بنايته أحدثت سنة 1944 وتعتبر أول مؤسسة في المغرب .. هدم المعهد العالي للمهن التمريضية بالدارالبيضاء يفتح «المواجهة» في ردهات وزارة الصحة

 

خلقت إعادة تهيئة المؤسسة التعليمية المنار التي تتواجد بتراب العنق بالدارالبيضاء، من أجل استقبال مسؤولي ومدرسي وطلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، لمواصلة التكوين بها، عوضا عن البناية المتواجدة بتراب حي المستشفيات المتفرعة هي والمركز الجهوي لتحاقن الدم عن المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، موجة نقاش عارمة مابين مؤيد للفكرة ورافض لها، بالنظر إلى أن المعهد الذي يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1944 سيتم هدمه وستبنى على أنقاضه مؤسسة أخرى، في طمس لهويته ولتاريخه العمراني.
الرافضون لخطوة نقل التكوين التدريجي إلى مؤسسة المنار، يؤسسون انتقاداتهم على الوضعية المزرية التي توجد عليها المؤسسة التعليمية التي وضعتها مصالح وزارة التربية الوطنية رهن إشارة وزارة الصحة، التي خصصت لها هذه الأخيرة غلافا ماليا لتهيئتها حتى تكون جاهزة، ويعبرون عن رفضهم لإعدام معلمة تعتبر أول مدرسة للممرضات والممرضين المجازين من الدولة، عوض البحث عن فضاء عمراني آخر، أو إعادة تهيئتها من الداخل والحفاظ على واجهتها الرئيسية وتشييد فضاءات أخرى بجانبها معصرنة، ولا يخفون تخفوهم من إمكانية تعريض الأرشيف الكبير للتلف والاندثار؟
بالمقابل أكدت المديرة الجهوية لوزارة الصحة، الدكتورة نبيلة ارميلي، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن وزارة التربية الوطنية هي مشكورة على وضعها المؤسسة البديلة رهن إشارة وزارة الصحة بناء على اتفاقية تم توقيعها لاستغلالها لمدة 24 شهرا، وشددت على أنها في وضعية سليمة، وتتوفر على فضاءات شاسعة تمكّنها من استقبال المكونين والمتمدرسين، مبرزة أنه تمت إعادة هيكلة جناحين اثنين وصباغة وتنظيف وتطهير مرافق المؤسسة، في حين لم يتم المساس بجناح ثالث الذي يوجد بالفعل في وضعية تحتاج إلى تدعيم بناء على خبرة تقنية أجريت في وقت سابق، والذي لن يتم الولوج إليه. وأوضحت المديرة الجهوية أن المؤسسة شرعت في الاستقبال الجزئي لبعض الأفواج «تقنيو الإسعاف ومساعدات الصحة»، في أفق الاستقبال الكلي خلال شهر دجنبر، علما بأن مؤسسة للاعائشة التي توجد في طور إعادة التهييء ستستقبل أفواجا، شأنها في ذلك شأن كلية الطب والصيدلة التي وضعت رهن إشارة الوزارة قسمين للتكوين في مجال التخدير والإنعاش. الدكتورة نبيلة ارميلي، أكدت أن الوضعية الحالية لبناية المعهد العالي للمهن التمريضية هي متلاشية، تعرف تسربات وعددا من التصدعات، وتعاني تلفا كبيرا، وسراديبها غارقة في المياه، إذ تتم الاستعانة بشركة ليدك بين الفينة والأخرى لإفراغها، مشددة على أن الدارالبيضاء في حاجة إلى أن تتوفر على معهد يتوفر على الشروط والمواصفات الضرورية للتكوين العالي في هذا المجال، مبرزة انه خصص للمشروع ميزانية تقدر بـ 56 مليون درهم لتشييد معهد جديد خلال مدة سنتين، مؤكدة أن الأرشيف سيتم تدبيره بكيفية عقلانية كما تم تدبير أرشيف مؤسسة للا عائشة وغيرها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/10/2018