سيفتح الباب أمام أكثر من 300 طالب لولوج سوق الشغل بـ «تطوان شور» : كلية العلوم بتطوان تنتزع عقد شراكة وتعاون مع عملاق عالمي في مجال تكنولوجيا ترحيل الخدمات

 

تمكنت كلية العلوم بتطوان، يوم الأربعاء سادس مارس الجاري، من خلق الحدث الاقتصادي بعدما تمكنت من عقد توقيع اتفاقية شراكة وتفاهم  مع الإسبانية/اليابانية «إيفريس» everis المتخصصة في ترحيل الخدمات المعلوماتية نحو أوربا، والمتمركزة بمنصة الخدمات عن بعد «تطوان شور».
وتعد الاتفاقية، التي وقعها كل من عميد كلية العلوم بتطوان عبد اللطيف مكريم والمدير العام لشركة «إيفريس المغرب» فريديريك صباح، ثمرة سلسلة لقاءات واجتماعات بين الطرفين من أجل النهوض بقطاع تكنولوجيا الاتصال وتطوير البحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي توجت بتوقيع مذكرة تفاهم ترمي أساسا إلى مواكبة الشركة العالمية لكلية العلوم لتوفير الأطر والتكوين المستمر لأطرها ومستخدميها، والمساهمة في البحث العلمي حسب حاجيات الشركة وضمان التدريب للطلبة في الشركة إما بالمغرب أوبفروعها بالخارج، بالإضافة إلى فتح آفاق التشغيل لخريجي كلية العلوم في جميع التخصصات والشعب.
كما تندرج هذه المبادرة في سياق انفتاح كلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان على محيطها السوسيو اقتصادي، وكذا تفعيلا للعلاقة المهنية الجيدة القائمة بين الكلية وشركة «إيفيريس»، التي توجت بانطلاق برنامج تكويني لأجل إدماج 25 طالبا ينتمي للكلية كأول دفعة، والمندرج ضمن المخطط التوسعي للشركة العملاقة المتخصصة في تكنولوجيا المعلوميات.
وهكذا بالموازاة مع حفل توقيع الاتفاقية، الذي جرى بمقر الشركة بمنصة الخدمات عن بعد «تطوان شور» وقف الجانبان على مسار التكوين الذي يستفيذ منه 25 طالبا بكلية العلوم، سيتوج بتوقيع عقود عمل مع العملاق الإسباني/الياباني في مجال ترحيل الخدمات.
وأكد عميد كلية العلوم بتطوان عبد اللطيف مكريم، على هامش حفل التوقيع، أن جهة طنجة تطوان الحسيمة تعرف دينامية اقتصادية كبيرة ومضطردة، مما استقطب مجموعة من المؤسسات الاقتصادية العالمية والوطنية، حيث وضعت ثقتها في المنصة الخدماتية عن بعد “تطوان شور”، وهو ما يفرض على جامعة عبد المالك السعدي مواكبة احتياجات ومتطلبات الشركات التي راهنت على هذه المنصة الخدماتية.
وأضاف العميد أن الجامعة مدعوة في إطار الورش الجديد الذي أطلقته وزارة التربية الوطني والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إلى فتح نقاش حول النظام الجديد للإجازة يتماشى مع سوق العمل والمحيط الاقتصادي والاجتماعي للجامعة.
وأبرز المتحدث أن هذه الاتفاقية «ليست اتفاقية بروتوكولية وترف للبروباغاندا، بقدر ماهي اتفاقية مثمرة استطاعت من خلالها كلية ذات استقطاب مفتوح من توفير مناصب شغل ل25 خريجا من الكلية في المرحلة الراهنة، في أفق استقطاب أكثر من 300 خريج على مراحل وفق بنود الاتفاقية ومخطط الشركة التوسعي الرامي إلى الوصول سنة 2021 إلى 500 مستخدم بالمغرب، حيث تراهن الكلية على بلوغ حصة الأسد في هذه المناصب لفائدة خريجيها وطلبتها، وهو مايتطلب الانصات إلى احتياجات ومتطلبات الشركة.
وشدد العميد على أن الجميل في هذه الاتفاقية، أنها تفتح باب التشغيل أمام تخصصات متعددة وليس فقط خريجي شعبة المعلوميات، بل خريجي شعب الفيزياء والبيولوجيا والرياضيات والجيولوجيا… ، مؤكدا أن هذه الاتفاقية من شأنها إبراز كفاءات خريجي جامعاتنا والتعرف عن قرب على حاجيات المقاولات والشركات المتواجدة بمحيط الكلية بشكل خاص.
وعن كيفية اختيار المستفيدين من هذه الاتفاقية، أكد العميد أن اختيار المستفيدين من هذه الفرصة التكوينية التي ستتوج بعقد عمل، والتي ستمتد لستة أسابيع، تمت بشكل شفاف وديمقراطي، حيث مرت عبر مراحل اختبارية من طرف الشركة ومسؤولي الكلية، إذ تم الإعلان في بداية المشروع بالموقع الرسمي للكلية قصد فتح باب تسجيل الراغبين في الاستفادة من العرض، إذ تجاوب معه أكثر من 400 طالب، خضعوا جميعهم لسلسلة من الاختبارات الأولية، ليتم اختيار  150 طالبا في المرحلة الثانية، توج بقبول 25 طالبا، أحد عشر منهم في تخصص المعلوميات والباقون في تخصصات مختلفة.
المدير العام لشركة «إيفريس المغرب»  فريديريك صباح، في كلمته بنفس المناسبة، أكد أن الهدف الرئيسي من هذه الاتفاقية هو مأسسة علاقة الشركة مع محيطها الجامعي، وكذا التعريف باحتياجاتنا التكوينية، كشركة تراهن على التوسع في السنوات المقبلة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، كي تصبح أكبر شركة مشغلة بشمال المغرب في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأضاف المتحدث، أن إيفريس تعد أكبر شركة مشغلة بشمال المغرب في مجال تكنولوجيا المعلومات، «ومن هذا المنطلق، نرى أنه من واجبنا المساهمة في تنمية الجهة التي احتضنت شركتنا بكل معاني الترحاب. كما يدل تنظيم هذه السلسلة من المؤتمرات والشراكات ومبادرات كهذه على التزامنا الراسخ -بصفتنا شركة متعددة الجنسيات – بالسعي نحو مشاركة المعرفة وجعل التكنولوجيا الجديدة في متناول المتخصصين (الفاعلين/الأطر) المغاربة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولا سيما الذين يشتغلون بشمال المغرب».
وأبرز فريديريك صباح أن شركة «إيفريس»  تدشن اليوم برنامجا يمتد لثلاث سنوات من أجل الوصول إلى 500 مستخدم بالمغرب، حيث «أننا اليوم في حدود 130 مستخدما بتطوان، كما نسعى إلى فتح مركز آخر بمدينة الدار البيضاء، وذلك لما يتوفر عليه المغرب من آفاق واعدة ومن طاقات بشرية ومقومات استثمارية مهمة «.
ويشار إلى أن  شركة «إيفيريس» إحدى الشركات المتعددة الجنسيات تابعة للهولدينغ الإسباني الياباني  NTT DATA company، و تصنف الشركة الأم على الصعيد العالمي في المرتبة السادسة عالميا في مجال تطوير الخدمات المعلوماتية، إذ يصل رقم معاملاتها إلى 700 مليون أورو سنويا، وتشغل 70 ألف مستخدم في العالم، وتتواجد ب 15 دولة عبر العالم، حيث تعتبر وحدة تطوان الأولى على صعيد شمال إفريقيا، وتراهن الشركة في منصتها ب»تطوان شور» على أن تصبح منصة لترحيل الخدمات إلى أوربا الجنوبية، في أفق أن تتوسع لتشمل ترحيل الخدمات إلى منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط «مينا»، وهو ما دفع ب»إيفيريس» خلال شتنبر 2017 إلى رفع رأسمالها بما قيمته 7,7 ملايين درهم رغبة منها في بناء علاقة طويلة المدى بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.


الكاتب : تطوان: جواد الكلخة

  

بتاريخ : 11/03/2019