إقبال اتحاد الخميسات المكثف على جلب اللاعبين يطرح الكثير من التساؤلات 

على هامش  الجمع العام  العادي  لاتحاد الخميسات عن موسم2016 – 2017 ،  الذي جرى يوم 27 غشت 2017،  عقدت ندوة صحفية وجه خلالها  أحد الزملاء الإعلاميين سؤالا  لرئيس الفريق، جاء فيه أنه خلال اﻷربع  سنوات  الماضية تم انتداب 105 لاعبين،  إلى جانب المعارين، مما يدل على أنه شيء مستغرب.
وتواصلت سياسة الجلب  لصفوف الفريق الزموري بوتيرة كبيرة  وملحوظة،  وإذا كان استقدام  أي فريق رياضي  للاعبين  من خارج مدينته شيء معمول به في الميدان  الرياضي، فإن الملاحظ  لدى الفريق الزموري أنه يتم بشكل  يثير التساؤلات، والقيل والقال.
ومن جديد ومنذ بداية الاستعداد لموسم 2019 – 2020،  لا حديث  لرياضيي ومتتبعي مسيرة الفريق إلا عن هذه الظاهرة، فمن قائل بأن مسؤولي الفريق انتدبوا فريقا بأكمله (رسمييه واحتياطييه ) وآخر  يقول لا يمر يوم إلا   وانتشر خبر قدوم عنصر جديد أو أكثر،  وهذا يطرح تساؤلا  عريضا، عميقا وجوهريا، هل أصبح  رحم زمور وعاصمتها الخميسات عقيما إلى هذا الحد؟  ولم يعد ولودا ﻹنجاب  رياضيين، بعد أن كانت المنطقة مشتلا ومنجما لتفريخ  طاقات رياضية، ومنذ أمد بعيد وعبر اﻷجيال وبأعداد  كبيرة.
وإذا كان المجال لا يسع لاستعراض  تاريخ الفريق منذ التأسيس  عام 1941،  فإننا سنقتصر فقط على الفترة الممتدة من 2000 إلى 2010،  حيث صعد الفريق  وقضى بالقسم اﻷول  10 سنوات.  ورغم أنه كان خليطا من لاعبين من اﻹنتاج المحلي،  وآخرين منتدبين، إلا أن عناصر  الفئة اﻷولى كانت تشكل العمود الفقري للفريق، وصمام  اﻷمان،  نذكر من بينهم الحراس عصام بادة، عبد الإله  جعنان، محمدينا، الحسين أمسا… اللاعب المخضرم عزيز لكراوي، يامين وهدي، توفيق لمرابط ( المدرب الحالي) محمد الشيحاني، عادل فهيم، هشام الفاتحي، خالد باخوش،  لاعب المنتخب اﻷولمبي سابقا،  ووصيف هداف موسم 2000 – 2001،  لطفي بنبوبكر، حمادي الزهاني، عمر السايح، الجيلالي أوشنان، خالد لمخنتر، إدريس بلعمري،  جواد بن الجيلالي، الحسين عموتة كلاعب ومدرب في موسم 2002 – 03، ثم مدرب مابين 2005 و 2008،  والذي سبق أن تدرج في فئات الفريق،  لينتقل لفريق الفتح الرباطي  في شتنبر 1990… ومن بين لاعبي منتوج المدرسة المحلية مجموعة كبيرة عززت صفوف العديد من الفرق المغربية من أقصى الشرق والشمال إلى المنطقة الجنوبية، وأحرزوا مع بعضها على بطولات وطنية وقارية، ومنهم من احترف بالخليج العربي، ومن لعب للفريق الوطني، نذكر على سبيل المثال عزيز لكراوي، الذي كان ضمن التشكيلة التي كانت تستعد  للمشاركة في مونديال أمريكا  1994، لكنه أبعد بشكل غير مقبول، الحسين عموتة، الذي لعب للمنتخب أوائل التسعينات من القرن الماضي،  والذي احتل ر فقة الفريق الزموري رتبة وصيف البطل موسم 2007 – 08،  والتأهل و المشاركة في كأسي  عصبة أبطال إفريقيا و الكاف، ليعود من جديد لفريق الفتح ويحقق معه الصعود للقسم اﻷول والفوز بكأس  العرش سنة 2010، بعد أن أحرز معه نفس اللقب كلاعب سنة 1995  رفقة لكراوي، وانتزع  صحبة الفريق الرباطي كأس الاتحاد اﻹفريقي من قلب مدينة صفاقس  التونسية يوم 4 دجنبر 2010، وكان ضمن التشكيلة لاعبا الخميسات سابقا الحارس بادة والمهاجم  هشام  الفاتحي،  وبعد تجربة خليجية جديدة، عاد عموتة إلى أرض الوطن  ليشرف على تدريب الوداد البيضاوي،  وفاز معه بلقب البطولة موسم 2016 – 17،  وكأس عصبة أبطال إفريقيا  على حساب اﻷهلي المصري  يوم 4 نونبر 2017  بالبيضاء،  ويشرف حاليا على تدريب الفريق الوطني للمحليين. كما فاز محمد الشيحاني  مع الفتح كعميد للفريق بكأس العرش  سنة 2014،  رفقة الحارس بادة…
ويعمد اتحاد الخميسات إلى جلب اللاعبين، في وقت تتوفر فيه المدينة على بناية  داخل ملعب 20 غشت كتب عليها مركز تكوين الناشئين  لنادي الاتحاد  الزموري  بالخميسات، كما يتوفر الفريق على مدرسة، هذه اﻷخيرة ترد خلال الجموع العامة  للفريق في التقريرين اﻷدبي   والمالي، والتكوين، كما يتم الحديث في مداولات الجموع العامة عن الاهتمام  بالفئات  الصغرى؟ .
إن معين تربة زمور لا يمكن إلا أن يكون  خصيبا،  وكل ما يجب هو نهج سياسة تنقيبية وتكوينية حقيقية،  خاصة أن المنطقة مترامية اﻷطراف (أكثر من 8000  كلم2)، واﻹقليم  يضم 35 جماعة ترابية حضرية وقروية، كلها تعج بالطاقات، تحتاج فقط ﻹدماجها في النسيج السوسيو رياضي، ومساعدتها على صقل مواهبها واستثمار  طاقتها  اﻹبداعية، وتمكينها من الممارسة في ظروف ملائمة،  وبالتالي حتى يستفيد منها فريق اﻹقليم اﻷول في أفق أن يستعيد  أمجاده،  ومن يدري؟.

أورارى علي


بتاريخ : 12/09/2019