اعتداء باريس على صلة بالقوقاز الروسي والرئيس الشيشاني يقول ان فرنسا تتحمل “المسؤولية الكاملة”

نفذ الاعتداء بسكين السبت بباريس الذي قتل فيه احد المارة وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية، فرنسي عمره 20 عاما ولد في الشيشان ومعروف لدى اجهزة الاستخبارات بتطرفه، وتم توقيف صديق له الاحد شرق فرنسا.
ومنفذ الاعتداء الذي قتل برصاص الشرطة، ولد في ت نوفمبر 1997 في الشيشان، الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز وكانت شهدت حربين مدمرتين انبثقت منهما حركة تمرد اسلامية متطرفة تم جلب الكثير من عناصرها للقتال مع متطرفي سوريا والعراق.
في الاثناء اعتبر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الاحد ان فرنسا تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الاعتداء.
واوضح قديروف ان مرتكب الهجوم يدعى حمزة عظيموف، وهو شاب يتحدر من الشيشان يحمل جواز سفر روسيا منذ كان في الرابعة عشرة قبل ان يحصل على الجنسية الفرنسية في عامه العشرين.
وقال عبر تطبيق تلغرام للرسائل النصية “بناء عليه، اعتبر من المهم القول ان السلطات الفرنسية تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك حمزة عظيموف طريق الجريمة”.
واضاف “لقد ولد فقط في الشيشان لكنه نشأ وبنى شخصيته وآراءه واقتناعاته داخل المجتمع الفرنسي”.
وقال مصدر قضائي لفرانس برس “وضع والده ووالدته صباح الاحد في الحبس على ذمة التحقيق”. كما تم تفتيش منزل الاسرة بدون “العثور على اي دليل اجرامي”، بحسب مصدر قريب من الملف.
ومنفذ الاعتداء ح.أ بحسب السلطات الفرنسية كبر في اسرة لاجئين بستراسبورغ (شرق) في حي اليو الشعبي الذي تقطنه جالية شيشانية كبيرة، بحسب مصدر قريب من الملف.
وتم في المدينة ذاتها توقيف صديق له مولود هو الاخر في 1997 ووضع قيد الحبس الاحتياطي الاحد، بحسب مصدر قضائي.
ولم يكن لمنفذ الهجوم اي سوابق قضائية لكنه كان مدرجا على سجل اجهزة الاستخبارات منذ 2016. ويضم هذا السجل اسماء اكثر من 10 آلاف شخص اكثر من نصفهم من الاسلاميين المتطرفين او افراد قد تكون لهم صلة بتيارات ارهابية.
واصبح الشيشاني فرنسي الجنسية “في 2010 اثر حصول امه على الجنسية” الفرنسية، بحسب بنيامين غريفو المتحدث باسم الحكومة. كما ادرج اسمه ضمن سجلات الوقاية من التطرف الاسلامي لكن تم ذلك “اساسا” بسبب “علاقاته” اكثر منه “سلوكه وتصرفاته ومواقفه”، بحسب مصدر قريب من الملف.
واضاف مصدر مقرب من التحقيق انه “تم سماعه قبل عام من شعبة مكافحة الارهاب في فرقة مكافحة الاجرام لانه كان يعرف رجلا على صلة بحزب في سوريا”.
وقتل في الاعتداء احد المارة وهو فرنسي يبلغ من العمر 29 عاما واصيب اربعة آخرون بجروح بيد المهاجم الذي هاجمهم وهو يكبر بحسب شهود. والمصابون ليسوا بحالة خطرة.
وسريعا ما تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الاعتداء.
ونشرت وكالة اعماق التابعة للتنظيم لاحقا على تطبيق تلغرام شريطا مصورا يظهر شابا ملثما لا يظهر منه سوى عينيه متحدثا بالفرنسية ومعلنا مبايعته زعيم التنظيم الجهادي ابو بكر البغدادي.
وقال “مصدر امني” للوكالة ان “منفذ هذا الهجوم هو جندي في تنظيم الدولة الاسلامية، وتم تنفيذه ردا على دول التحالف” الدولي الذي يقاتل الجهاديين في سوريا والعراق.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة ان “فرنسا دفعت مرة اخرى الثمن بالدم لكنها لن تتراجع قيد انملة امام اعداء الحرية”.
وأشاد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب ب”رد الفعل الاستثنائي لقوات الشرطة” التي مكن تدخلها في بضع دقائق من تفادي “حصيلة اكبر”.
حصل الاعتداء قبيل الساعة 21,00 في شارع مونسينيي (19,00 ت غ) ، في الدائرة الثانية قرب دار الأوبرا وسط العاصمة الفرنسية، في حي سياحي يضم حانات ومطاعم ومسارح ويقصده عدد كبير من الناس مساء السبت.
وأوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولانس للصحافة من موقع الاعتداء أن “في هذه المرحلة، وبناء على شهادات تحدثت عن أن المعتدي صرخ +الله اكبر+ خلال هجومه على المارة بسكين، واستناد ا إلى طريقة العمل (المت بعة)، قمنا باستدعاء شعبة مكافحة الإرهاب”.
وأضاف أن إجراء التحقيق أوكل إلى شعبة الجريمة في الشرطة القضائية في باريس والمديرية العامة للأمن الداخلي والمديرية الفرعية لمكافحة الإرهاب.
ونددت ادارة مسجد باريس الكبير ب “هجوم جبان ووحشي لا يمكن ان ينسب الى اية ديانة والذي ندينه بشدة”.
ودعت تشكيلات اليمين واليمين المتطرف الحكومة الى التشدد في تحركها ضد المتطرفين الاسلاميين.
وقال رئيس حزب الجمهوريين (يمين) لوران فوكييز في تغريدة “في الحرب على الارهاب الكلام لا يكفي لا بد من افعال”.
من جهتها قالت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن “الان ننتظر معلومة اساسية” وهي “عبر اي شبكة تمكن هذا الارهابي الاسلامي واسرته من ان يوجد على اراضينا؟”.
وارتفع إلى 246 عدد الضحايا الذين ق تلوا في اعتداءات ارتكبت على الأراضي الفرنسية منذ العام 2015.
يعد الهجوم ، احد الاعتداءات الارهابية العديدة المرتبطة بمنطقة القوقاز المضطربة.
ويعتقد ان زعيم الحرب الشيشاني احمد شاتاييف الذي قتل عام 2017 كان وراء اعتداء ارتكب العام الماضي في مطار اتاتورك في اسطنبول ومقتل 45 شخصا.
وقال مسؤولون اتراك ان منفذي الاعتداء هم انتحاريون من الشيشان واوزبكستان وقرغيزستان، الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان، وتبين انهما من معاقل المتطرفين منذ عدة اعوام.
واعترف عبد القادر مشاريبوف بقتل 39 شخصا في نادي رينا الليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة 2017، كما ان منفذ تفجير ماراثون بوسطن في 2013 هو جوهر تزارناييف المولود في قرغيزستان.
وكان والد تزارناييف شيشاني بينما أمه من داغستان، المنطقة المضطربة في روسيا.
خلال السنوات العشرين الماضية، خاضت روسيا حربين ضروسين مع الانفصاليين الشيشان وهو ما ادى الى انتشار التطرف في المنطقة.
وتعتبر الجماعات الارهابية ان المسلمين في القوقاز الروسي واسيا الوسطى يعانون من التفرقة والمعاملة السيئة ما يدفعها الى البحث عن مجندين في صفوفهم.وغالبا ما يستهدف المسلحون الاسلاميون من شمال القوقاز الروس بهجمات انتحارية وغيرها.
لكن من النادر ان يضرب الجهاديون الشيشان اهدافا خارج روسيا، بحسب ما صرح الاكاديمي الفرنسي الخبير في الشؤون الاسلامية ماثيو غيدر.
وقال لوكالة فرانس برس “الهدف الاول للشيشان ليس الغربيين. من وجهة نظري فان اعتداء باريس يشكل نقطة تحول لانه حتى الان فان الدعاية الشيشانية تركز على +قتل جميع الروس+ وليس +قتل الغربيين+”.
ورأى ان الاعتداء يمكن ان يكون على صلة ب”عدم قدرة الاسلاميين الشيشان على شن هجمات خطيرة ضد الروس في سوريا وروسيا وهو ما يدفع تنظيم الدولة الاسلامية الى ان يقرر استخدامهم ضد الغربيين”.
واضاف ان الشيشان في تنظيم الدولة الاسلامية ينشرون دعايتهم وسط الشيشان في الخارج.
اشهر تلك الاعتداءات حصار مدرسة في بيسلان حيث قتل 331 شخصا، وعمليات احتجاز الرهائن في احد مسارح موسكو عام 2002 حين قتل 125 شخصا. وبين اخر الاعتداءات هجوم اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه عندما تم اطلاق النار على كنيسة ارثوذكسية في داغستان ما ادى الى مقتل خمس نساء.
كما انضم العديد من المسلحين من القوقاز واسيا الوسطى الى صفوف التنظيم المتطرف في الشرق الاوسط.
عندما شن الكرملين حملته الجوية في سوريا عام 2015 دعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، كان بين التبريرات الرئيسية التي قدمتها موسكو لمشاركتها في شن تلك الحملة هو ان 4500 روسي على الاقل غادروا البلاد للقتال الى جانب “ارهابيين” في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وغيرها من المناطق.
وحرص وزير الاعلام الشيشان جنبلاط عمروف الاحد على التقليل من الرابط بين القوقاز وحادث باريس.
وقال لاذاعة روسية ان مثل هذه الجرائم “لا تعرف اي جنسية او دين او وطن او علم”.
الا ان عضو مجلس الشيوخ الروسي كونستانتين كوساشيف الذي يرأس لجنة الشؤون الدولية، قال ان الهجوم ابرز ضرورة استئصال الارهاب من جذوره.
وقال “يجب رسم الخطوط الدفاعية لهذا التهديد العالمي حيث ينبت ويحصل على التمويل والتشجيع”.
ثلاثة محتجزين على صلة بالمنفذ

واصلت السلطات الفرنسية الاثنين احتجاز ثلاثة مقربين من حمزة عظيموف لمعرفة إن كان يوجد شركاء محتملون للفرنسي من أصل شيشاني الذي قتل شخصا وسط باريس مساء السبت، وذلك على وقع جدل سياسي يهيمن على المشهد في فرنسا بعد تبني تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء.
ورغم عدم وجود أي سوابق جنائية لدى المهاجم الذي استخدم سكينا لتنفيذ عمليته التي استهدفت المارة قبل أن تقتله الشرطة، إلا أن عظيموف (20 عاما) مدرج منذ العام 2016 على سجل أجهزة الاستخبارات ومصنف في الفئة “اس”، وهو مؤشر تستخدمه السلطات الفرنسية بحق الأشخاص الذين يشكلون تهديدا جديا لأمن الدولة.
وأعاد ذلك الاثنين إلى الواجهة الجدل بشأن مراقبة هؤلاء الأشخاص في بلد شهد موجة من الاعتداءات التي نفذها متطرفون وأسفرت عن مقتل 246 شخصا منذ 2015، بينهم ضحية يوم السبت.
وفي هذا السياق، قالت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتشددة مارين لوبن إن تصنيف “اس” “غير مجد” حيث أنه “لا يسمح بالتحرك لمنع” المهاجمين من تنفيذ عملياتهم.
من جهته، أشار رئيس الوزراء الأسبق جان-بيار رافاران إلى أنه على فرنسا “تعزيز أجهزتها” الاستخباراتية في وجه الإرهاب بسبب وجود “ثغرات كبيرة” مضيفا أن عليها كذلك اجراء “حوارات متعددة الأطراف مع الدول التي تعد مصادر الإرهاب”.
وأمام الجدل الذي تزداد حدته كما هي الحال بعد كل اعتداء، رأى وزير الداخلية جيرار كولومب وفق ما نقلت عنه صحيفة “سي نيوز” أنه “في ما يتعلق بمسألة بهذه الجدية، يعد تأجيج الانقسامات والعواطف عبر تصريحات ديماغوجية تصرفا يعكس انعدام مسؤولية”.
وأضاف أن “تصنيفات +اس+ تساهم كل أسبوع في تفكيك شبكات لمنع وقوع اعتداءات”.
ووضع والدا المهاجم قيد الحجز الاحتياطي منذ الاحد كما دهمت السلطات الشقة التي كانت الاسرة تستأجرها في باريس لكن دون التوصل إلى نتائج حاسمة.
وأوقفت السلطات احد اصدقائه وهو ايضا في العشرين من عمره الاحد واودعته الحجز الاحتياطي في ستراسبورغ (شرق)، المدينة التي اقامت فيها الاسرة على مدى سنوات قبل ان تنتقل الى باريس.
وتم بعد ظهر الاحد تفتيش منزل هذا الشخص ومصادرة جهاز كمبيوتر.
وقال زملاء سابقون للصديقين لوكالة فرانس برس إن عظيموف والشخص الموقوف كانا “كل الوقت معا في المدرسة وخارجها” وأضافوا أنهما مسلمان ويحبان “ألعاب الفيديو والرياضة”.
أدرج اسم عظيموف كذلك ضمن سجلات “الوقاية من التطرف الاسلامي” لكن ذلك “أساسا” بسبب “علاقاته” أكثر منه “سلوكه وتصرفاته ومواقفه”، بحسب مصدر قريب من الملف.
وقال مصدر قريب من التحقيق إن “شعبة مكافحة الارهاب استمعت الى عظيموف قبل عام لانه كان يعرف شخصا على اتصال بشخص آخر سافر الى سوريا”.
وقتل في الاعتداء الذي وقع قبيل الساعة 21,00 (19,00 تغ) في حي سياحي قريب من دار الأوبرا يضم مطاعم ومسارح أحد المارة وهو فرنسي يبلغ من العمر 29 عاما وأصيب أربعة بجروح بسكين المهاجم. وتجاوز المصابون الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و54 عاما حالة الخطر.
وسارع تنظيم الدولة الاسلامية لتبني الاعتداء ونشر لاحقا تسجيلا مصورا يظهر شابا ملثما عرف عنه على أنه منفذ الاعتداء يعلن مبايعته.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة ان “فرنسا دفعت مرة اخرى الثمن بالدم لكنها لن تتراجع قيد أنملة أمام أعداء الحرية”.
وعلق الرئيس الاميركي دونالد ترامب على العملية مساء الاحد حيث كتب عبر “تويتر” “من المحزن وقوع الاعتداء الارهابي في باريس. في وقت ما على الدول ان تنظر جيدا لما يحصل فعليا(…) ولا بد من اجراء تغييرات لطريقة تفكيرنا إزاء الارهاب”.
وتشارك باريس في التحالف العسكري الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق. وفي بيان إعلان مسؤوليته عن الاعتداء، أكد تنظيم الدولة الإسلامية أن الهجوم هو للرد “على دول التحالف” الذي تقوده واشنطن.


بتاريخ : 16/05/2018

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *