خلال أشغال الدورة العادية الأخيرة لجماعة فاس : توزيع المنح يثير غضب الجمعيات والرئاسة تستعين بالأمن لإخراج المحتجين

 

عرفت الدورة العادية لجماعة فاس المنعقدة يوم الأربعاء 6 فبراير، تدفق عدد كبير من المواطنين الذين رفعوا شعارات مناوئة تندد بـ «المحسوبية المعتمدة في توزيع المنح على الجمعيات» ، مشيرين إلى أن «اغلب الجمعيات المستفيدة ينتمي أصحابها إلى حزب الاغلبية»، وهو ما اضطر الرئاسة إلى «الاستنجاد بالأمن لإخراج المحتجين من قاعة الاجتماعات».
وللتذكير فقد سبق لعمدة فاس أن نظم لقاءات مفتوحة بعدد من مقاطعات فاس استعرض فيها ما اعتبرها «منجزات المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية والمشاريع المستقبلية للجماعة والمتعلقة بالبنية التحتية من إنارة وترصيف والأحياء الناقصة التجهيز، بالإضافة إلى بناء محطة لوقوف السيارات ومسرح ومتحف فاس وقصر المؤتمرات ومعهد الفنون الجميلة بقيمة 340 مليون درهم، بشراكة مع وزارة الثقافة وجهة فاس – مكناس ووزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة، زيادة على مشاريع استثمارية أخرى، وذلك في ظل الجمود الذي تعاني منه جل القطاعات الاقتصادية والإفلاس الذي يهدد مابقي من مناطق المدينة الصناعية»، غير أن جدول أعمال الدورة الاخيرة الذي تضمن 21 نقطة، لم يحمل معه جديدا يجعل الساكنة تطمئن على مستقبل المدينة، إذ كانت أهم نقطة فيه تتعلق بتحويل الاعتمادات بميزانية الجماعة لسنة 2019 وبرمجة مداخيل إضافية لميزانية الجماعة لسنة 2019 والمصادقة على توزيع الدعم لفائدة الجمعيات ومشروع الملحق التعديلى رقم 5 المتعلق بالتدبير المفوض للمطرح العمومي لإنتاج الكهرباء باستعمال الغاز الحيوي.
وتبقى أغلبية النقط، حسب متتبعين للشأن المحلي، لا تستجيب لمطالب المواطنين الملحة، فالبطالة مازالت مستشرية في أوساط الشباب والشوارع مازالت محتلة من طرف الباعة الجائلين وجل الشوارع والطرقات تعاني من الحفر، أما الإنارة والني تعد من العوامل الأساسية للحفاظ على الأمن، فهي دامسة في العديد من الشوارع الرئيسية كشارع الحسن الثاني وشارع الرياضة وغيرها من الشوارع والأزقة.
«إن مشاريع البنية التحتية لاتدخل في المشاريع الإبداعية التي يجب أن تخطط لها الجماعات ولا تتطلب جهدا من طرف مسؤولي الجماعة الذين يمكن لهم تحقيقها في حالة عدم وجود فائض بالميزانية، لأن صندوق التجهيز الجماعي يمنح قروضا لهذه المشاريع» يقول جمعوين غاضبون، مضيفين «إن سكان فاس يطمحون إلى الإبداع في مجال التدبير الجماعي وسيظلون يحلمون ويأملون أن تعمل الجماعة على إعطاء نفس جديد لفاس العاصمة الروحية للمغرب، وذلك بالعمل على بناء أنفاق تحت أرضية او قناطر لتحرير الشوارع من وطأة الاكتظاظ وازدحام السيارات التي تزايدت بشكل كبير، والتفكير في إحياء مشروع النقل عبر الترامواي وتشجيع الاستثمار بإعداد أحياء صناعية مجهزة… وبذلك يمكن أن تسترجع فاس جزءا من ماضيها المشرق وتنضم الى المدن المغربية المتقدمة لتصبح منارة مشعة وتتخلص مما تعانيه من أزمات ومشاكل عديدة».


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 11/02/2019