الدكتور أحمد الخمليشي، مدير دار الحديث الحسنية.. العداء يتجاوز الاحتفال إلى انشغال دائم بالآخر «الكافر»

 

يرجع الدكتور ومدير دار الحديث الحسنية أحمد الخمليشي، الدعوات المتواترة في السنوات الأخيرة إلى تحريم مظاهر الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، إلى أسباب تتجاوز هذه المناسبة في عمقها، تتمثل في أخطاء التعليم الديني بالمغرب، وهو ما يشترك فيه مجال التعليم في كل الأديان التي تملي على المتلقي للدين كونه هو الحق والآخر المختلف على ضلال وكفر، ومن ثم تجب محاربة ومقاومة ثقافته وضمنها مظاهر احتفالاته.
ويضيف الخمليشي أن هذه الخطابات تنطوي على عداء متجذر يطعن التعايش الذي عرف عن المغاربة في الصميم، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق باحتفال بقدر ما هو مرتبط بانشغال دائم بالآخر، الآخر الكافر والمخلد في النار، في حين أن العقيدة تلزمنا بإصلاح سلوكنا قبل النظر إلى الآخر.
ويرى الخمليشي أن التعليم الديني اليوم بالمغرب، يركز على الشعائر دون القيم والسلوك رغم أن القرآن ينص على أن «الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا»، وهذا العمل الصالح ، يوضح الخمليشي، هو جانب السلوك والقيم الذي اضمحل في المجتمع الاسلامي ككل وليس بالمغرب، أي أن المؤسسات الموكول إليها التلقين والتعليم، تغفل هذا الجانب، وبالتالي تغذي هذه النزعات العدائية تجاه الآخر رغم أن هذا العداء يغترف من تاريخ الإنسان، أي من تاريخ متواصل من الحروب الدينية التي تختلف تمظهراتها الخارجية على مر العصور. وهو ما يستدعي، حسب مدير دار الحديث الحسنية، إعادة الاشتغال على تعزيز القيم ومبادئ التسامح وترميم هذه الفجوة بين الدين كمعتقد والسلوك كممارسة مصاحبة له.
وفي تعليقه على أن الدعوات التحريمية تستند في ذلك إلى النصوص الدينية لتبرير دعواها، اعتبر الخمليشي أن نصوص الدين لغوية وبالتالي فاللغة حمالة أوجه، وكل من يبحث عن نص مؤيد لمسعاه سيجده، وهو ما يدخل في باب تأويل النص الديني، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على دعاة الإسلاموفبيا لتبرير عدائهم للدين الاسلامي من داخل النص الديني المسيحيي، مؤكدا أن الحل ينطلق من العمل على تلافي ما ورثناه من تاريخ تطاحن وعداء بين الأديان، والتخلص، كمسلمين، من عقدة الاستعلاء و الحكم على الآخر من ثنائية «الجنة والنار»، والتركيز على أن المؤمن أساسه الإيمان وكماله مرتبط بالعمل الصالح.


الكاتب :  ح. الفارسي

  

بتاريخ : 31/12/2018

أخبار مرتبطة

  جيلنا أكثر ذكاء من الذي سبقه، قالها مارتن كوبر مخترع الهاتف المحمول. وأضاف منبها « اتركوا هواتفكم وعيشوا !»

تشكل الذكرى الـ 66 لاسترجاع طرفاية إلى حظيرة الوطن، محطة بارزة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الاستقلال وتحقيق الوحدة

النظام الداخلي بعد صدور قرار المحكمة الدستورية رقم 17/65 بتاريخ 30 أكتوبر 2017 المادة 23 يتألف مكتب مجلس النواب من:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *