الأميرة ديانا قتلت في حادث سير رغم كل الفرضيات

طرحت عشرات الفرضيات لتفسير مصرع الليدي ديانا قبل عشرين عاما في باريس.
لكن منذ ذلك الحين أكد تحقيقان انه حادث سير عادي، وهو ما عادت لتؤكده معلومات نشرت مؤخرا حول سيارة المرسيدس التي كانت تقلها.
في الدقيقة 26 بعد منتصف الليل في 31 غشت، صدمت سيارة الليموزين التي كانت تقل الأميرة ديانا العامود الثالث عشر في نفق ألما في الدائرة الثامنة من باريس.
توفي صديقها عماد (دودي) الفايد والسائق هنري بول على الفور، وتوفيت الأميرة بعد ساعات. لم ينج من الحادث سوى حارسها الشخصي تريفور ريز-جونز.
فتحت النيابة الفرنسية على الفور تحقيقا في الحادث واتهم المصورون الذين كانوا يتعقبون ديانا وصديقها منذ وصولها إلى باريس اعتقادا بأن تصرفاتهم هي التي دفعت السائق إلى القيادة بسرعة هائلة.
خضع تسعة منهم للاستجواب وكذلك سائق دراجة. وبعد سنتين، خلص التحقيق إلى عدم كفاية الأدلة، وهو ما أكدته محكمة التمييز في سنة 2002.
وخلص التحقيق الذي حظي باهتمام إعلامي واسع إلى أن سلوك هنري بول الذي كان قد تعاطى الخمر ويتناول أدوية مضادة للاكتئاب، وقيادته بسرعة ما بين 126 و155 كلم في الساعة لدى دخوله النفق، هي التي جعلته يفقد السيطرة على السيارة.
واستبعد المحققون فرضية طرحها والد دودي الملياردير المصري محمد الفايد بوجود مؤامرة حاكتها الاستخبارات البريطانية بإيعاز من الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية. وخلص تحقيق آخر استمر من 2004 إلى 2008 في بريطانيا كذلك إلى أن الأمر يتعلق «بحادث مأساوي».
وكشفت التحقيقات أن المرسيدس صدمت سيارة قبل الحادث تماما. وعثر على بقايا دهان على المرسيدس وعلى حائط النفق.
وقال الزوجان الفرنسيان جورج وسابين دوزون اللذان كانا على جادة قريبة أنهما اضطرا للإبطاء لتفادي سيارة فيات أونو بيضاء تحمل لوحة مسجلة في المنطقة الباريسية وفيها كلب ضخم في المقعد الخلفي.
وتم الاستماع إلى أقوال نحو ثلاثة آلاف من مالكي سيارات الفيات والكلاب لكن دون نتيجة وهو ما غذى فرضية المؤامرة.
وفي سنة 2007، تعرف الزوجان دوزون على فان ثانه وهو صاحب كلب روت فايلر وسيارة فيات حمراء أعيد طلاؤها، بصفته سائق السيارة التي تحدثا عنها. لكن تبين أن هذه السيارة لم تتسبب بالحادث.
وكشفت التحقيقات أن السيارة التي كانت تقل ديانا اشتراها في 1994 اريك بوسكيه وسرقت بعدها بثلاثة أشهر ثم عثر عليها في حقل بالقرب من رواسي شمال شرق باريس بعد انقلابها عدة مرات، وفق ما ورد في كتاب «من قتل الليدي ديانا» عن دار غراسيه. عدت السيارة حينها «سيارة تعرضت لحادث خطير» وحصل صاحبها على تعويض من شركة التأمين باعتبارها «خردة».
لكن السيارة خضعت لعملية صيانة كاملة وعرضت في 1996 للبيع لدى فرع شركة «مرسيدس فرنس» في باريس.
وقال لفرانس برس جان فرنسوا موزا، مدير شركة «ايتوال ليموزين» التي أجرت السيارة لفندق ريتز «وثقنا بهم. قالوا لنا إن أحد مدراء مرسيدس في فرنسا كان يستخدمها». وقال إنه اشتراها حينها بمبلغ 280 ألف فرنك فرنسي (حوالي 40 ألف يورو).
وأضاف «سرعان ما تبين أن هناك مشكلة: لم تكن السيارة ثابتة على الطريق فوق سرعة 70-80 كلم بالساعة»، فأعيدت السيارة إلى شركة مرسيدس التي أكدت أن السيارة لا تشكو من أي عيب.
ويتساءل موزا اليوم إن كانت استخدمت قطع غير أصلية لإصلاحها، ويؤكد أن المحققين لم يراجعوه بهذا الشأن.
وقبل أربعة أشهر من الحادث، سرقت السيارة مجددا وتركت على الطريق ثم أعيدت إلى الورشة وكلف إصلاحها أكثر من 17 ألف يورو قبل أن تستعيدها شركة «اتوال ليموزين» وترسلها إلى فندق ريتز حيث تم اختيارها لنقل ديانا.
ولم يتم التطرق يوما إلى مسؤولية «اتوال ليموزين» او «مرسيدس فرنسا» المحتملة خلال التحقيق.


بتاريخ : 22/08/2017