على خلفية الأحداث الدامية التي انتهى على إيقاعها الكلاسيكو : 37 جريحا واعتقال 13 متهما وتخريب 19 مركبة أمنية…

كسّر دوّي صافرات سيارات الإسعاف، «هدوء» مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، مساء الأربعاء 12 فبراير 2020، وهي تلتحق تباعا بالمصلحة وعلى متنها عشرات المصابين في صفوف العناصر الأمنية والجماهير الكروية، بعد وقوع مواجهات واشتباكات على خلفية المباراة التي كانت تجمع فريقي الجيش الملكي والرجاء البيضاوي.
الطاقم الصحي بمستعجلات ابن سينا الذي كان يتعامل مع حالات مرضية وإصابات «طبيعية» في صفوف المواطنين، وجد نفسه أمام حادث هو مقدمة لحوادث ستقع لاحقا، وذلك حين تم استقبال مصور جريدة الصباح الزميل عبد المجيد بزيوات، الذي تعرض للرشق مما أدى إلى إصابته على مستوى الرأس بجرح تطلب تدخلا استعجاليا من أجل إيقاف النزيف ورتقه.
حادث لم يكن الأول، إذ بمجرد ما أن أشارت عقارب الساعة إلى الساعة الثامنة والربع ليلا، حتى بدأ في التوافد على المصلحة عدد من المصابين على متن سيارات إسعاف، ضمنهم أمنيون، إضافة إلى مشجعين، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن أعمارهم كانت تتراوح ما بين 15 و 26 سنة، اعتبرت إصابات أغلبهم خفيفة، باستثناء شاب، صرّح بكونه تعرض للدهس بعد أن مرت عجلة مركبة على قدمه، الذي قُدّمت له الإسعافات، لكن وبناء على طلب من أسرته تم نقله إلى مؤسسة استشفائية بالدارالبيضاء، حيث رجّحت مصادر الجريدة أن يتعرض لبتر أصابع قدمه، بالنظر للوضعية التي كانت عليها.
إصابات توزعت ما بين الكدمات والجروح في مختلف أنحاء الجسم، كما هو الحال بالنسبة لشاب تطلب وضعه الصحي القيام بتدخل من أجل رتق جرح أصيب به على مستوى الركبة، أما بالنسبة لعناصر الأمن فقد أوضحت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن مستعجلات ابن سينا استقبلت حوالي 13 أمنيا، ضمنهم شرطية، تعرضت لإصابة خفيفة على مستوى الكتف، في حين كانت إصابات 3 موظفين أمنيين متفاوتة الخطورة، والبقية عبارة عن إصابات خفيفة، هذا في الوقت الذي أصيب أيضا عنصران من الوقاية المدنية، وفقا لبلاغ الإدارة العامة للأمن الوطني، التي أبرزت أن عدد المشجعين الذين تعرضوا لإصابات على هامش المقابلة بلغ 22 شخصا.
مستعلمو الطريق، هم أيضا لم يسلموا من الاعتداءات التي كانوا عرضة لها، بفعل رشقهم بالحجارة من طرف عدد من المشاغبين المحسوبين على الجماهير الكروية، إذ وثّقت عدد من التسجيلات المصورة لحوادث الاعتداء التي تعرض لها المسافرون، هذا في الوقت الذي أصيب سائق سيارة على مستوى الوجه بعد أن تم رشق الواجهة الزجاجية الأمامية لسيارته بالحجارة، ونتيجة لذلك تم نقله إلى مستعجلات مستشفى الاختصاصات لتلقي العلاجات الضرورية؟
وأكدت الإدارة العامة للأمن الوطني في بلاغ لها على خلفية أحداث الشغب التي وقعت، أن مصالحها بولاية أمن الرباط، قد أحصت مجموعة من الخسائر المادية التي طالت 19 مركبة للأمن الوطني، وشاحنة تابعة للوقاية المدنية وكذا سيارة إسعاف، فضلا عن إلحاق أضرار بست مركبات خاصة، هذا في الوقت الذي تم فيه توقيف وإيداع 13 شخصا تحت تدابير الحراسة النظيرة، للاشتباه في تورطهم في عمليات الرشق بالحجارة، وإلحاق خسائر مادية، وتخريب ممتلكات عمومية، وحيازة أسلحة بيضاء وشهب نارية، والعنف في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 14/02/2020