عن طقوس الفرجة والإمتاع في احتفالات بوجلود

الثقافة والفنون هما أشبه بعمارة مؤلفة من أبنية فكرية شعورية ولاشعورية،وأساسها القاعدي بناء تكاملي وظائفي من الثقافة التأملية والثقافة المعاشة
وللثقافة والفنون وسائل وإمكانيات لا حدود لها لإحياء وانتعاش الذات الحضارية للشعوب،ففي رحمها تنمو وتتوالد أنواع و أنماط من الأشكال الثقافية،منها ما هو شعبي كامن في الذاكرة الجماعية الشعبية ،ومنها ما هوغير شعبي كامن في الذات الفردية المبدعة،منها ما هو متعالي ومتعالم و منها ما هو متعايش ولا كتابي كالثقافة الشعبية التي ينظر إليها على أنها صورة عن المجتمعات اللا كتابية،تعبرعن نفسها بوسائط تعبيرية فنية وغير فنية و تتجسد عبرعدد لأمتناه من الأشكال الرمزية التي تمثل شاهدا أو مؤشرا زمنيا عن تاريخها الحضاري الطويل .
كما أنها وعاء للمعتقدات والعادات والقيم والأعراف التي تجسدت في الماضي وتجلت في حضارة هذه الذاكرة الجماعية,وهي لا تبقى حبيسة هذا الماضي كما لا تمنعها هذه الذاكرة من استعادة وعيها المعاش والراهن .
والإنسان كما تمثلته هذه الثقافة ليس كائنا أزليا بل وليد الذاكرة التاريخية التي تجسد له معنى ودلالة وجوده.لهذا فإننا ورثتا عددا من الأشكال الرمزية ساعدتنا على إثراء معلوماتنا عن العصورالغابرة كما هو شان الاحتفالات الفر جوية أوالمهرجانات الفولكلورية(احتفالات التي تقام موازاة مع احتفالات عيد الأضحى المبارك وتستمر لأيام كلها رقص وتمثيل وغناء وفرجة

 

الثقافة والفنون هما أشبه بعمارة مؤلفة من أبنية فكرية شعورية ولاشعورية،وأساسها القاعدي بناء تكاملي وظائفي من الثقافة التأملية والثقافة المعاشة.
وللثقافة والفنون وسائل وإمكانيات لا حدود لها لإحياء وانتعاش الذات الحضارية للشعوب،ففي رحمها تنمو وتتوالد أنواع وأنماط من الأشكال الثقافية،منها ما هو شعبي كامن في الذاكرة الجماعية الشعبية ،ومنها ما هوغير شعبي كامن في الذات الفردية المبدعة،منها ما هو متعالي ومتعالم و منها ما هو متعايش ولا كتابي كالثقافة الشعبية التي ينظر إليها على أنها صورة عن المجتمعات اللا كتابية،تعبرعن نفسها بوسائط تعبيرية فنية وغير فنية و تتجسد عبرعدد لأمتناه من الأشكال الرمزية التي تمثل شاهدا أو مؤشرا زمنيا عن تاريخها الحضاري الطويل.
كما أنها وعاء للمعتقدات والعادات والقيم والأعراف التي تجسدت في الماضي وتجلت في حضارة هذه الذاكرة الجماعية,وهي لا تبقى حبيسة هذا الماضي كما لا تمنعها هذه الذاكرة من استعادة وعيها المعاش والراهن.
والإنسان كما تمثلته هذه الثقافة ليس كائنا أزليا بل وليد الذاكرة التاريخية التي تجسد له معنى ودلالة وجوده.لهذا فإننا ورثتا عددا من الأشكال الرمزية ساعدتنا على إثراء معلوماتنا عن العصورالغابرة كما هو شان الاحتفالات الفر جوية أوالمهرجانات الفولكلورية(احتفالات التي تقام موازاة مع احتفالات عيد الأضحى المبارك وتستمر لأيام كلها رقص وتمثيل وغناء وفرجة.
تندرج هذه الاحتفالات الفر جوية ضمن الوسائط التعبيرية في الثقافة الشعبية الامازيغية, وهي كباقي ألأشكال الثقافية الشعبية للشعوب المماثلة ذات القيمة الحضارية عبارة عن أنساق تعبيرية و دلالية تعبر وتحاكي الواقع والطبيعة بوسائل محاكاتية كثيرة،فيها الحركة والرقص والتمثيل والفرجة… و تشكل بالنسبة للإنسان الامازيغي حاجات روحية وطبيعية , لذا تعمل المؤسسات الثقافية الوطنية والدولية للمحافظة على هذه الأشكال التعبيرية بشكل عفوي ومنظم لأنها شبه قوانين رمزية وعرفية ، وهي قابلة وقادرة على التكيف مع كل زمان ومكان وتكشف (في كل وقت وفي كل مظهر من مظاهرها عن حصيلة نتائج التطور التاريخي) أيكه هولتكرانس – قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفولكلور.

إشكالية البداية و التأسيس

ظاهرة بوجلود لم تجد الاهتمام الكافي في مجال البحث والتنقيب من قبل المؤرخين المغاربة باستثناء بعض الإشارات المحتشمة و الأضاءات القليلة التي تظهر هنا وهناك في كتب ومجلات وبحوث جامعية لا تشفي غليل القراء ولا لهفة العاشقين المتلذذين لفرجة بوجلود.
إن اغلب الدراسات التي واكبت أو قامت بالتحري عن ظاهرة بوجلود ، هي إما ذات طابع انتروبولوجي أو فولكلوري أو ميتولوجي.. (عبد الله حمودي – ادموند دوطي – …) حيث إن النصوص والكتابات المقدمة عن هذه الظاهرة انبرت لإشكاليات العلاقة بين الطبيعة والثقافة:الطبيعة الداخلية أو الطبيعة البشرية(وهي مجموع القوى الفطرية في الإنسان من رغبات وغرائز،ودوافع )،و(هي السمات الثابتة لديه و إنها لا تتوقف على مجتمع بعينه آو بيئة بعينيها )،أما الثقافي فيه فهي التجسيد الفعلي لميل النوع البشري نحو التمييز عن الطبيعة.
مستنيرين في ذلك بدراسات وبحوث انتروبولوجية للكتاب والباحثين من أمثال الفرنسي كلود ليفي ستروس– مالينوفسكي- و.ديورانت – أ.كوجيف وغيرهم…هذا الاندماج الطبيعي – الثقافي يتمثل لنا في هذا المتخيل الشعبي ” بوجلود ” حيث الفرجة الشعبية في هذا الاحتفال لا تقوم إلا بارتداء ”الممثلين” لجلود ما يذبح من اضحيات العيد والتزين بأصداف الحلزون أو أغصان الأعشاب العطرة (حبق) أو أشواك القنفذ أو أواني معدنية تتدلي من رؤوسهم وصدورهم ليتسنى لهم قرعها والضرب عليها بالأظلاف والقوائم حتى تحدث ضجيجا تزيد من تحميسهم فتجلب لهم المزيد من المتفرجين.
إن التوحد مع جلد الحيوان ،هي رمز و إشارة للحب والخصوبة ف”بوجلود” يجمع بين الشكل الحيواني والسلوك البشري الفطري- البدائي حتى يثير المخيلة الايروسية ويوقظ الرغبة الجنسية – الحيوانية لفظا أو إشارة أو تلميحا، فبالأظلاف أو قوائم الحيوان يستطيع أن يلمس النساء أو الفتيات على كتفهن أو صدورهن أو أردافهن حيث مكمن الإثارة راسما لهن حركات وإيماءات غزلية أو جنسية فيها انتهاك للأخلاق والسخرية من القيم الاجتماعية.
إن ظاهرة بوجلود تجمع بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في احتفالات تقدم تعبيرات رمزية و أخرى عبارة عن سلوكات فطرية طبيعية استحال معها على المؤرخين والاثنوغرافيين والانثروبولوجيين تحديد تاريخ ظهور هذه الظاهرة الاحتفالية في المغرب ، وبمنطقة سوس على الخصوص.
ولما لم يستطيعوا تحديد تاريخ أو مكان ازدياد هذا الشكل التعبيري الشعبي ، أكدوا أن مثل هذه الظواهر الاحتفالية تعرفها كل الأمم والشعوب القديمة لما لها من صلة بالمعتقدات ألما قبل السماوية، وهي أشبه بطقوس وعبادات طوطمية.
إن ارتباط الإنسان بالحيوان هي ظاهرة قديمة مقترنة بالقبائل البدائية، فعند الجرمانيين يرتبط جنس “اليلفنج”Yelfinge بالذئاب ، وعند المصريين القدماء تصور الآلهة وملوك الفراعنة في صور تحمل رسوما حيوانية.
لذا فان الارتباط بين الإنسان والحيوان قد يعود أسطوريا إلى بعض المعتقدات الطوطمية ، ومن الممكن أن يكون الطوطم نباتا أو أية ظاهرة طبيعية، ولكن الحيوان الطوطم يفوقها كثيرا …وتتضح قوة الحيوان في أن كثيرا من الآلهة يتخذ شكلا حيوانيا (فرد ريش فون ديرلاين). )
واغلب الباحثين يرجعون تاريخ ميلاد هذا الشكل التعبيري إلى العهد الأول من الحياة الإنسانية نظرا للاحتكاك المباشر للإنسان مع الطبيعة
لكن هناك من اجتهد “خطا” من بعض المغاربة ، فاعتقد أن الظاهرة وردت إلينا عن طريق الزنوج الأفارقة الذين دخلوا المغرب في عهد المنصور الذهبي مع فن كناوة.
وآخرون يربطونها ببعض الاعتقادات اليهودية-المغربية وخصوصا ظاهرتي “امعشار” و “اصوابن” المشهورتين بتزنيت وافران الأطلس الصغير.
لقد لاحظ إميل لاووست E – La oust في إشاراته ودراساته عن الأفراح عند الامازيغ ، انه يوقدون النيران ويرتدي بعض الأفراد منهم ألبسة وجلودا لإضفاء الطابع الروحي على الاحتفال وهذا ما يدل آن هذه الظاهرة كان ينظر إليها أنها عبارة عن طقوس روحانية حيث تذبح الخرفان والماعز والأبقار وتقدم كقربان لآلهة الأنهار كما كان الفراعنة يقومون إما تقربا من الآلهة آو درءا لغضبها (غضب الطبيعة)،غير أن هذا الجانب الروحاني الوثني افرغ من حمولته البدائية وارتبط بعد ذلك بطقوس الفرجة والاحتفال الجماعي ، والضحك الجماعي ، فاقترن بموسم النحر وعيد الضحى ليزاوج بين الاحتفال الديني والطقوس القديمة.
دافع الباحث الفرنسي ليوسين ليفي بريل Levy Bruhl خلافا لزميله ليفي ستروس عن وجهة النظر القائلة بان التفكير االبدائي (وقد دعاه ليفي بريل بالتفكير ما قبل المنطقي ) على انه يختلف اختلافا جذريا عن تفكير الإنسان المعاصر وحدد ليفي بريل ماهية التفكير البدائي بأنها ( روحانية صوفية ) ، وان هذا التفكير البدائي موجود فقط في مجالات محدودة وفي حدود معينة (أثناء أداء طقوس سحرية وما شابه ذلك ) ولقد ازداد اهتمام العلماء بهذه الظواهر ولم تعد تقتصر على علم قائم بذاته كعلم الاجتماع و علم الأسطورة (الميثولوجيا) بل امتد ذلك ليشمل علوم عديدة كالاثنوغرافيا، والانتروبولوجيا، والفولكلور، وعلم النفس وغيرها من العلوم الإنسانية.

فضاء وطقوس الفرجة

ارتبطت فرجة بوجلود بالطقوس الاحتفالية التي تعقب ذبح الأضاحي وتختلف تسمية هذه الظاهرة من منطقة إلى أخرى فتسمى “بوجلود ” (نسبة إلى ذلك الذي يلحف جسده بجلد التيس أو الخروف ) وفي منطقة الشاوية تنعت الظاهرة باسم “بولبطاين” (نفس الدلالة) وفي الأطلس الصغير باسم” بيلماون.
وفي منطقة الريف تنعت باسم “داشيخ” ، وفي تلمسان غرب الجزائر يتداول اسم “بوجلود” ويطلق على الرجل الذي يتشح بجلد الأضحية ويرافقه آخر متنكرا في ثياب نسوية يسمى سونه ” يركضان ويرقصان ويتعانقان ويطلبان من المضحين حقهما من لحم عيد الأضحى. لذا يبقى مصطلح “بوجلود” أكثر تداولا وانتشارا من باقي المصطلحات الأخرى.
تبدأ مراسيم الطقوس الاحتفالية زوال يوم عيد الأضحى، بعد أن يؤدي المصلون صلاة العيد، يشرعون في طقوس الذبح (الشرعية) ثم يتم جمع الجلود وتترك على حالها من القذارة وكأن هذه القاذورات حينما تلتصق بالجسد سرعان ما تزول وبذلك تفيد التطهير والتنقية.
في الليلة الأولى من يوم العيد ،أو في زوال اليوم الثاني يبدأ “الممثلون” والشباب بارتداء جلود ما ذبح من اضحيات العيد ويتزينون بأصداف وحلي قديم ، أو بأشواك القنفذ أو بأطباق معدنية قديمة ، تتدلى من رؤوسهم وصدورهم ليتسنى لهم قرعها بالأظلاف أو القوائم حتى تحدث ضجيجا فتزيد من تحميسهم وتجلب المزيد من المتفرجين وخصوصا من النساء و الأطفال.
والفرجة البوجلودية تجمع بين الرقص والحركات المثيرة ، يسود فيها الضحك الجماعي والسخرية والتخويف والإثارة ، يبدأ “بوجلود ” باصطياد الضحايا من الصنف اللطيف ، فيطارد نساء الحي أو الدوار داخل بيوتهن ويقتحم عليهن عزلتهن حين يصعد للسطوح فيحاصرهن و يقترب منهن ليلمسهن بقائمتيه على الكتفين والصدر أو الردف فتضطر النساء إلى الهروب تارة والاقتراب منه تارة أخرى في مشهد يبدين في الآن ذاته الرغبة في الابتعاد وفي الاقتراب ، فيستلذان بهذا المشهد القطي – الفاري، وحتى يستطيع “بوجلود” كسب ثقتهن وودهن يلجا إلى إهدائهن عدة أغصان من ورد (الحبق) يمدها لهن فيتوقف مشهد المطاردة، ويحل محله مشهد آخر فيه الرقص والضحك والاستهزاء مع بعض الإيماءات الجنسية أو الغزلية، وحين ينتهي من هذا المشهد يشرع ”بوجلود” في مغامرة أخرى جديدة ليلاحق الفتيات أو النسوة الأخريات فيضربهن ضربا خفيفا أو مبرحا بقائمتيه حسب الجو الحماسي في الساحة، ويشكل الضرب بالقائمتين على الكتف آو الصدر نظام إيقاع للإيقاع بالجسد ويصاحبها زفرات و همهمات تثير الخوف و بها يصنع “بوجلود” طقسه الاحتفالي.
بعد ذلك ينزل الجميع (فرق بوجلود و الكرنفال المصاحب للاحتفال) إلى الساحة العامة أو ” أسايس ” لتبدأ طقوس الاحتفال الجماعي ، فتكتمل الفرجة، ركضا ، وهرولة ، ومطاردة وضربا ، وصفيرا، وعويلا، وصراخا، وضحكا، وبكاء، وتنهال الضربات على الأطفال والشبان والنساء والفتيات والكل يشارك في هذا الإخراج الفني الشعبي، كما يشارك في هذا الاحتفال – الكرنفال ثلاث فرق:
1 – فرقة ترتدي جلود الضان والماعز
2 – فرقة الكرنفال وترتدي أثوابا مختلفة الألوان والأشكال وتتنكر بأقنعة مختلفة (الحزان–الحاخام–العبد–البهلوان..).
3 – فرقة العزف على الطبول والصناجات

بوجلود وطقوس الإثارة

رغم الطابع الفرجوي الممسرح والمرتجل الطاغي على احتفالات “بوجلود” إلا انه يحمل إشارات عن بقايا السحر والشعوذة فاجتمع في الظاهرة ثنائية: المقدس والمدنس / الغريب والمألوف / الثقافي والطبيعي/ ألطقوسي والكرنفالي / الاسطوري والواقعي .. ولذلك تنطوي هذه الظاهرة على عدد من الأبعاد والوظائف منها:
– أ- البعد ألاستشفائي – ألتبركي الموجه للأطفال الرضع: ففي اللحظة التي يتم فيها تقديم الرضيع كي يلمسه “بوجلود” بأظلافه ،إنما ليموت في هذا الرضيع جانب الشر ويزاح عنه الجن وينتعش فيه جانب بركة بوجلود،وهو اعتقاد سحري بدائي قديم.
هذا البعد الوظيفي النفسي يظهر اقتران الظاهرة بطقوس العبادات القديمة(تجنيب الإنسان المخاطر والمخاوف.هذا البعد ألاستشفائي الوقائي البدائي منه ما يهم الأفراد (الأطفال والرضع )ومنه ما يهم الجماعة(حماية حدود الدوار أو القرية ) .
ولقد كان من إحدى وظائف (بيلماون الركض لوضع النحس على تخوم القرية المجاورة . ذلك هو ركض بلوش حيث رأينا بلماونات المجموعات المجاورة والغريمة تتسابق لتصل الأولى إلى التخوم …) عبد الله حمودي – الضحية وأقنعتها.
– ب- بعد الإثارة والغريزة : فبوجلود المتشح بجلد الحيوان إنما يرسل رسالة استعار ية للجماعة حتى يثير مخيلتها الايروسية ، فيوقظ الغرائز والمكبوتات بحركاته وإيماءاته على جسد الأنثى ، فالقائمتين أو الأظلاف تكشفان كل ما يختبئ في جسد الأنثى خلال الضرب على الصدر أو الكتف أو الردف.
هناك علاقة بين الخصوبة البشرية والخصوبة الطبيعية
و (ظاهرة الخصب والجذب من اكبر الظواهر الكونية التي شغلت الإنسان القديم بحيث أصبحت لكل شعب من الشعوب أساطير وحكايات ومعتقدات تحكي بشكل أو بآخر قصة الجذب والخصب كما ارتسمت في مخيلة الإنسان القديم )
وبذلك فقد نعتبر احتفالات بوجلود شكلا كنائيا أو استعار يا عن الخصوبة البشرية والحيوانية .
– ج- البعد ألترهيبي الموجه إلى الأطفال والى الشباب: فالضرب والتهديد والتخويف والتعنيف هو مسموح به خلال هذه الاحتفالات لأنه عنف طبيعي لا اجتماعي .

ماذا بين بوجلود و امعشار

الذبح في عيد الأضحى المبارك يخضع لطقوس شرعية ويكون ذات طابع فردي- عائلي حيث يحيط أفراد العائلة ويشاركون في طقوس الذبح والسلخ والتقطيع والتنظيف أما أضحية امعشار فتخضع لطقوس امعشار ية حين يتم تقديم الذبيحة في مراسيم احتفال جماعي وهي إما على شكل عجل أو ثور تقدم قربانا جماعيا لدفين أو دفينة المزار، ويقاد العجل أو الثور وعلى رأسه أغصان من الحبق أو أثواب ملونة بألوان زاهية (حمراء) ، فتقاد الذبيحة إلى مدبج أو مسلخ المزار في موكب جماعي – طقوسي تردد فيه أدعية وأذكار خاصة بصاحب المزار أو بالطريقة الصوفية .
في مساء نفس اليوم ، وهي ليلة عاشوراء يقام مهرجان كرنفالي يشارك فيه الجميع تمثيلا وغناء ورقصا ، وتجد في ساحة الاحتفال شبان يتشبهون باليهود في هيئاتهم وأخلاقهم وأحاديثهم و شبان يتشبهون بالحيوانات في أقنعة يصنعونها من ذئب أو سبع أو وعل أو حمار وشخوص بشرية منها الشيخ والعريس والعروس يقدمون مشاهد وولائم مسرحية فيها إمتاع وإضحاك وفي النهاية يستمتع الجمهور الحاضر بوصلات غنائية مشهورة وفقرات متنوعة من أحواش المنطقة .
مال الفرجة ؟
الفرجة البوجلودية والامعشارية تعرضت اليوم للتحريف والتشويه، والفقر الفني حتى صارت فولكلورا للاستعراض بدون أي مؤدى أو قيمة تربوية وفنية ، اخترقتها تقنيات التسويق الثقافي الرسمي والترفيهي الفج ، فتطاولوا عليه حين سخره البعض للدعاية والترويج السياسي والطائفي ، والبعض الأخر للتسويق التجاري باسم التفتح على العصرالرقمي..؟


الكاتب : محمد بادرة

  

بتاريخ : 16/08/2019