النزول إلى غاية الحمإ

 

عَلَيْنَا أَنْ نَنْزِلَ إِلَى غَايَةِ الحَمَإِ حَيْثُ يَمْتَزِجُ
الدَّمْعُ بِالنَّدَى، الدَّمُ الْمَسْفُوحُ
بِالْمَنْبَعِ الْبِكْرِ، حَيْثُ تَسْتَعِيدُ الْأَجْسَادُ
الْمُعَذَّبَةُ عُذُوبَةَ الطِّينِ،
حَمَأً جَاهِزًا لاسْتِقْبَالِ مَخَاوِفَ وَآلَامٍ،
لِيَحْظَى الْكُلُّ بِنِهَايَةٍ وَلِئَلَّا يَذْهَبَ أَيُّ شَيْءٍ هَبَاءً، مَعَذَلِكَ.
عَلَيْنَا أَنْ نَنْزِلَ إِلَى غَايَةِ الحَمَإِ حَيْثُ يَقْطُنُ
وَعْدُ النَّفَسِ الْكَوْنِيُّ،الْمَكَانُ الْأوْحَدُ لِلتَّحَوُّلِ
حَيْثُ تَجِدُ الْمَخَاوِفُ وَالْعَذَابَاتُ لِنَفْسِهَا
السَّلَامَ وَالْهُدُوءَ.
وَيَتَعَانَقُ حِينَهَا
النَّتِنُ والمغَذِّي، وَلَا يَكُونَانِ غَيْرَ نِهَايَةٍ وَبَذْرَةٍ.
الْأَمْكِنَةُ الْمُفَضَّلَةُ:صَوْتُ الْمَوْتِ يَقُودُ إِلَى الْعَدَمِ،
الرَّغْبَةُ فِي الْحَيَاةِ تَقُودُ إلى الْحَيَاة.
أَجَلْ، لَقَدْ حَدَثَتِالْمُعْجِزَةُ
لِيَحْظَى الْكُلُّ بِنِهَايَةٍ
وَيُمْكِنُ لِكُلِّ نِهَايَةٍ أَنْ تَكُونَ وِلَادَةً، مَعَ ذَلِكَ.

أنْ نَنْزِلَ إِلَى الحَمَإِ، وَنَقْبَلَ
أَنْ نَكُونَ الْحَمَأَ نَفْسَهُ.
تَوْحِيدُ مُعَانَاتِنَا
الشَّخْصِيَّةِ مَعَ مُعَانَاةِ الْعَالَمِ؛ تَوْحِيدُ
الْأَصْوَاتِيَسْحَقُ
عَلَى أَنْغَامِ الْعَصَافِيرِ، الْعِظَامَ الْمُتَجَمِّدَةَ
مَعَ جَلَبَةِ أَزْهَارِ قَطْرَةِ الثَّلْجِ.
………………..
يعني l’humus، الدُّبال، أو التربة العضوية. واخترت الحمأ ترجمة له لشهرته في ثقافتنا وفي النص القرآني باعتباره المادة الذي تَكَوَّن منها الجسد الإنساني وإليها يؤول في النهاية. و L’HUMUSATIONحركة بيئية تنشط في الغرب، وتحاول أن تغير طقوس دفن أو حرق جثث الأموات، بإعادتها إلى حضن الطبيعة وجعل الجثة تتحلل في ظروف طبيعية خلال 12 شهرا. ونجد في النص الحالي بعض أصداء هذه الحركة حتى ليبدو كبيان شعري لها.


الكاتب : للشاعر الفرنسي، الصيني فرانسوا تشانغ / ترجمة محمد العرابي

  

بتاريخ : 19/07/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *