة الجوهرية الموجهة للكتاب لتقديم صورة موجزة عن هذا العمل، مشيرا الى أن المقاربة التي يطرحها الكتاب هي مقاربة فكرية محض وليست فلسفية مجردة ولا مقاربة سياسية تنشغل بالواقع، بعيدا عن المنظومة الفكرية الموجهة والمتحكمة في هذا الواقع، أي أنها تجمع بين البعد النظري والجهاز المفاهيمي الذي لا يمكن بدونه لا يمكن استيعاب حركية الواقع، لافتا الى أن الإشكال الذي عانى منه الكتاب هو غياب هذا الجهاز المفاهيمي ما أدى الى تعامل شكلاني مع الاحداث، وهو ما جعل الكتاب في مقاربته للاحداث يركز على البعد السياسي الواقعي دون الغوص في الأفكار التي صنعتها أو وجهتها، مركزا على البعد المعرفي الابستيمولوجي الذي اعتبره اختيارا واعيا ولا يتضمن حمولة إشهارية. وأضاف جنداري أن اهتمام الكتاب بأحداث الربيع العربي، لم يكن اهتماما بها كواقع سواء كخطاب أو كممارسة، إذ أن المقاربة ركزت على آليات إنتاج هذا الخطاب والممارسة، وهو ما يترجمه الحضور القوي والمكثف لاسمين وزانين في هذا العمل: المفكران محمد عابد الجابري وعبد السلام حيمر سفياني، ما يؤكد على أن المرجعية الفكرية حاضرة وموجهة للكتاب وحاضرة على مستوى آليات التحليل، ليخلص الى الحديث عن أن الكتاب تعامل مع أحداث الربيع العربي كثمرة ناتجة عن فشل التجربة التي أثبتت الساحة السياسية والفكرية العربية أنها مشاريع غير شرعية الولادة وضمنها المشاريع: السلفية، القومية، الليبرالية، الاشتراكية، التي سقطت جميعها في فخ التفكير من خارج الباراديغم وليس من داخله، لأنها انشغلت بالتفكير في قضايا معاشة بطريقة لاتنسجم مع المنظومة الثقافية التي ننتمي إليها، إذ أن جميع المشاريع الأيديولوجية التي أثثت الساحة العربية ناتجة عن تجارب غريبة عن الواقع ولا تنشغل به.
واستغرب جنداري من مقاربة الإشكالات السياسية والاجتماعية بمنطق غريب عن الراهن العربي، موضحا أن هذه مثل هذه المقاربات لاتصنع واقعا بل وهما عن الواقع، وتجعلنا نعيش فراغا معرفيا وضياعا هوياتيا بين الاسلامي والقومي والفرنكفوني.. فراغ خلق نوعا من التيه وأغلق افق التفكير امام الانسان العربي.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 13/02/2018

أخبار مرتبطة

صدر حديثًا عن دار أكورا للنشر والتوزيع، طنجة، المغرب، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة كتاب «الأفق

عن دار «أكورا للنشر والتوزيع»، صدرت للكاتب محمد صوف رواية بعنوان» أولاد الكاريان». يتقمص المكان في هذه الرواية دور الشخصية

عنوان مثير لرواية تكشف في تفاصيل سردها عن أقسى اللحظات، أفظع ما قد يصادف إنسانا في بداية حياته، حيث يمارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *