زكية يخلف قصة موهبة فنية طنجاوية تصقل بالدراسة

زكية يخلف من بين الفنانات الموسيقيات اللواتي تزخر بهن منطقة الشمال المغربي، تعزف على آلة الكمان، فضلا عن كونها مطربة، و قد أثبتت مهارتها مما جعلها تتوج بجوائز مختلفة.
خلال تواجدها بمدينة الدارالبيضاء خصت الجريدة بحوار للحديث عن فنها و مختلف أعمالها وعن بداياتها وعن سبب سفرها من مدينة البوغاز للعاصمة الاقتصادية في رحلة دامت يوما واحدا، شجعها على ذلك القطار السريع الذي يربط بين المدينتين.

في إطار الصداقة و الاحترام للزمالة و العطاءات، تنقلت زكية يخلف، رفقة بعض الفنانين من مدينة طنجة، إلى الدار البيضاء، قصد القيام بزيارة للفنانة المغربية زهور السليماني التي مرت مؤخرا بظروف صحية دقيقة، و هي الفنانة التي تشهد عنها يخلف بكونها محبوبة لدى جمهورها، و بصمت المشهد الفني المغربي من خلال أداء أدوار مميزة، سواء على الشاشة الصغيرة أوفي السينما أو على الركح.
و زكية يخلف فنانة عازفة على آلة الكمان و مغنية في نفس الوقت، وهي تعتبر نفسها موهوبة منذ نعومة أظافرها، و لو أنها لم تزاول مهنتها إلا بعد حلول ربيعها 16، لكن ليس كعازفة كمان، بل كعازفة على آلة الإيقاع ( الدربوكة )، و كان ذلك مع عدة فرق نسوية بمدينة طنجة.
كما تصرح يخلف بأنها عصامية، أتقنت العزف على الآلتين بفضل مثابرتها و بفضل أيضا تتلمذها على أيدي أساتذة كبار في المنطقة، أمثال عازف الكمان الشهير المرحوم محمد البوعناني و كذا محمد الخصاصي، الذي وجهها و فتح أمامها الطريق.
و أضافت يخلف بأنها، و لو أنها في الأصل فنانة بالفطرة و لم تدرس الموسيقى، لكنها قررت أن تصقل موهبتها وتتعلم في المعهد الموسيقي بطنجة، أصول و قواعد هذا الفن، ولا تزال تتابع دراستها وهي الآن في السنة السابعة من شعبة العزف على الكمان و في السنة الرابعة « صولفيج « .
تؤكد الفنانة أن اختيارها الدراسة يعد أحسن قرار اتخذته، و دافعها في ذلك اقتناعها القوي بنجاعة معرفة الإنسان بقواعد الأمور لكي يتمكن منها أكثر. و قد أهلتها دراستها لإتقان عزف سمفونيات مشاهير العالم، كبيتهوفن و موزار و باخ و غيرهم من الرواد.. و التحكم بشكل أعمق في الآلة التي تدرسها و التي تزخر بعدة تقنيات.
زاولت زكية يخلف فنها، رفقة فرق موسيقية مختلفة، ثم قررت سنة 1987 تأسيس فرقتها الشخصية التي أسمتها حينذاك « فرقة السلوان «، لكن عرفت في ما بعد باسمها الشخصي « زكية « و استمرت في العمل مدة 32 سنة داخل مدينة طنجة و خارجها أيضا، و في عدة مدن مغربية.
تعددت مساهماتها في مختلف التظاهرات، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، مثلا إحياء حفل كل سنة لفائدة النساء السجينات بدعوة من إدارة سجن مدينة طنجة و لمدة عشر سنوات على التوالي، نفس الشيء بالنسبة لسجن « واد لاو « . كما شاركت و لا تزال في أعمال خيرية مع مختلف الجمعيات بتعدد تخصصاتها، و بالنسبة للمهرجانات فقد سبق و شاركت في مهرجان موازين سنتي 2011 و 2013 خلال السنة الأولى قدمت سهرة بمعية الفرقة، و كان عملا فرديا، بينما مساهمتها الثانية في موازين فكانت عبارة عن عمل مشترك بين الفنانة المغربية التطوانية سميرة القادري الباحثة في الموسيقى و المتخصصة في غنائيات البحر الأبيض المتوسط و المعزوفات الأندلسية القديمة، حيث أدت هاته الأخيرة مقاطع بصوتها و قامت زكية يخلف بمرافقتها بالعزف بمعية فرقتها.
سافرت زكية يخلف بفنها إلى خارج الحدود، حيث شاركت في مهرجانات بإيطاليا لثلاث سنوات على التوالي، علاوة على أخرى ببلجيكا و أيضا بإسبانيا و قدمت بها عرضا مع أحد فناني الفلامينكو و كذا شاركت في إطار توأمة طنجة مع طريفة في مهرجان سنة 2004.
و بالرغم من موهبتها و إنجازاتها في الميدان الفني التي جعلتها تكرم في عدة تظاهرات و تحصل على عدة جوائز رمزية من طرف مختلف منظمي التظاهرات التي تمت دعوتها لها، من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، جائزة سنة 2014 منحتها لها الجماعة الحضرية لطنجة، و في ال11 يناير من سنة 2016، جائزة خلال مساهمتها في حفل لفائدة المقيمات بدار الطالبة بسيدي حجاج، ثم أخرى بطنجة سنة 2017، أثناء حفل من تنظيم شباب فرع نادي « روتاري « و غيرها.. و كلها جعلت منها امرأة مثابرة و فنانة تشق مسارها بإصرار، إلا أن عازفة الكمان الطنجاوية، تقول مفسرة بكل حماس، تطمح في إنشاء معهد بطنجة لتدريس التراث المغربي الشمالي، المهدد في نظرها بالانقراض، بسبب هجوم موجة جديدة من الغناء و الموسيقى التي لا تحترم لا قوانينه و لا أصالته، و المعهد الذي تعتزم بناءه تراه مناسبا لتلقين آليات فن منطقة الشمال و تراثها، حتى يتم الحفاظ عليهما، و هو فعلا مطمح بدأت تعد له بولوجها المعهد الموسيقي للدراسة.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 14/03/2019