الاستخبارات الأمنية الإيطالية تتوج عملية أطلق عليها اسم Zir Money Transfer بتعاون مع استخبارات أجنبية باعتقال 8 تونسيين وإيطاليين: التحقيقات الأمنية الإيطالية تكشف أن زعيم خلية «أبروتسو» قام بتحويل مبالغ مالية مهمة إلى المغرب عبر قنوات موازية للأبناك

 

كشفت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية الإيطالية، تحت إشراف النيابة العامة، أن زعيم الخلية المفككة، التونسي جمال الدين ابراهيم خروبي الذي كان موضوع مراقبة لصيقة من قبل أجهزة استخباراتية إيطالية بتعاون مع مثيلتها لدول صديقة تنفيذا لعملية اطلق عليها اسم Zir Money Transfer ، ينتمي إلى شبكة قامت بتحويل مبالغ مالية مهمة إلى المغرب عبر قنوات موازية للأبناك.
وأوضحت أن جمال الدين إبراهيم خروبي، كان يقوم بهذه المهمة منذ سنة2005 حين كان يشغل منصب أمين المال بالجمعية الإسلامية مركز مكة للحوار بين الثقافات بمدينة طورينو، التي يرأسها المصري إبراهيم أمير يونس، وهي السنة التي أشارت فيها الصحافة الإيطالية إلى قيام السلطات الإيطالية بطرد المغربي (ب. ب( الإمام السابق لمسجد بورتا بلازا بمدينة طورينو بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي واجهته المصالح الأمنية المغربية وقتها بأسئلة استخباراتية عميقة همت بالأساس هويته ومساره، وعلاقته ببعض الجماعات.
وأبرزت التحقيقات أن الأموال المتحصلة من الفواتير الوهمية لشركات زعيم الخلية جمال الدين إبراهيم خروبي وبعض من شركائه، ومن فائض الأجور العالية التي كانوا يأدونها لعمالهم ومن التهرب الضريبي وغسيل الأموال، كانت توجه إلى جهات في كل من السويد وألمانيا و مدينة غانزياتيب في تركيا التي تبعد عن تركيا بحوالي 70 كيلومترا لأجل دعم منظمات إرهابية.
وأضافت أن زعيم الخلية جمال الدين إبراهيم خروبي، لم يكن يتردد في أن يقدم الدعم إلى عدد من الأئمة في الديار الإيطالية وخارجها ممن يتبنون الأفكار المتطرفة ويعادون الغرب ويشيدون الضربات الارهابية، ويعملون على تجنيد الشباب المسلم من أبناء الجالية المسلمة في أوربا، الذين يؤكدون ان تكلفة “عامل” بلغتهم المشفرة أي تجنيد شاب تكلف 5 آلاف أورو.
وأشارت إلى أن زعيم الخلية جمال الدين إبراهيم خروبي وطد علاقته بكل من عاطف عركوبي، الإمام السابق لمسجد دار السلام، المعتقل رفقته وكذا الإمام الجزائري (ي. ق) الذي لايتردد في دعم جبهة الإنقاد الإسلامية الجزائرية، وعنصرين إثنين وهما (س.أ. ص) و (ع. أ) الذين كانوا يمولون من قبل زعيم الخلية لأجل الحصول على معلومات ميدانية و معرفة جيدة للوضع في بؤر التوتر في كل من سوريا والعراق.
وشددت المصالح الأمنية الإيطالية المراقبة على حوالي 55 عنصرا ضمن عملية اطلق عليها اسم Zir Money Transfer، سلسلة الهجمات الدموية المتزامنة في ستة مواقع مختلفة في العاصمة باريس، أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، وإصابة قرابة 352، والتي كانت مصالح المخابرات المغربية قدمت معلومات مهمة لنظيرتها الفرنسية، كانت كافية للوصول إلى الإرهابيين المتخندقين بسان دوني، ضاحية العاصمة الفرنسية باريس.
وللإشارة فقد تمكنت فرق خاصة من الاستخبارات الداخلية والخارجية الإيطالية، خاصة مديرية مكافحة المافيا ومكافحة الإرهاب، معززة بعناصر الشرطة والدرك الإيطالي (كارابينيري ) والشرطة المالية الإيطالية السبت الماضي، من تفكيك خلية إرهابية موالية لجبهة النصرة تتكون من عشرة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 57 و29 سنة من بين حوالي 55 شخصا وضعوا تحت المراقبة.
وقد أسفرت هذه العملية من اعتقال عشرة أشخاص بمنطقة “أبروتسو”، وسط البلاد، بتهمة ارتباطهم بجبهة النصرة (جبهة تحرير الشام حالياً) بينهم إيطاليان وثمانية من أصول تونسية، والإمام السابق لمسجد دار السلام مارتينسيكورو، في مقاطعة تيرامو، الذي يروج لمواقف معادية للغرب تحرض على الإرهاب وحجز ممتلكات وعقارات بقيمة تزيد عن مليون أورو.
وتأتي هذه الضربة الأمنية، بعد أقل من أسبوع على زيارة مكوكية لوفد مغربي يضم المدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري والمدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بالإضافة إلى مساعدين أمنيين مغاربة متخصصين في قضايا مكافحة الإرهاب والتجسس.
فقد احتضنت العاصمة الإيطالية روما، يوم الاثنين الماضي، لقاء رفيع المستوى خصص لبحث التعاون الأمني بين المغرب وإيطاليا، بمشاركة مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين مغاربة، إلى جانب مسؤولين إيطاليين سياسيين وأمنيين من المستوى الرفيع، يروم رسم الآفاق المستقبلية للتعاون الأمني الإيطالي المغربي، بالإضافة إلى تحديد الخطوط العامة للتعاون بين روما والرباط.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 10/09/2019