المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس تبتكر سخان مياه بالطاقة الشمسية

 

بعد ثلاث سنوت من تاريخ توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله و معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة ( (IRESEN تمكنت المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس من إنتاج سخان للماء بواسطة الطاقة الشمسية «Sol’R-Shemsy». ترصيدا لعمل فريق يتكون من طلبة باحثين وأساتذة مؤطرين وإدارة مشرفة ودعم ملموس من معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة، وتعاون عدة أطراف أخرى من الوسط الاكاديمي و القطاع الخاص. وكان دور الجامعة كان اساسيا و إيجابيا لانها وفرت للباحثين مناخا مناسبا للإبداع والتجديد عبر الدعم المادي و اللوجستيكي وتشجيع الشراكات و الانفتاح وتجهيز المختبرات وتحفيز الباحثين.
وفي هذا السياق شرعت المدرسة العليا للتكنولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله وبتعاون مع معهد البحث في الطاقات الشمسية والجديدة منذ سنة 2016 في بلورة تصور وإنتاج نموذج فعلي لسخان مائي اقتصادي «Sol’R-Shemsy» يعتمد على الطاقة الشمسية و يحمل علامة «صنع بالمغرب» ويحترم المعايير الدولية في الجودة والسلامة وخصوصيات السياق الاجتماعي المغربي.
وتعتمد سخانة الماء المصنوعة في الجامعة على تركيب الأنانيب الزجاجية تحت الضغط، المختارة اعتبارا لخصوصياتها التقنية بعد دراسة مخبرية دقيقة أظهرت نجاعة وفعالية المنتوج، الذي يعتبر سابقة على المستوى الوطني. وقد أشرف الباحثون في مختبر المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس على وضع الادوات الملحقة الضرورية لتشغيل هذا السخان المائي، مثل محول الطاقة وآلة التتبع والمراقبة، وأظهرت الاختبارات المنجزة عليها، فوائد متعددة وواعدة ستمكن من تجاوز إكراهات السخانات المستوردة والتي تسوق حاليا في المغرب. ويتصف هذا النموذج الذي تم عرضه حاليا في مركز الابتكار التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالفعالية وجودة الانتاج وانخفاض التكلفة، مما يتيح تصنيعه وتسويقه بأثمنة منخفضة تكون في متناول الطبقات الشعبية وذوي الدخل المحدود، خلافا للسخانات المائية المستوردة في مجملها في الوقت الحاضر.
ويتوقع أن يكون للمشروع وقع اقتصادي و اجتماعي كبير بمجرد التصنيع والتوزيع في مجموع التراب الوطني، وخاصة في العالم القروي والمناطق المنعزلة، بأثمنة تنافسية. كما أن تصنيع هذا المنتوج وتسويقه سيتيح خلق فرص عديدة للتشغيل وتخفيض تكلفة الفاتورة الطاقية الوطنية وتقليص التلوث الناتج عن استهلاك الطاقات التقليدية.


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 07/03/2019