التدخلات الأجنبية في البلدان العربية والتكامل الاقتصادي العربي في صلب أشغال القمة العربية الـ 29 بالظهران

احتضنت مدينة الظهران شرق السعودية، أمس الأحد، أشغال القمة العربية ال29 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، بمشاركة الأمير مولاي رشيد، الذي يمثل جلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث العربي.
وناقشت هذه القمة، التي يشارك فيها عدد من الملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات وممثلو الدول العربية، عددا من القضايا من بينها، على الخصوص، القضية الفلسطينية، والتطورات الأخيرة التي أعقبت إعلان الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وتطورات الأوضاع في كل من سوريا والأزمتين الليبية واليمنية، إلى جانب عدد من الملفات السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى قرارات تتعلق بتعزيز آليات التعاون الاقتصادي لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية، وتفعيل التجارة البينية للدول العربية، والأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن أزمة اللجوء في المنطقة.
وأجمع المسؤولون والمحللون السياسيون على السواء، على أن هذه القمة، قمة «استثنائية» تنعقد في سياق عربي وإقليمي مضطرب.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أكد خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة التي ترأستها بلاده، أن لا تسامح مع التدخلات الإيرانية في المنطقة، قائلا «لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما دامت إيران تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال إشعال الفتنة الطائفية وزرع ميليشيات إرهابية» في المنطقة.
وبدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن «على العرب جميعا مسؤولية معالجة الظروف التي أدت إلى إتاحة الفرصة لهذه التدخلات غير الحميدة عبر التوصل إلى تسويات سياسية مستدامة للأزمات الداخلية، وحالات الاحتراب الأهلي التي تجتاح بعض دولنا».
وفي كلمة أمام وزراء الخارجية العرب، طالب دي ميستورا المبعوث الأممي في سوريا  بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وشفافة في الهجوم الكيماوي المفترض على مدينة دوما السورية مؤخرا، داعيا مختلف أطراف الأزمة إلى تجنب المواجهات العسكرية والمضي قدما باتجاه الحل السياسي والوحيد للأزمة السورية.

وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أجرى الخميس الماضي بمدينة الرياض، مباحثات مع عدد من نظرائه العرب، وذلك على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة.
وهكذا بحث بوريطة مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، التعاون والتنسيق بين البلدين في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز اللجنة المشتركة المغربية العراقية، وتبادل الزيارات المتبادلة لوزيري خارجية البلدين من أجل إعطاء العلاقات الثنائية انطلاقة جديدة في مختلف المجالات.
وتباحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أيضا مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي أحمدى عيسى عوض، حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، لاسيما في مجالات التكوين والتكوين المهني، وإحداث المشاريع التنموية في عدد من المجالات، فضلا عن التنسيق والتعاون بين وزارتي خارجية البلدين.
من جهة أخرى، أجرى بوريطة مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، تناولت آخر التطورات في الساحة السياسية الليبية، استعرض خلالها سلامة الجهود الأممية التي يقودها لتدعيم جهود المصالحة الوطنية في ليبيا والمضي قدما نحو بناء مؤسسات الدولة واستتباب الأمن في هذا القطر المغاربي.


بتاريخ : 16/04/2018