إقامة «أنفا بلاص» بالبيضاء: مشاكل بالجملة وإهمال كبير

طفت على السطح قضية جديدة تخص السكن المشترك في واحد من أقدم الفضاءات المتعددة الوظائف بالمغرب، ويتعلق الأمر بفضاء «أنفا بلاص» الذي يتكون من مجمع سكني يستوعب 260 شقة، بالإضافة إلى العديد من المكاتب ومركز تجاري وفندق وشقق سياحية وناد خاص، مما يجعله فضاء لاستقبال العموم.
ويعرف تسيير هذا الفضاء،اليوم، مشاكل كثيرة، حسب ما توصلت به الجريدة من عدد من القاطنين في رسالة تحصي ما أسمته بعدد من الفجوات والاختلالات، حيث إن غالبية السكان يشتكون من ارتفاع واجبات الاشتراك التي وصفوها بغير المعقولة، كما كشفوا عن أرقام اعتبروها خيالية في ما يخص المصاريف، حيث إن فوترة أجرة المكلفين بالحراسة تصل إلى ما قدره 9000 درهم شهريا للفرد الواحد، و«فوترة» عملية جمع النفايات وما يترتب عنها من مهام بما قدره 110 ملايين سنويا. وفوترة تأمين مجمع «أنفا بلاص» تصل إلى ما قدره 100 مليون سنويا يسددها الملاك المشتركون، والمفروض أن التأمين مسجل باسم المنعش صاحب المشروع، كما أن افتحاصا تم إجراؤه بهذا الشأن يكشف أن الملاك المشتركين أنقذوا، بفضل مساهماتهم، المنعش من جملة مخاطر كان من الممكن أن تؤثر على استفادته من عملية الاستغلال، هذا في الوقت الذي لم يكن جائزا تماما توجيه اشتراكات الملاك وتوظيفها لهذا الغرض.
هذا فضلا عن ثقل كلفة الهيئة النقابية المنتدبة التي يفوق مقدارها ما مبلغه 300 مليون يؤديها الملاك المشتركون سنويا مقابل خدمات أقل ما يمكن أن توصف به أنها متدنية إن لم تكن منعدمة. وحسب الساكنة فإن ميزانية استغلال المرافق والأجزاء المشتركة بـ»أنفا بلاص» وصلت إلى ما مقداره 2,50 مليار سنويا، مما يفضي إلى استنتاج أن «أنفا مانجمنت» قد فوترت ما يناهز 10 ملايير على مدى 4 سنوات ! وهو مبلغ خيالي غير مبرر في نظر الملاك المشتركين الذين يؤكدون لجوءهم للمحاكم المختصة قصد المطالبة بالتحقيق في مدى حكامة التسيير والتدبير للكشف عن مصير واجبات الملاك المدفوعة نظير مقتضيات الملكية المشتركة.
ورغم المبالغ الضخمة المؤداة شهريا فإن الفضاء لم يعد بالمستوى المطلوب من حيث جودة الحياة وسيادة الأزبال وتلاشي الأسلاك الكهربائية وغيرها من أبسط مستلزمات الحياة الكريمة، ويؤكد السكان على ضرورة فتح تحقيق نزيه من طرف السلطات المختصة للوقوف على حقيقة ما يجري.


الكاتب : محمد الطالبي

  

بتاريخ : 12/09/2017