الشفاء من كورونا، المصابة مي فاطنة من سطات والدكتورة «خديجة فادي» من الفقيه بنصالح يتحدثان لـ «لاتحاد الاشتراكي»

«مي فاطنة»، 67 سنة، تسرد حكاية إصابتها بالداء ورحلة الشفاء

الدكتورة «خديجة فادي» :هذه قصة شفاء .. «مي رابحة ، 80سنة»!

ثلاثة فرنسيين يتعافون في أكادير..وقد جاؤوها حاملين الفيروس

 

“مي فاطنة”، هكذا يناديها الطاقم الطبي الذي أشرف على علاجها بمستشفى الحسن الثاني بسطات، والذي انضاف إليه طاقم عسكري متكامل لتولي علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، تبلغ “مي فاطنة” من العمر 67 سنة، وكانت أول مصابة بهذا الفيروس التاجي في إقليم سطات، وقد تعافت تماما منه بشكل نهائي، وغادرت مستشفى الحسن الثاني بسطات، مساء يوم الأحد 29 مارس 2020، متجهة إلى مسقط رأسها عبر سيارة الإسعاف التابعة لجماعة البروج.
فرحتها لا توصف، هذا ما عبرت عنه نبرتها الصوتية، خاصة وأن الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام بمختلف تلاوينها، زادت من مخاوفها، حينما جزمت بأن الفيروس يقضي على كبار السن.
في حوار مع جريدة الاتحاد الاشتراكي، تعيد “مي فاطنة” ترتيب تفاصيل ما حدث معها منذ البداية، تقول: “جئت من الديار الإيطالية، حيث كنت أزور ابني وبناتي هناك صحبة زوجي، وكنت دائما متخوفة من هذا المرض منذ البداية، إذ كنت حريصة على مسح يدي وغسلهما باستمرار، ونصحت زوجي بأن يفعل نفس الأمر، لكنه رفض ذلك، بعد عودتنا من الديار الإيطالية، في مطار محمد الخامس، أعطيت المسؤولين رقم هاتف أحد أقاربي، وفي منزلي بالبروج أحسست بأعراض فيروس كورونا، “كنحس أوليدي بالنمل سارح لي مع ذاتي والحمى والقرجوطة ناشفة”، زرت طبيب الأسنان، الذي نصحني ببعض الأدوية عبارة عن “سيرو وشي كينات “، لكن حين أردت تناول الدواء، لم أستطع ذلك، فقد شعرت بألم شديد في حلقي، وبعد أن ازدادت حالتي الصحية تدهورا، تم الاتصال بباشا البروج الذي تم إخباره بحالتي ربما من مطار محمد الخامس، بقي التنسيق، حيث زارني بعض الأطباء الذين سألوني عن الوضع الصحي لزوجي، الذي لم يعاني من هذه الأعراض، وبعد أن اشتدت حرارتي اتصلت ابنتي بالمسؤولين ليتم نقلي إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات، وأنا في حالة حرجة، بقيت في إحدى القاعات لمدة يومين، وبعدها نقلوني إلى القاعة المخصصة للمصابين بكورونا، وهناك مكثت بمفردي لمدة 12 يوما، حيث أشرف على علاجي طاقم طبي، وكنت أخضع، تضيف “مي فاطنة”، للفحوصات مرتين في اليوم، كل صباح وكل مساء، وتعامل معي الأطباء والممرضون كأنني والدتهم، بل حتى مدير المستشفى كان “يتسخر عليا، كلهم كانو مقابليني مزيان، ودارو لي التحاليل من الأنف والدم والتخطيط على القلب والراديو لكبير واليوم اللي خرجت فيه دارو لي السكانير “.
وعن طبيعة الوجبات الغذائية التي استفادت منها، تجيب “مي فاطنة” بعفوية، “أنت مول الخير أوليدي “هناك الدجاج والكفتة واللحم والثلاجة عامرة بالعصير ودانون والفورماج والحليب واللبن، ويوم الجمعة يجيبو المرقة والسفة، وكلهم تصورو معي الله يرضي عليهم من كببرهم لصغيرهم “.
وعن حالة زوجها وأبنائها في الديار الإيطالية، قالت: “الحمد لله كلهم على خير ولا أحد فيهم مصاب بهذا الفيروس”.
وفي ختام حديثنا معها طالبت “مي فاطنة” المغاربة جميعا باتخاذ الإجراءات الاحترازية والبقاء في منازلهم، متمنية أن يرفع الله هذا البلاء عن المغاربة والمسلمين والبشرية جمعاء.

الدكتورة “خديجة فادي” تتحدث

في أول تصريح للدكتورة” خديجة فادي” الأخصائية في الأمراض التنفسية، والتي أشرفت على علاج “مي رابحة” أول مصابة بفيروس كورونا في مدينة الفقيه بن صالح ، أكدت الدكتورة “خديجة فادي””أول مصابة بفيروس كورونا كوفيد -19، تم إستقبالها بالمستشفى الإقليمي بمدينة الفقيه بن صالح، كانت حالة مستوردة من أيطاليا، والتي عادت إلى المغرب يوم 5 مارس الجاري،وكانت عادية حيث لم تكن تظهر عليها أية أعراض للوباء.لكن بعد9 أيام أي في يوم 14 مارس، بدأت أعراض الوباء تظهرعليها،وهو ما جعلها تزور قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح ”
وعن الاجراءات ،التي تم اتخاذها في قسم المستعجلات أوضحت الدكتورة “خديجة فادي « «أن أول إجراء تم تطبيقه هو العزل الصحي ،مع مباشرة العلاج بالمضادات الحيوية،من أجل تخفيف حرارتها ،مع مراقبتها في غرفة الإنعاش ومدها بدواء ضد السعال،وإجراء التحاليل حيث تم إرسال عينات إلى مختبر باستور- المغرب بالدار البيضاء،وهو إجراء يتطلب العديد من الاشياء اللوجيستيكية الضرورية”
وعن الوضع الصحي للمصابة “مي رابحة” في إنتظار التوصل بنتائج التحاليل من البيضاء،أكدت الدكتورة المعالجة”بصراحة لقد أقلقتنا حالتها خاصة وأنها بدأت في التدهور،حيث بدأت تعاني من نقص في الأكسجين،كما كشفت لنا الأشعة بأنها تعاني من التهاب حاد في الرئتين،مع ازدياد حدة السعال «..
وهي تنتظر نتيجة التحاليل تسلحت الدكتورة “خديجة فادي” بالأبحاث “بدأت أطلع على كل الأدوية التي تستعمل في علاج هذا الوباء في العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والصين، لكن الدواء المستعمل هناك غير موجود في المغرب”
وبعد أن أكدت التحاليل المخبرية، إصابة “مي رابحة”بوباء كورونا كوفيد-19 صرحت الدكتورة المعالجة ” هنا كان علي الإتصال بأستاذي الدكتور” هشام عفيفي” رئيس قسم الأمراض التنفسية في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء ،فاتفقنا على اللجوء إلى البروتوكول الذي اقرته وزارة الصحة والمتعلق بالعلاج بدواء”الكلوروكين”
وبخصوص إستجابة “أمي رابحة” للعلاج لم تخف الطبيبة فرحتها”بعد ثلاثة أيام تحسنت،واستقرت حالتها ولم نعد في حاجة إلى الأكسجين،كما أن الأشعة أظهرت بأن حالة رئتيها بدأت تتحسن بشكل كبير ،وبعد مرور 6 أيام كانت المصابة قد شفيت ،حيث جاءت التحاليل سلبية وهي النتيجة التي جعلت الطاقم الطبي يطير فرحا بهذا النجاح الكبير،و تحول القلق إلى سعادة «…
ولم تترك “أمي رابحة” لمصيرها بعد مغادرة المستشفى الإقليمي بمدينة الفقيه بن صالح، بل كانت تحت المراقبة عن بعد ،وهي في الحجر الصحي في منزلها الذي سيدوم 20 يوما ،وعن النصائح التي قُدِّمت لها، قالت الدكتورة “خديجة فادي« : »أكدنا عليها باتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية منها الإبتعاد بمسافة مترين عن من يعيش معها في المنزل،وعدم استقبال أي زائر، مع تعقيم برازها بماء جافيل لمدة 15 دقيقة قبل تنظيف المرحاض،وللطمأنة عليها كنا نتواصل معها، ونتابع حالتها يوميا «..
وعن شفاء سيدة مسنة عمرها 80 سنة ،ومصابة بالسكري، من وباء كورونا قالت الدكتورة:  »البروتوكول الصحي باستعمال دواء “الكلوروكين” الذي استعمل لأول مرة سنة 1949 ،يختلف مفعوله من شخص إلى آخر وذلك حسب الإستجابة للعلاج”
وبما أننا أصبحنا أمام فيروس متحول و شرس جدا ،ونظرا لتزايد أعداد الإصابات المؤكدة في المغرب، أكدت الدكتورة »خديجة فادي«:»في البداية كانت هناك حالات مستوردة وهذا ما جعلنا نسمع عن أعداد قليلة متفرقة هنا وهناك ،خاصة بعد إغلاق الحدود، والمجال الجوي بتاريخ 14 مارس الجاري،لكن الآن بدأت تظهر حالات محلية، بسبب العدوى،وتجنبا لإنتشار الوباء فإن الدولة قامت بتمديد مدة الحجر الصحي، وحدت من التنقل بين المدن لأن هناك من لاتظهر عليه أعراض الوباء حاليا، ويهدد بإنتشار العدوى،وهذا الارتفاع اليومي في عدد الإصابات كان منتظرا، وننتظر أن يتقلص إبتداء من يوم 30 مارس الجاري ،حيث من المتوقع أن تتقلص الإصابات إذا تم تنفيذ الحجر الصحي بصرامة«..
وعن ماتبقى من أيام الحجر الصحي أوضحت الدكتورة »خديجة فادي«  :»منذ يوم الخميس كان هناك ناقوس الخطرحيث سجلت 50 حالة،وازداد العدد يوم الجمعة لهذا على المواطنين لزوم بيوتهم والحد من الخروج، لأن هذه المرحلة خطيرة ،وخطيرة جدا، وتتطلب المزيد من اليقظة والالتزام بالحظر الصحي«..
وعن تحول مدينة الدارالبيضاء إلى بؤرة للوباء، عوض مدن كانت مرشحة لذلك كمدينة الفقيه بن صالح وخريبكة وبني ملال ومدن أخرى في شرق المغرب، عللت الدكتورة ذلك بالقول: » في مدينة الدار البيضاء هناك كثافة سكانية مهولة، كما أن تواجد أسرة كاملة في بيت واحد نظرا للفقر،وغياب ثقافة النظافة ساعد على إنتشار العدوى للأسف بشكل كبير«..
وبعيدا عن الحديث عن علاج الوباء، والذي يبقى غير فعال في كثير من الحالات ،طالبت الدكتورة المواطنين بضرورة تطبيق الحجر الصحي ،كما طالبت المجتمع المدني بضرورة التحرك وبقوة لمساعدة الأسر التي فقدت مصدر قوتها، خاصة في القطاع غير المهيكل مع العلم أن عدد الأفراد في هذا القطاع ،يبلغ 8 ملايين نسمة،وطالبت بأن تتظافر جهودها مع جهود الدولة التي خصصت مساعدات مالية للأسر الفقيرة .
يذكر بأن جهة بني ملال خنيفرة أصبحت تتوفر على 160 سريرا(40في المستشفى الجهوي مخصصة لحالات بني ملال والفقيه بن صالح،40 سريرا لدمنات وأزيلال ،40 سريرا في المستشفى الإقليمي لخريبكة ،40 سريا للمستشفى الإقليمي لخنيفرة)وذلك منذ أن أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية أوامرة للطب العسكري بمؤازرة وزارة الصحة في التصدي لوباء كورونا كوفيد -19 .

ثلاثة مرضى يتماثلون للشفاء بأكادير.

علمت الجريدة من مصادر طبية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير،بشفاء ثلاث حالات من مجموع المرضى المصابين بفيروس كورونا حيث المعنيون المستشفى صباح يوم السبت 28 مارس2020،بعدما أكدت التحليلة الثانية تعافيهم من الإصابة.
وأفادت ذات المصادر أن الحالة الأولى تتعلق بمواطنة فرنسية،مقيمة بتارودانت وتملك رياضا سياحيا بالمدينة وتتنقل بين الفينة والأخرى بين فرنسا وتارودانت.
بينما تتعلق الحالة الثانية بزوجة السائح الفرنسي الذي توفي يوم أمس الجمعة الماضي والذي كان قيد حياته قد حل بمدينة أكادير ضمن 6 سياح فرنسيين آخرين.
وتعود الحالة الثالثة لسائح فرنسي كان قد حل هو الآخر بمدينة اكادير السياح الفرنسيين الستة بحيث كان يتمتع بصحة جيدة،قبل أن يتم الكشف عن إصابته بفيروس كورونا.
وارتباطا بالحالة الأولى الفرنسية صاحبة رياض تارودانت السياحي ،فإنه تقرر يوم السبت 28 مارس 2020،وبعد مرور أسبوعين رفع الحجر الصحي عن عاملات وعمال الرياض بعد أن أثبتت التحليلات خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا الذي أصاب مشغلتهم،حيث غادر الجميع الرياض وقد غمرتهم الفرحة كما يوثق ذلك شريط فيديو.
ولم يفت عمال وعاملات الفندق أن وجهوا في ذات الشريط الذي توصلنا به المقابل وجه عمال وعمالات الفندق رسالة شكر إلى الطاقم الطبي والمسؤولين بالمدينة،وأيضا نصائح إلى المواطنين تحثهم على الالتزام والتقيد بالإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة والسلطات والبقاء في منازلهم،لأن ذلك أفضل وقاية من عدوى هذا الفيروس الفتاك.


الكاتب : جلال كندالي -عبد المجيد النبسي .عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 31/03/2020