استعدادا للنسخة السابعة لـ «الأيام البيئية» .. جمعيات بيئية ، تنموية وسياحية بخنيفرة في لقاء تشاوري

تحضيرا لفعاليات النسخة السابعة من «الأيام البيئية» بخنيفرة، تم عقد لقاء تشاوري موسع، حضرته جمعيات بيئية، تنموية، وسياحية محلية، بدعوة من فرع «جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض»، حيث تم اختيار الاشتغال هذه السنة على موضوع «السياحة الجبلية المستدامة»، في علاقتها بالتنمية والبيئة والعادات والتقاليد. ويأتي اللقاء في سياق تقصي رأي الفاعلين، عبر مبدأ المقاربة التشاركية، لغاية تحقيق نهضة سياحية عبر الحفاظ على الموروث الطبيعي، وتشجيع وتثمين الرأسمال الثقافي المادي واللامادي، مع التداول في الانتظارات القائمة والتصورات الممكنة، والمعيقات الذاتية والموضوعية.
وفي كلمته التمهيدية، أبرز ذ. مصطفى تودي دلالة ومرامي اللقاء باعتباره «مناسبة للتفكير في المواضيع المرتبطة بالسياحة الجبلية وعلاقتها بالتنمية والبيئة والاقتصاد، وبالمقاربة الرامية إلى تدبير وتثمين وحماية المواقع السياحية»، حيث ارتأت «جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض»، يضيف المتدخل، «إشراك الفاعلين في المجال بغاية تبادل الآراء والإجابة عن التساؤلات المطروحة»، مشيرا إلى أن «محطة الأيام البيئية لا يجب أن تكون هدفا في حد ذاته، بل المهم هو كيفية جعلها تظاهرة ناجحة على مستوى ما تسعى إلى تحقيقه».
رئيس الجمعية المضيفة، ذ. الجيلالي آيت الجيلالي، أكد أن الجمعية، منذ تأسيسها، تحرص على التعاون مع مكونات المجتمع المدني، مع إبرازه لأهمية اللقاء التحضيري للأيام البيئية في «خلق جسور للتواصل مع مختلف الجمعيات التي تتقاطع أهدافها باعتماد المميزات التي تزخر بها المنطقة» وجعلها أداة ورافعة للتنمية المستدامة.
وبعدها تقدم عدد من الحاضرين بعرض أهداف وتجارب جمعياتهم، وما تعترضها من إكراهات ومعيقات، ومن خلال تدخلاتهم تم تسجيل حضور مجموعة من المجالات الهامة التي يمكن من خلالها تنزيل ما ينبغي من المقترحات والأفكار التي تمثل إضافة للأيام البيئية، حيث حضر المشتغلون في البيئة، التنمية، الاستغوار، السياحة الجبلية، الثقافة الأمازيغية، المرأة القروية، رياضة المشي، صيد السمك، ركوب الخيل، النباتات العطرية، وغيرها من المجالات التي أبانت عن خبرة الجمعيات الحاضرة في اكتشاف المناطق الساحرة ومغامرة الأدغال والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والثروات الحيوانية والسمكية، ما دعا بعض المتدخلين إلى المناداة بالدفع نحو «التشبيك» بين هذه الجمعيات، بينما لم يفت آخرين التخوف من أن تلقى توصيات اللقاء نفس المصير الذي آلت إليه اللقاءات والنداءات السابقة.
وفي سياق التدخلات، طرح ممثلو ذات الجمعيات مجموعة من التوصيات والمقترحات التي شددت على ضرورة إحداث ناد/ متحف إيكولوجي، مندوبية للسياحة، مركز للمرشدين السياحيين، مخيمات إقليمية وملاجئ جبلية، والعمل على توفير البنيات التحتية والطرق، مع الانكباب على حماية الإرث الثقافي والتاريخي، تشجيع الاقتصاد التضامني، التعريف بالمآثر التاريخية، إنشاء بنك للمعلومات، تجميع البحوث التي أنجزت حول المنطقة، ثم الاجتهاد في بناء إستراتيجية إقليمية للترافع وتشجيع استغلال المناطق الطبيعية للإقليم في مجال السينما، مع إمكانية تسويق المشاهد التي تكون عليها منتجعات هذا الإقليم إبان التساقطات الثلجية، في سبيل تشجيع السياحة ورياضة التزحلق بهدف توفير فرص شغل مهمة للأسر الفقيرة.
وشهد اللقاء نقاشا عميقا حول تضارب مفاهيم الجبل والتنمية، وموضوع المشاريع السياحية التي فشلت في مهدها لكونها ناتجة عن إملاءات عناصر لا دراية لها بشعاب الإقليم، و»رؤية 2020» التي اقتربت من نهايتها دون تحقيق أي شيء منها على أرض هذا الإقليم، و»قانون الجبل» الذي لا يزال خارج التغطية، و»المنتزه الوطني» الذي تم إنجازه بأغلفة مالية باهظة وجل المهتمين يجهلون مكانه وأهدافه، علاوة على تطرق بعض التدخلات لموضوع بعض المهرجانات التي تهدر الأموال العامة من دون ترجمة النتائج المطلوبة في الرقي بالتنمية والسياحة، بينما ألقى البعض باللوم على وسائل الإعلام الرسمي والأطراف المنتخبة لتقصيرها في التحسيس بالسياحة الجبلية والتعريف بمؤهلات الإقليم.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 15/05/2019