الدارالبيضاء على موعد مع أكثر من 30 ألف طن من النفايات خلال أيام عيد الأضحى

 

من المرتقب أن تستقبل أزقة العاصمة الاقتصادية وشوارعها، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، الذي سيتم الاحتفال به يوم الاثنين 12 غشت 2019، أكثر من 30 ألف طن من المخلفات والبقايا والأزبال، التي تعقب عملية نحر الأضاحي وتنتج عن التدبير اليومي للأسر في مختلف أنحاء المدينة. رقم ليس بالهيّن ويطرح نفسه بإلحاح بالنظر إلى أن النظافة تعتبر موضوعا حارقا في يوميات البيضاويات والبيضاويين، وهو ما تبيّنه وضعية الشوارع والأزقة على امتداد تراب الدارالبيضاء، ويُطرح هذا الإشكال بشكل أكثر ملحاحية خلال مناسبة عيد الأضحى خوفا من تكرار سيناريوهات سابقة، تكون لها عدة تبعات وخيمة على البيئة والصحة العامة وعلى المشهد العام.
المصالح المختصة بمدينة الدارالبيضاء أكدت أنها جنّدت 4 آلاف عامل في قطاع النظافة لمواجهة الحدث والتعامل مع مخلّفاته، أي بإضافة وتعبئة 500 عامل إضافي، سيكونون أمام تحدّي تنظيف الدارالبيضاء، والتعامل مع المخلّفات ومع بعض العقليات أيضا، التي لا تؤمن بالسلوك المواطناتي وبالبعد البيئي، مما يرفع هامش الصعوبات بالنسبة لهؤلاء المستخدمين، الذين سيكونون بعيدين عن أسرهم لتلبية حاجيات البيضاويين من النظافة.
مخلفات عيد الأضحى باتت تعرف مدى تصاعديا السنة تلو الأخرى، إذ وبحسب الأرقام التي تم الإعلان عنها سابقا، فقد جرى تجميع حوالي 26 ألف طن من النفايات المرتبطة بعيد الأضحى خلال سنة 2017، وارتفع العدد خلال السنة الفارطة 2018 إلى 27 ألف طن، ومن المرتقب أن يتجاوز خلال هذه السنة 30 طنا، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، التي أبرزت أن المعدل اليومي يتراوح ما بين 9 و 15 طنا من النفايات التي يجري التخلص منها والرمي بها في الشارع العام، وهو رقم مرتفع عن المعدل اليومي خلال باقي أيام السنة.
وفي موضوع ذي صلة، يطرح عدد من سكان العاصمة الاقتصادية أكثر من علامة استفهام بخصوص الكيفية التي يتم بها تدبير توزيع الأكياس البلاستيكية التي تحولت إلى ورقة انتخابية، تمنح للمقربين وتستثنى منها البقية، الأمر الذي يكون له ما بعده على مستوى التخلص من النفايات، خاصة وأنه ليست كل الأسر تتجه إلى اقتناء الأكياس بالنظر لأسعارها التي هي ليست في متناول الجميع وتشكل عبئا ماديا إضافيا. وإلى جانب ما سبق فإن دائرة التساؤلات تطال كذلك الكيفية التي تتم بها ما تمت تسميته بالحملة التحسيسية والتواصلية التي تهدف إلى المحافظة على نظافة الدارالبيضاء ومواجهة بعض المسلكيات الشائنة التي تمس بـ «جمالية» المدينة، التي يغيب أي أثر لها على مستوى العديد من الأحياء البيضاوية، وتقتصر على استعمال سيارات فارهة، كلفة كرائها وأثر نتائجها هما عبارة عن سؤال عريض مبهم يبقى هو الآخر بدون جواب !؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 09/08/2019