المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالإضافة إلى بعده الفني والبيداغوجي والتربوي والتكويني..، له بعد استراتيجي

انطلقت دورته الثلاثين.. بالدارالبيضاء 

«مهرجان كهذا، بالإضافة إلى بعده الفني والبيداغوجي والتربية والتكوين، له بعد استراتيجي»
بهاته الكلمات استهل عبد القادر كونكاي، رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي وعميد كلية بن مسيك التصريح الذي خص به الجريدة، وذلك أثناء اللقاء الافتتاحي للدورة الثلاثين للمهرجان الذي احتضنه المركب الثقافي مولاي رشيد مساء يوم الإثنين 2 يوليوز الماضي والذي سيمتد لغاية السابع منه.
واسترسل رئيس المهرجان في بلورة فكرته بقوله أن استضافة مجموعة من الدول لمدة أسبوع، لا يمكن إلا أن يكون له تأثير على هذا الضيف الذي سيصبح سفيرا للمغرب في بلده، وهذا له أهميته كذلك بالنسبة للجامعة التي سوف لن يقتصر دورها في المحاضرات بل ستتخطاه لتصبح عاملا قويا في التنمية والتعريف والإشعاع.
افتتاح مهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي نظمت دورته الثلاثين حول محور»التفاعل»، كان مناسبة للترحيب بالضيوف من مسؤولين وفنانين وإعلاميين وطلبة ومهتمين بالشأن المسرحي أجانب ومغاربة وفرصة للاعتراف بجميل السابقين على اللاحقين من خلال تكريم عدة وجوه كانت فاعلة في المجال، ثم لمنح الكلمة لمجموعة من المتدخلين للتعبيرعن رأيهم وأملهم من هاته التظاهرة التي وصلت سنها الثلاثين ونشأت وترعرعت أمامهم.
من بين المتدخلين سجل حضور المنصوري، رئيس جامعة الحسن الثاني، الممثل لمؤسسة فاعلة رئيسية في إرساء معالم هذا المهرجان لعدة سنوات، وكذا حضورحسن الصميلي ،الذي أكد في كلمته على أمله في إدراج الفنون وخاصة المسرح، بصفته أبو الفنون والمساهم في تربية الانسان، في البرامج التعليمية المغربية منذ سنواتها الأولى.
فضلا عن ذلك، تدخل رئيس المهرجان و تطرق إلى عدة نقط، من بينها، أن وصول المهرجان لحدود سنته الثلاثين، له دلالات قوية ومن بينها استمراريته وإشعاعه وتفوقه في تحقيق أهدافه والعالمية الحقيقية، كما هو تتويج لعمل دائم سواء داخل أو خارج الوطن، كما أكد أن هاته الدورة بعدم استضافتها لضيف أجنبي، كما دأبت عليه في كل مرة إدارة المرجان، فذلك رغبة في الالتفات إلى المغرب،و»مساءلة الذات» وتقييم للأنشطة التي عرفتها الدورات التسع والعشرون. واسترسل رئيس المهرجان،مبرزا أن الإشعاع التي وصلت إليها هاته التظاهرة أكدتها نتائج البحث الميداني الذي أجراه طلبة الجامعة، حيث أبرز تنوعية الدول المشاركة طيلة سنواته التسع والعشرين والتي وصلت 69 دولة من القارات. وقد سجل مشاركة فرق كثيرة من أوربا والدول العربية وإفريقيا وجنوب أمريكا…بالإضافة لتلك التي شاركت في الورشات، وبالتالي وصل عددها 120 دولة، وأكد كذلك عن عزم إدارة المهرجان توثيق نتائج التقييم والإحصائيات التي وصل إليها البحث، إذ سيكون جاهزا خلال الدورة المقبلة للمهرجان. فضلا عن ذلك صرح بأن هذه الدورة، في إطار الاعتراف الذي تزكيه داخل إطار الالتفات إلى الذات، قررت تكريم وجوه مغربية، فبرمجت على المستوى الأكاديمي والبحث العلمي، عبد الواحد عوزري، وعلى المستوى الإعلامي حميد ساعدني وعلى المستوى الفني والدرامي عبد القادر مطاع.
وقد كانت كلمة المكرم الأول،عبد القادر مطاع جد مِؤثرة، حيث عبر خلالها الفنان، تحت أمطار من التصفيقات، عن امتنانه وشكر جمهوره الذي على حد قوله «أن لم يره بعينيه، التي ذهب عنهما النور في السنوات الأخيرة، فإنه يراه بقلبه، وأضاف»أنا جد سعيد وأشعر بفخر لأنه تم تكريمي من طرف ثلة من المثقفين» واسترسل في التعبيرعن حلمه بأن يكون للمغرب مدرسة خاصة به في فن المسرح الذي علمه الكثير، محفزا جمهوره من الطلبة والفنانين على البحث أكثر والغوص في التراث المغربي الذي يزخر بثقافة غنية ومتنوعة.
من جهته، الأكاديمي والناقد المسرحي، عبد الواحد عوزري، توجه بشكره للمنظمين قائلا بأنه فخور أن يكون هذا التكريم من جامعة، مهد العلم والمعرفة»..
الإعلامي حميد ساعدني، هو الآخرعبر عن فرحه ب»تكريم في رحاب هذا المهرجان الذي يعد درسا للإستمرارية خاصة وأنه بالرغم من توافد عدة إدارات عليه، فإن كل فريق يأخذ مشعل الفريق الذي سبقه»
تخلل حفل الإفتتاح أيضا عرض شريطين وثائقيين، الأول يؤرخ للأنشطة التي عرفتها الدورات السابقة، والثاني يستعرض محتويات دورة هاته السنة. وقد استوقفت الحضور بكل دهشة سرور، الوجوه الفاعلة في هذا المهرجان طيلة سنواته التي سبقت، والتي كانت شابة أنذاك وتغيرت نوعا ما ملامحها.
الجمهورأيضا لاحظ التنوع اللغوي الذي عرفه حفل انطلاق المهرجان حيث زاوج بين العربية وترجمة للإنجليزية تخللتها تدخلات باللغات الفرنسية وكذا الإسبانية.
نفس مبدأ التنويع في اللغات عرفته فقرة تقديم لجنة التحكيم والتي كانت من نصيب عضوي فريقي البرمجة والإدارة الفنية والمتمثلين في كل من هشام زين العابدين وفتاح الديوري، فأعلنا عن أسماء أعضاء اللجنة والتي تتكون من عز الدين هاشمي إدريسي الفنان والناقد المغربي، والمسرحي رشيد أمهجور ومديرة معهد للفن الدرامي» صونيا مورسيا مولينا والكاتبة والأستاذة لطيفة لبصير بالإضافة لرئيس اللجنة وولف غانغ شنيدر».
الإختلاف في الألوان الثقافية والتعددية اللغوية وغيرها، والتي كانت من أهداف إدارة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي وعكستها خلال أنشطتها وبرامجها، عبرت عنها شهادتان لمشاركتين التقطتهما الجريدة خلال تواجدها بالمركب الثقافي، وهما ممثلتين مسرحيتين ستشاركان ضمن الفرقة الألمانية»سويتتراخت هيلدشيم» من خلال مسرحية»صورة لسطحي الداخلي» التي ستعرض مساء يومه الخميس 5 يوليوز بالمركب الثقافي عين الشق، حيث قالت»نولا» بأنها جد سعيدة بحضورها لهذا الملتقى وأنها في أول زيارة لها بالمغرب. نفس السعادة التي عبرتها عنها «صوفي» أيضا والتي أضافت بأن المهرجان هو فرصة للإلتقاء بفرق مسرحية أخرى مما سيمكنها من تبادل المناهج المسرحية مع أخرين.
انتهى اللقاء بعرض لأول مسرحية خلال هاته الدورة وهي»مدينتي قتلتني» لمسرح أنفاس.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 05/07/2018