المؤتمر الدولي حول الإحصاء بمراكش

أحمد الحليمي : التغيرات المناخية تطرح عدة تحديات على المستوى الإحصائي

 

انطلقت بمراكش أمس الأحد 16 يوليوز2017 أشغال المؤتمر العالمي الواحد و الستين للإحصاء، التي تعرف مشاركة أزيد من 2000 مشارك من أصحاب القرار و خبراء و باحثين و مهتمين بقضايا الإحصاء .
و شكل موضوع التغيرات المناخية، محور أول نشاط نظم على هامش المؤتمر، تداول فيه المشاركون البعد الإحصائي للقضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية . و في هذا الصدد، أكد احمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط، أن المغرب أبدى التزاما جديا بقضية التغيرات المناخية ، و هو الالتزام الذي تعكسه السياسات العمومية التي كانت مصدرا لتغيرات مهمة على المستوى الطاقي و كذا في ما يخص تخطيط المدن و القرى على مستوى الماء و التطهير السائل و غيرها ، من أجل الحفاظ على جودة الحياة و حفظ حقوق الأجيال المقبلة في بيئة سليمة .
الحليمي أشار أيضا، إلى أن المغاربة جد حساسين تجاه كل التفاصيل المرتبطة بسؤال البيئة، الذي لا يظهر دائما لدى عموم المواطنين في شكله المتعلق بالانبعاثات الغازية المحدثة للاحتباس الحراري، بقدر ما يتجلى لديهم في حزمة الخدمات المقدمة و جودتها، سواء فيما يتعلق بالمياه أو الكهرباء أو التطهير الصحي ..، و التي تُظهر وعيا بحيوية السؤال البيئي و علاقاته المباشرة بمجال العيش.
و أوضح أحمد الحليمي أن التغيرات المناخية، تطرح عدة التحديات على المستوى الإحصائي، تتعلق بالتوفر على الخبرة اللازمة للمعالجة الإحصائية لقضايا التغيرات المناخية و الظواهر المرتبطة بها، و بالمؤشرات التي ينبغي اعتمادها، و النماذج الإحصائية التي يجب بناؤها بصدد قضايا المناخ، و نوع المعطيات التي ينبغي استهدافها إحصائيا.. و أضاف أن الإحصائي يواجه مشكلة تعدد المتدخلين الذين يوفرون معطيات إحصائية لم ينتجها.
و أكد أحمد لحليمي أن هناك قضايا مركبة تتعلق بالتغيرات المناخية و آثارها، الشيء الذي يطرح سؤال الموارد الإحصائية التي من شأنها أن تساهم في بلورة و تقييم السياسات العمومية المنجزة في هذا الإطار.
و من جهته، أوضح صلاح الدين مزوار رئيس الكوب 22 في كلمته التي ألقاها خلال هذه الجلسة ، أن قمة المناخ التي احتضنتها مراكش في نونبر الماضي، كانت لحظة كثيفة من حيث المشاركة و القرارات و المبادرات، و أُعلنت باعتبارها قمة للعمل، مضيفا أن الوصول إلى اتفاق هو مرحلة مهمة لكن الأهم منه هو العمل و الالتزام بما اتفق إنجازه بانخراط فاعل لكل الأطراف، بحيث يمكن الوصل إلى ترجمة على أرض الواقع لكل تفاصيل الاتفاق.
و تحدث مزوار عن أهمية الإحصاء في رسم معالم المعالجة المطلوبة في قضية التغيرات المناخية بتعقيداتها المختلفة. فقد أكد أن الإحصاء ليس مجرد تقنية تساعد على الملاحظة و القياس ، و لكنه خلفية أساسية لاتخاذ قرار . و لا يمكن الوصول إلى القرار الصائب من غير التوفر على رؤية واضحة للواقع، و لا يمكن التوفر على هذا الوضوح في الرؤية من دون العمل المهم الذي يبذل من قبل مؤسسات الإحصاء.
و أوضح صلاح الدين مزوار، أنه ليس هناك من قيمة لأي سياسة إلا بمدى انعكاسها على حياة الناس، و من ثمة فخلف كل تقنية أو إحصاء هناك غاية هي الإنسان، و البحث عن عالم جديد و زمن جديد للإنسانية، مؤكدا أننا نحيا اليوم لحظة التحول نحو هذا العالم الجديد الذي ينبغي لكل واحد منا من موقعه الخاص المساهمة في بنائه، بالمشاركة في هذه الحركة العالمية من أجل مستقبل الأرض و الإنسانية ، من أجل حياة أكثر جودة و مستقبل أكثر أمانا. و ختم قائلا « إننا نعيش براديغم جديد، نحن مواطنون من هذا العالم، نحيا و نواكب هذا التغير..»
و يمثل انعقاد المؤتمر الدولي 61 للإحصاء، مناسبة هامة لتبادل الخبرات المتعلقة بعلوم الإحصاء و المستجدات التي تعرفها، و يعد اللقاء الدولي الأكثر أهمية حول الإحصاء على المستوى العالمي، حيث يسمح بمناقشة القضايا المرتبطة بالنماذج المعتمدة في هذا المجال و التعديلات المقترحة في المؤشرات.


الكاتب : مكتب مراكش : عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 17/07/2017