حكاية  أول  أغنية : فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات 16 ، نزهة الشعباوي: «مغربية ياناسي» كانت لها بصمة في حياتي  الفنية

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

كانت بدايتي من خلال مشاركتي في الحفلات المدرسية وبعد ذلك شاركت في برنامج مواهب للأستاذ عبد النبي الجيراري، هذا البرنامج، تقول الفنانة نزهة الشعباوي، تم فيه اكتشاف مجموعة من نجوم الساحة الفنية، إذ شكل لي مدرسة تعلمت منها الكثير، حيث نصحني بالدخول إلى المعهد الموسيقي لصقل موهبتي وهناك تعرفت على الأستاذ عبد الله عصامي الذي كان يدرسني آلة العود، ولحن لي أغان وطنية أديتها أمام الراحل جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وطيب ثراه.
تعاملت مع مجموعة من الملحنين في بداية مسيرتي الفنية، تضيف الفنانة نزهة الشعباوي، كالمرحوم الصادقي مكوار، المرحوم العربي الكوكبي، أحمد عيدون، أحمد البيضاوي، محمد بلخياط ،أحمد العلوي، واللائحة طويلة، ولكن الأغنية التي كانت لها بصمة هي أغنية «مغربية ياناسي»  للملحن بدر الدين الوهابي ،كلمات سميرة زهير وتوزيع أحمد المحجور.
هذه القطعة تتغنى بجمال المرأة المغربية، وببعض المدن المغربية ،وقد تم تسجيل الأغنية باستوديو «عديل» مع ألمع العازفين المغاربة.
وعن صعوبات البداية، تقول نزهة الشعباوي، في الحقيقة لم أجد أية صعوبة مادام أن الإنتاج كان من مالي الخاص، خصوصا وأنه تم تصويرها عن طريق فيديو كليب الذي لقي نجاحا كبيرا، وحصلت الأغنية على الجائزة الثانية في مسابقة نجوم الأغنية المغربية سنة2003. ولاقت الأغنية نجاحا كبيرا وأصبحت تغنى في عدة مناسبات حيت يطلبها الجمهور باستمرار، ولتنفيذ هذا العمل دفعت 100.000 درهم لتسجيل الأغنية وتصويرها عن طريق الفيديو كليب.
وعن ردود فعل العائلة تكشف الشعباوي قائلة، أحظى بحب عائلتي وأسرتي الصغيرة اللتين تدعماني وتفتخران بي وبما أقدمه من أعمال فنية.
وتعتز الفنانة نزهة الشعباوي بهذه الأغنية التي ترى أنها ستبقى خالدة، نظرا لتوظيف الموروث الفني الذي تزخر به بلادنا من ألوان موسيقية رائعة وإيقاعات مختلفة ومتنوعة. وتضيف، «اعتبرها بطاقة تعريف لنزهة الشعباوي ومفتاح خير في مسيرتي».
وعما إذا تواصل عملها مع الأسماء التي تعاملت معها في بداية  المشوار، تقول: «مع الأسف لم أتعامل مع الأستاذ بدر الدين الوهابي في ما بعد لأنه اختفى عن الأنظار، مع العلم أنه ملحن ممتاز».

 

 


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 24/05/2019

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *