إقصاء المنتخب الأولمبي عنوان فشل السياسة الكروية

 

خرجت الجامعة الملكية المغربية ببلاغ مقتضب، صباح أمس الاثنين، أعلنت فيه إقالة مدرب المنتخب الأولمبي «مارك فوت»، بعد قيادته العناصر الوطنية إلى خروج مبكر من تصفيات أمم إفريقيا للأولمبيين، المقررة بمصر في شهر نونبر المقبل، والتي ستكون بدورها مؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020. وهو الغياب الثاني للعناصر الوطنية عن الألعاب الأولمبية.
كما تحدث البلاغ عن قرب إحداث تغييرات واسعة خلال الأسابيع المقبلة على الإدارة التقنية الوطنية، بعد تقييم حصيلة عملها الذي امتد لأربع سنوات.
وبالنظر إلى الإمكانيات البشرية التي يتوفر عليها المنتخب الأولمبي، فإن الإقصاء كان مفاجئا بشكل كبير، خاصة وأنه يضم في صفوفه خيرة لاعبي البطولة الوطنية، معززين بعشرة محترفين، كما أن هذه الأسماء، في معظمها، تلعب بشكل أساسي مع فرقها، وبالتالي لم يكن أشد المتشائمين، يتوقع خروجا من هذا الدور، خاصة وأن الجامعة وضعت نفس إمكانات المنتخب الأول رهن إشارة هذه العناصر.
والغريب أن هذا المنتخب ظل مجتمعا لأزيد من سنتين، وخاض أكثر من 25 مباراة، كانت كافية للمدرب الهولندي كي يؤسس دعائم منتخبه، وحتى إذا ما أراد تطعيمه بأسماء متمرسة، فإن ذلك لن يغير الأداء العام، بل يمكن أن يتم كقيمة مضافة، وليس بشكل عشوائي، أفقد اللاعبين هويتهم، فتاهوا فوق أرضية الميدان، أمام خصم يعد من الأضلاع الكبرى للكرة الإفريقية.
وعموما فهذا الخروج المذل، يبقى نتيجة حتمية لسياسة كروية وطنية باتت تتأسس على المظاهر الخداعة، حيث لاحظ الجميع كيف غزت أكاديمية محمد السادس، التي يشرف عليها المدير التقني الوطني، ناصر لارغيت، كافة المنتخبات الوطنية، وكأن الفرق الأخرى أصبحت عقيمة، وهي التي كانت قبل ميلاد الأكاديمية «المحظوظة بإمكانياتها الكبيرة» عصب المنتخبات الوطنية.
إن خروج المنتخب الوطني الأولمبي لا ينبغي أن يحجب الشمس بالغربال، لأنه يعكس فشل الاستراتيجية التي «فرع» لنا بها ناصر لارغيت رؤوسنا، حيث أصر على الاحتفاظ بهذا المدرب، رغم أنه فشل مع منتخب الشبان في التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا قبل سنتين، وأكثر من هذا جازاه ووضعه على رأس المنتخب الأولمبي، وكأن شيئا لم يقع.
إن المسؤولية أيضا تقع على المكتب المديري للجامعة، وعلى رأسه، فوزي لقجع، لأنه ترك الحبل على الغارب للمدير التقني، ومتعه بصلاحيات مطلقة، بعيدا عن منطق الحساب.
إن العيب لا يكمن في الإقصاء، بل العيب في أن يمر هذا التعثر دون مساءلة، لأن المنتخبات الوطنية تستنزف سنويا ملايير السنتيمات، وتحمل على عاتقها آمال جماهير ملت من توالي الخيبات، ولا ينبغي دغدغة مشاعرها بإعفاء مارك فووت أو حتى المدير التقني الوطني، الذي باتت أيامه معدودة، سيما وأن عقده رسميا قد انتهى.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 26/03/2019