سيرتي سيئة مع الله

 

أنا خطر جدا
مطارد  ومستنفر مثل سيارة إسعاف في ورطة..
هارب من قطيع  قساوسة قروسطي..
من مركب نوح اليتخبط في مضيق معتم ..
صوتي مدجج بأحزمة ناسفة..
أقفز مثل كنغر من الشك الى اليقين..
من اليقين الى الشك..
تهتز فرائصي لرائحة الدم..
أنا قذر ومخيف ومتحول..
لا أفرق بين نومي ويقظتي..
بين وجهي الذي ترشقه ذكريات
مريرة بالحجارة..
ووجهي الذي يدحض ماهيتي
في المرآة..
وجهي الذي يتعثر في مشيته..
وجهي الذي يخفي براهينه
في حفر النعاس..
أنا متربص بي ..
بكهنة عميان  وصحون طائرة..
قطار قد يقفز من ركبتي
مثل أم أربع وأربعين..
متربص بسنابك أحصنة الضوء..
أرتكب جرائم فظيعة..
أطير مثل نسر ملكي
أختطف النساء في الليل..
أقطعهن مزقا مزقا وأرميهن الى
كلاب المجرة..
أملأ سلتي المثقوبة بفواكه أثدائهن
أفتح النار على مؤخرة الريح..
أرشق باب الحديقة بحذاء جاري الميت ..
أقشر برتقالة وأطعم ضبابا فر من
شحمة أذن الأفق..
أبيع خصيتي الى غزالة عمياء..
لساني الى ضفدع سكران..
حاسة سمعي الى قبار..
أظافري الى موتى جدد..
أقطع أصابعي بأسناني
أطعم ذئابا تعوي تحت
أكمة قفصي الصدري..
فمي مليئ بالتوابيت..
سيرتي سيئة مع الله ..
مع جسدي الذي آذيته كثيرا
ورطته في حروب مكلفة جدا..
أهديت سريره الذهبي الى امرأة
إذ ملأته بالدموع والمسامير..
وبقايا دخان أزرق..
أنا قذر جدا
أعلو وأهبط مثل باخرة عبثية..
مجرم حرب في مقاطعة الكلمات..
أشوي روح العالم على أثافي أعصابي..
هكذا في عزلتي أتربص بغزلاني الهشة
وأخطط لانقلاب في مهب العاصفة .


الكاتب : فتحي مهذب

  

بتاريخ : 24/01/2020