المالكي: القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية في اهتمام اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

رئيس مجلس النواب ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات يتفقان على إعطاء دفعة جديدة للتعاون بين المؤسستين التشريعيتين

أكد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، أول أمس الاثنين بالرباط، أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية في اهتمام اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد المالكي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الاجتماع التاسع للجنة فلسطين الدائمة المنبثقة عن اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن الاتحاد سيواصل الترافع من أجل حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والدولة والعودة ومن أجل القدس.
وأبرز، حسب بلاغ لمجلس النواب، أن الحرص على انعقاد أشغال لجنة فلسطين في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي يرجع لثلاثة اعتبارات، تهم مكانة فلسطين لدى المغاربة ملكا وشعبا وبرلمانا وحكومة وأحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا، مسجلا في هذا الصدد، أن رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، تعد تجسيدا لهذه المكانة السياسية التاريخية الروحية والوجدانية لقضية فلسطين في المغرب.
كما يتمثل الاعتبار الثاني، يضيف المالكي، في المكانة المركزية لقضية فلسطين في أعمال الاتحاد كما في باقي المنظمات الإسلامية الحكومية والمدنية، وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي. أما الاعتبار الثالث فيكمن في حرص البرلمان المغربي، على استمرار تصدر قضية فلسطين لاهتمام أعضاء المؤسسات التشريعية في البلدان الإسلامية، وحاضرة في انشغلاتهم وعلاقاتهم الدولية وفي مرافعاتهم.
وقال رئيس مجلس النواب، خلال الاجتماع المخصص لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، إن الرباط، التي كانت عاصمة القرارات التاريخية دعما للشعب الفلسطيني، ستبقى كذلك، مذكرا بأن عاصمة المملكة شهدت تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 على إثر إحراق المسجد الأقصى، وأيضا اتخاذ قرار القمة العربية في 1974 القاضي بتكريس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.
ونوه أيضا بتشكيل اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لجنة دائمة خاصة بفلسطين، تتمثل أهدافها في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة، والترافع من أجل إنهاء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والتشديد على أن قضية فلسطين هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وينبغي أن تظل القضية الرئيسية في عمل البرلمانات الإسلامية على مستوى المحافل الدولية، مشددا على أن نبل القضية وحجمها ومكانتها يفرض إبقاءها بعيدا عن الخلافات.
ووجه المالكي، من جانب آخر، نداء ملحا إلى القيادات الفلسطينية من أجل توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام بين مكونات الوطن الواحد، باعتبار ذلك مدخلا أساسيا للتصدي لمخططات التصفية التي تتهدد القضية الفلسطينية، معتبرا أنه «ما من شك في أن هذه الحالة هي ما يمكن أن يجعل السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية أكثر قوة في الأزمات كما في المفاوضات، ويجعل الشعب الفلسطيني يلتف أكثر، كما كان دائما، حول قياداته السياسية الوطنية».
يذكر أن الاجتماع التاسع للجنة فلسطين الدائمة ينعقد في إطار أشغال الدورة 41 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بالرباط ما بين 11 و14 مارس الجاري، في إطار الدورة 14 لمؤتمر الاتحاد.
على صعيد آخر، أجرى الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أول أمس الاثنين 11 مارس 2019 بمقر المجلس، مباحثات مع أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تقوم حاليا بزيارة أخوة وعمل لبلادنا على رأس وفد هام.
خلال هذا اللقاء الذي حضره سفير الإمارات العربية المتحدة بالرباط، أشاد رئيس مجلس النواب بالعلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين، مشيرا إلى أن توقيع المجلسين على مذكرة للتفاهم بينهما، وهي أول مذكرة للتعاون يبرمها مجلس النواب مع برلمان عربي، «مؤشر على عمق العلاقات الثنائية وعلى الرغبة في إعطاء دفعة قوية للتعاون بين المؤسستين التشريعيتين وفي فتح آفاق جديدة للعمل المشترك».
وفي ذات السياق، أكد رئيس مجلس النواب على أهمية الديبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات بين الدول وفي استكشاف سبل جديدة للتعاون، ودعا في هذا الصدد إلى تنظيم منتدى برلماني مغربي-إماراتي يكون بمثابة فضاء للحوار ولتدارس مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وإعطاء مزيد من الزخم للعلاقات بين البلدين.
وشدد المالكي على أن الدفاع عن وحدة الدول ووحدة الشعوب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية ونهج أسلوب الحوار لحل المشاكل يعتبر من ثوابت الديبلوماسية المغربية، وأضاف أن «المغرب له موقف ثابت في ما يخص الوحدة الترابية للإمارات العربية المتحدة، وهو يدعم موقفها تجاه الاحتلال الإيراني لجزرها الثلاث»، معربا عن الامتنان لدعم الإمارات العربية المتحدة للوحدة الترابية للمملكة.
وبالمناسبة، ثمن رئيس مجلس النواب، المكانة المتميزة التي وصلت إليها المرأة بالإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن الإمارات العربية المتحدة هي أول بلد عربي له برلمان برئاسة نسائية، وهو «ما يدل على التحول النوعي داخل المجتمع الإماراتي، وعلى توجهه نحو المستقبل».
من جهتها، أكدت أمل عبد لله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن زيارتها الحالية والوفد المرافق لها للمملكة تترجم العلاقات الاستثنائية بين البلدين قيادة وشعبا، وذكرت بأن أول زيارة خارجية لبلد عربي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت للمملكة المغربية، وقالت «إن العلاقات بين البلدين نموذج للتضامن الأخوي وللشراكة الاستراتيجية المتميزة».
وعلى الصعيد البرلماني، أوضحت الرئيسة أن التوقيع على مذكرة للتفاهم بين المؤسستين التشريعيتين سيساهم في الدفع بالعلاقات بينهما لمزيد من التنسيق والتعاون، معربة عن الترحيب بمقترح تنظيم منتدى برلماني بين المجلسين. ووجهت، في نفس السياق، دعوة للحبيب المالكي رئيس مجلس النواب من أجل القيام بزيارة عمل للإمارات العربية المتحدة ستشكل مناسبة للتباحث حول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وأكدت الرئيسة على وحدة الأراضي المغربية وعلى دعم مغربية الصحراء، مشيدة بالمبادرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس من أجل الحوار مع الجزائر، ومثمنة جهود المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف وفي دعم مختلف القضايا العربية.
وفي ختام اللقاء، سجل الجانبان تطابق المواقف ووجهات النظر بينهما إزاء مختلف القضايا العربية والدولية، ووقعا على مذكرة للتفاهم بين مجلس النواب والمجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتنص مذكرة التفاهم على إرساء وتطوير التعاون بين المجلسين على مستوى هيئات العمل البرلمانية، ومجموعات الصداقة البرلمانية، وكذا بين الأمانة العامة للمؤسستين التشريعيتين. كما تنص على تكثيف التعاون البرلماني المشترك، بما في ذلك تبادل المعلومات، والتشاور بخصوص الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل على المستوى الثنائي وفي المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية، وكذا على دعم التعاون بهدف استكشاف سبل تطوير الممارسة التشريعية، وتبادل التجارب في إطار الأنشطة البرلمانية الدولية في مختلف المجالات.


بتاريخ : 13/03/2019