«الذي يأتي من المستقبل، عبد الكبير الخطيبي»

ضمن منشورات دار توبقال للنشر والتوزيع بالدار البيضاء وفي طبعة أنيقة، صدر في فبراير 2020 ، كتاب قيم تحت عنوان: «الذي يأتي من المستقبل، عبد الكبير الخطيبي».
يأتي هذا الكتاب الجماعي الذي أشرف على إنجازه الباحث الأكاديمي المغربي عبد الغني فنان في سياق الاحتفاء بمرور عشر سنوات على ذكرى وفاة عبد الكبير الخطيبي من أجل حفظ الذاكرة، والإبقاء على أثره حيا فاعلا فى الثقافة المغربية من خلال تجديد السؤال، واستكمال المشاريع النظرية والفنية التي تضمنتها كتاباته المتنوعة ونقلها الى جيل جديد من القراء والباحثين. وهو ما تم تجسيده من خلال اختيار عبد الغني فنان مهندس هذا الكتاب للأسماء التي ساهمت مشكورة في هذا المنجز: عبد السلام بنعبد العالي، عبد المجيد بنجلون، رشيد بنلباح، جليل بناني، محمد بنيس، موليم لعروسي، غيتة الخياط، عبد الغني فنان، مارك كونتار، حسن لغداش، محمد موهوب، حسن موستير، عبد الله ساعف، خالد زكري ومراد الخطيبي.
هذه الأسماء تنتمي إلى ثلاث محطات متعاقبة من تاريخ ثقافتنا المعاصر. الأمر يتعلق هنا بعلامة مفصلية ومنعطف أساسي به دخلت نخب المجتمع المغربي في سياقات من الخطابات الجديدة خلخلت شجرة الأنساب المعرفية والفنية التي ننتمي إليها وهو ما يجعل من عبد الكبير الخطيبي، الحاضر بقوة الغياب، في المتداول من الأفكار والنقاشات في الكتب والجامعات وصفحات الجرائد…
حاول عبد الغني فنان، وخلافا للعديد من الدراسات التي اختزلت الخطيبي في كتاباته الأدبية وجعلت منه أحيانا كاتبا فرنكفونيا بالمعنى السلبي للكلمة، أن يركز على ما هو فكري ونظري وعلى علاقته بالفن والسياسي، بما يبرز تقاطع خطاباته داخل نسق من الأسئلة الجذرية ( لعل أبرزها سؤال الهوية والاختلاف) اعتمدت لغة الشذرة والمحو والشعر والعلامة البيينية…
حاول أيضا عبد الغني فنان المشرف على الكتاب أن يلامس بعض جوانب الخطيبي كإنسان، وهو بعد كثيرا ما يغيب في الدراسات الأدبية والفكرية عندنا، من خلال علاقته بأسرته وبالجديدة مسقط رأسه والأمكنة التي وشمت ذاكرته بهذه المدينة، وهو ما يفسر حضور الصورة الفوتوغرافية كشاهد وكمؤشر على ممكنات أخرى لولوج عالم الكتاب والمفكرين (الصورة، المنسوخ، الشريط الوثائقي المؤثث باليومي البسيط…) اعتقادا منه أن تطوير هذه الممكنات من شأنه أن يساهم في خلق أسطورة الكاتب والمبدع بالعالم العربي. وفي هذا الإطار، لا بد من التنويه بالمساهمة الفنية المتميزة لأليكسيا ميون بالإضافة إلى إسهامات كل من جمال بنعبد السلام ومونة مارتنسن.


بتاريخ : 22/02/2020

أخبار مرتبطة

743 عارضا يقدمون أكثر من 100 ألف كتاب و3 ملايين نسخة 56 في المائة من الإصدارات برسم 2023/2024   أكد

تحت شعار «الكتابة والزمن» افتتحت مساء الأربعاء 17 أبريل 2024، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض المغاربي للكتاب «آداب مغاربية» الذي تنظمه

الأستاذ الدكتور يوسف تيبس من مواليد فاس. أستاذ المنطق والفلسفة المعاصرة بشعبة الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز ورئيسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *