على هامش « قمة المناخ « بأكادير : في أفق جعل جهة سوس ماسة رائدة في مجال الطاقات المتجددة

 

في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الدورة الأولى للقمة العالمية للمناخ المقامة بمدينة أكادير صباح يوم الإثنين 11 شتنبر2017،أكد رئيس مجلس جهة سوس ماسة”إبراهيم الحافيدي”على أن هناك عدة رهانات معقودة على نجاح هذه القمة العالمية التي وقعت على حضور متميز للمنتخبين والمسؤولين والفاعلين البيئيين من مختلف القارات.
ولعل أهم رهان لهذه القمة هو جعل الجهة رائدة في مجال الطاقات المتجددة من أجل هواء نقي خال من أكسيد الكاربون بنسبة صفر في المائة في أفق 2050،وذلك باعتماد طاقة نظيفة تعتمد على الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية ، خاصة أن هناك مبادرات خلاقة للمجتمع المدني تذهب في هذا الإتجاه لتحقيق هذا الحلم الذي يراود جميع المسؤولين والمنتخبين والساكنة بهذه الجهة.
وذكر المتحدث في افتتاح هذه التظاهرة العالمية التي حضرها 5000 مشارك،بكون تجارب المملكة المغربية كانت سباقة للإنخراط في عدد من المبادرات التي تروم التخفيف من آثار التغيرات المناخية والحد من ظاهرة الإحتباس الحراري،ومن أبرزها إنجاز140سدا وتأسيس المركز الوطني للطاقات المتجددة  وخلق المبادرة الوطنية للتنمية والمخططات الوطنية القطاعية كمخطط المغرب الأخضر ومخطط الصيد البحري وغيرها. كما أكد بان القارة الأفريقية هي التي تدفع الثمن غاليا نتيجة هذه الظاهرة المناخية المتقلبة بالرغم من كونها لا تساهم إلا بنسبة 4 بالمائة من تدفق الغازات،وهو ما أدى إلى الإنعكاس السلبي على مستوى تدهور الموارد الطبيعية وندرة الموارد المائية،الأمر الذي  يستدعي دعم هذه القارة ماديا و تقنيا من أجل رفع التحديات المطروحة.
وبخصوص ما يميز جهة سوس ماسة مناخيا قال الحافيدي إنها تمتد على مساحة 35 ألف كيلومترمربع،وتصل ساكنتها إلى ما يفوق2,6 مليون نسمة،لذلك تواجه تحديات مناخية تهم أساسا تدهورالموارد الطبيعية و تداعيات الجفاف و ندرة الموارد المائية،وهذا ما جعلها تقوم بمبادرات للحد من آثار هذه الظواهر،منها وضع مخطط جهوي لمشروع الكردان ،من خلال التفكيرفي جلب المياه من سد أولوزخاصة أن المنطقة فقدت فرشتها المائية وكانت مهددة بالتصحر، والشروع في تجربة تحلية ماء البحر لاستعماله في الري الزراعي بإقليم اشتوكة أيت باها والتفكيرفي استعمال الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية كطاقة بديلة في المجال الفلاحي والمشاريع السياحية لكونها أقل ضررا مما تفرزه الطاقات الأخرى.
هذا و تتميز القمة بتنظيم خمس جلسات عمومية وثمانين ورشة للممارسات الجيدة،بما في ذلك الحركية والنقل والطاقة والمباني المستدامة والتحول التكنولوجي والتشغيل والمياه والمحيطات والاقتصاد الدائري والفلاحة والغابات والتنوع البيئي والتعاون اللامركزي والتعليم والتحسيس بالتغيرات المناخي والتكيف والتخطيط المجالي في مجال المناخ والولوج إلى التمويل والثقافة ، فضلا عن تنظيم ستة عشر منتدى ومجموعة من العروض والمداخلات المتصلة بتقدم المشاريع المرتبطة بمكافحة التغيرات المناخية،في أفق أن تختتم بتلاوة إعلان أكادير الذي يؤكد من خلاله القائمون على هذه التظاهرة التزام المغرب وكذا الرئاسة المغربية لمؤتمر الأطراف بالاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.وكما أكد المغرب على انخراطه المستمروالمتواصل بنفس النهج وبنفس القناعة والرؤية التي عبرعنها جلالة الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة في هذا المجال،وذلك بهدف إنجاح الالتزام العالمي القاضي بمكافحة التغيرات المناخية،واهتمام المملكة المغربية بقضية مكافحة التغيرات المناخية والتحديات المطروحة على بلدان العالم عامة والقارة الإفريقية خاصة.


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 13/09/2017