الدعوة إلى تبني الحكمة والمقاصدية في إصدار الفتاوي بعد الدراسة والتمحيص

المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بفاس
يقرر تنظيم ثلاث ندوات إحداها بالمغرب وأخرى في بلدين مختلفين

تميزت الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة  الذي انعقد بأحد أكبر الفنادق بفاس  أيام  8 -9 10 دجنبر 2017 بكلمات افتتاحية شكلت خارطة طريق أمام الأعضاء  يمكن أن تنير السبيل أمام جميع العلماء الأفارقة من أجل تفعيل مقتضيات ماهو منصوص عليه في الظهير الشريف، و صباح اليوم الثاني التأم المشاركون في اجتماعات متوازنة، حيث تمت مناقشة المضامين، وتم تقديم العديد من الاقتراحات والمشاريع، وفي الأخير تم الاتفاق بعد نقاشات مستفيضة أن يسند الأمر للأمانة العامة لكي تعيد النظر في هذه المشاريع بناء على ما تم تقديمه من مقترحات

 

تميزت الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة الذي انعقد بأحد أكبر الفنادق بفاس أيام 8 -9 10 دجنبر 2017 بكلمة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وكلمة سماحة الشيخ إبراهيم الحسيني باسم العلماء الأفارقة وكلمة العلماء المغاربة التي ألقاها الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى الأستاذ محمد يسف والتي اعتبر فيها فاس عاصمة المغرب العلمية وحاضنة جامعة القرويين كهف الإسلام وحصنه ما تزال شامخة شموخ الجبال علما ولسانا ودينا وذلك بحضور أكثر من 300 عالم منهم 80 امرأة يمثلون 32 دولة إفريقية .
وبعد الجلسة الصباحية التي تميزت بكلمات افتتاحية شكلت خارطة طريق أمام الأعضاء يمكن أن تنير السبيل أمام جميع العلماء الأفارقة من أجل تفعيل مقتضيات ماهو منصوص عليه في الظهير الشريف، التأم المشاركون صباح اليوم الثاني في اجتماعات متوازنة، حيث تمت مناقشة المضامين، وتم تقديم العديد من الاقتراحات والمشاريع، وفي الأخير تم الاتفاق بعد نقاشات مستفيضة أن يسند الأمر للأمانة العامة لكي تعيد النظر في هذه المشاريع بناء على ما تم تقديمه من مقترحات
وقد تمخض اجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته العادية الأولى على جملة من التوصيات كخلاصة لاشتغال عدد من اللجان منها لجنة الأنشطة الثقافية والعلمية لجنة الدراسات الشرعية لجنة التراث الإسلامي الإفريقي لجنة التواصل والتعاون والشراكات وقد تفضل الدكتور إبراهيم محمد أحمد من دولة نيجيريا بقراءتها
ومن أهم التوصيات دعوة الأمانة العامة إلى القيام بدراسة الأوراق التي حررتها اللجان لكي تستخرج منها المصطلحات المتعلقة بالمجلس العلمي ومساطره و المصطلحات المتعلقة بالأنشطة العامة طبقا لأهداف المؤسسة وكذلك العمليات المتعلقة بالأنشطة الخاصة المتعلقة بالفروع والنقطة المتعلقة بأنشطة مقترحة من فروع بعينها كما أثار الانتباه إلى أن هناك أسئلة تتطلب إجابة الأمانة العامة أو التداول فيها مع المجلس الأعلى .كما تقرر استدعاء رؤساء الفروع في أواسط شهر فبراير لصياغة التوصيات القابلة للتفعيل من بينها هذه المقترحات مع ضرورة العمل لاستكمال فتح مقرات جميع الفروع قبل نهاية شهر أبريل 2018 .
واعتبر البيان الختامي رؤساء الفروع من الآن فصاعدا بمثابة مجلس للتداول في المسائل الجارية لتهييء جدول أعمال دورة المجلس الأعلى وكأداة لمتابعة التنفيذ مثمنا الاتفاق على أن تنعقد الدورة العادية للمجلس الأعلى من كل عام في شهر أكتوبر حتى يقوم بمهامه المنصوص عليها في القانون، وحتى يتفق بالخصوص على الأنشطة المبرمجة للسنة الموالية، على أن تقوم الأمانة العامة مع كل فرع بفتح مقر على قدر أدنى من الأنشطة التي يمكن دعمها أو التنسيق في شأنها خلال سنة 2018 ويمكن لرؤساء الفروع من الآن فصاعدا التواصل مع الأمانة على بريدها الإلكتروني في جميع المواضيع المتعلقة بالمؤسسة.
وعلى صعيد آخر تقوم الأمانة العامة في الشهرين المقبلين بفتح موقع إلكتروني للمؤسسة تكون له هيئة تحرير وتسهم في إغنائه بالأخبار والأفكار المتعلقة بجميع الفروع . واتفق العلماء على تنظيم المؤسسة خلال سنة 2018 ثلاث ندوات يحضرها أعضاء المجلس الأعلى إحداها بالمغرب وأخرى في بلدين مختلفين موضوعهما دعم الشعب لدعاوي قضايا الإرهاب وموضوع السلفية وموضوع دور العلماء في تعزيز السلم وإصلاح ذات البين.
كما تقرر أن تتكفل الأمانة العامة بدعوة ثلاثة علماء من كل فرع بوتيرة فرعين كل أسبوع يقيمون بالمغرب أسبوعا واحدا لوجوب تدبير الشأن الديني وذلك في سبيل تبليغ الدين الصحيح ونشر ثقافة الاعتدال. وتركت الاختيار مفتوحا أمام الفروع للتعبير عن حاجاتها من نسخ المصحف الشريف كما يمكن لها أن تطبع أوتترجم بدعم من المؤسسة بعض الكتب التي يحتاج إليها الناس في فهم مبادئ الدين
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن المشترك الواجب بين أعضاء المؤسسة هو العقيدة الأشعرية وأن المشترك المندوب هو التصوف السني أما المذهب الفقهي فلكل الأتباع ما درج عليه أهله من اختيار يعتبر الاجتماع الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية من وثائق المؤسسة.
من جهة ثانية وفي تصريح خص به جريدة الاتحاد الاشتراكي أشاد أرشد محمد نائب رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجنوب إفريقيا بما يقوم به جلالة الملك من تأسيس للمؤسسة واستضافة للعلماء لأول مرة في تاريخ العالم الإسلامي بقارة إفريقيا، معتبرا الهدف الأسمى من ذلك هو رؤية موحدة في الإسلام.
وأضاف اسم الملك يجب أن يكتب بماء الذهب في تاريخ الإسلام، لأن ما يقوم به وما يسعى إليه جلالة الملك والمؤسسة من خلال عقدها لهذا المؤتمر، هو تلبية لحاجة الوقت. وكشف العالم أرشد محمد أن أكثر من يتصدر الإفتاء في هذا الزمن ليس أهلا له ، مؤكدا أنه إذا تم تشكيل مؤسسة بهذا الحجم، وتكلمت قارة إفريقيا بكلمة واحدة في المستقبل، يكون لها وزن كبير . وأشار إلى ضرورة تبني الحكمة والمقاصدية في إصدار الفتاوي بعد الدراسة والتمحيص وليس على العواء مباشرة كما هو على الفضائيات في عصرنا الراهن «نعيش الفتاوي على الهواء بالهوى».
وعبر المتحدث عن الأمل في أن يخرج من هذه الندوات خيرا لإفريقيا، وبإذن الله سبحانه وتعالى لتكون المؤسسة نموذجا للعالم كله.
من جهته انتهز محمد الأمين توري رئيس مؤسسة محمد السادس فرع غامبيا الفرصة ليعبر عن سروره وتقديره لهذه المبادرة القيمة التي انطلقت من جلالة الملك سيدي محمد السادس ملك الدولة المغربية معتبرا أن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إليها، وخاصة الأمة الإفريقية .
وحول ميزات هذا اللقاء الإسلامي العالمي أوضح أحد علماء دولة أنغولا عن تقديره واحترامه الكبير لشخص جلالة الملك الذي جمع شتات هذه الأمة، مضيفا أن اللقاء المبارك جعله يجتمع بعلماء مسلمين من دول إفريقية متباعدة وفوق هذه الأرض الطاهرة بفضل جلالة الملك سيدي محمد السادس . معتبرا ذلك من أهم ميزات وحسنات هذا اللقاء الإسلامي الإفريقي المبارك، حيث تبادل الآراء التعارف وتبادل الخبرات والوقوف على التجارب الدول ودراسة الاستراتيجيات والآليات لمواجهة التحديات التي تواجه هذه الأمة في دولها .
وأوضح أن الأمة الإسلامية أمة مكلفة، كلفت بمهمة مقدسة وصعبة وهي الدعوة إلى هذا الدين، إلى الإسلام والداعية إلى هذا الدين يمثل سبحانه وتعالى في دينه ويمثل رسوله الكريم في عقيدته وفي منهجه وفي أخلاقه «وأضاف يجب أن تكون هذه الحقائق متجسدة في الإنسان الذي يقوم بهذه المهمة وهذه كلها أيضا عبارة عن توجيهات إلهية ضرورية وواجبة لمن أراد أن يخوض في هذا الميدان ، وكل هذه واضحة في الآيات القرآنية التي يخاطب بها سبحانه وتعالي هذه الأمة ويأمرها بالقيام بمهمة الدعوة.
لذلك عندما تسألني الصحافة يجدونني حاملا لأطنان من الأفكار والانطباعات الإيجابية حول هذا اللقاء يكون جوابي «يكفينا فخرا أننا استفدنا من هذه العروض الفكرية والعلمية القيمة التي تم تقديمها على مدى يومين كاملين سواء من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أو من ممثلي العلماء الأفارقة وهذه العروض كلها عبارة عن دروس نستنير بها في مسيرة دعوتنا إلى الإسلام . إلى جانب الضيافة المتميزة التي حظينا بها ،وختم تصريحه بتقديم الشكر الجزيل للمغرب ملكا وشعبا على الحفاوة الكريمة للشعب المغربي»
وجدد الدكتور أبو بكر دكوري من علماء بوركينا فاسو في برقية شكر وامتنان للسدة العالية بالله بمناسبة انتهاء أشغال المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته العادية الأولى المنعقدة بالعاصمة العلمية للمملكةالتزام المجلس الأعلى للمؤسسة العمل بتوجيهات جلالته متمسكين لتجسيد عمق الأواصر الروحية بين المسلمين في البلدان الإفريقية وتوحدهم على الأصول الجامعة المتمثلة في العقيدة الأشعرية التي ضمنت وحدة الأمة في رسائل الاعتقاد وحفظتهم وأمنتهم من الوقوع في فتنة التكفير بالذنب وأمنتهم من ركوب صنوف الاعتداء . وفي المذاهب الفقهيه السنية التي اختارها أجدادنا و في التصوف السني الذي يقصد تطهير الباطن وتزيين الظاهر وضبط التصرفات .
واغتنم العلماء الأفارقة هذه المناسبة معبرين عن تقديرهم لجهود جلالة الملك في تحديد الاختيارات التنموية وإبداء الأوراش التقدمية الراقية وتقوية العلاقات والصلات الإفريقية التي تجسدهاعودة المغرب إلى حضيرة الاتحاد الإفريقي ثم إلى المجموعة الاقتصادية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي . كما نوه البيان الختامي بالجهود المشكورة التي يبذلها المغرب للدفاع عن القدس الشريف وثمن مواقف المغرب الشجاعة في سبيل حماية هويته «
وأكد المجلس شعوره بقوة الأمانة الملقاة على عاتق جلالة الملك في حماية الملة والدين وعاهدوا جلالته على التعاون لتحقيق الأهداف المسطرة وتبادل التجارب المكتسبة وتنسيق الجهود المثمرة بين العلماء بحق أمانته في التبليغ والقدوة وإحياء المناسبات الدينية والتحصين الفكري والقيام بالواجب الإحساني بمختلف أشكاله . وأكد علماء المؤسسة تبصرهم أمانة التبليغ في سياق النزول وسياق التنزيل وأجمعوا في إطار مسؤوليتهم الكبرى على ضرورة الجمع بين فقه الدين والانفتاح على مبادئ العصر مع الاقتراب من هموم المواطنين والرد عن تساؤلاتهم وتطلعاتهم ، وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم خاصة الشباب منهم ، وذلك بإشاعة الفكر الديني المتنور وتسخير القيم الجوهرية الموجهة لدرء الفتنة ودعم الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب»


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 16/12/2017