عود على صين: عزلة فايسبوكية.. وكبسولة المستقبل في طب البطن! -5-

عرض المدير العام صورا للأنشطة في نيجيريا والدول الأخرى، ويعرض في الوقت نفسه طموحا صينيا كبيرا في العمل الإفريقي…

كل ما يعرض مهم
وكل من يتابع مهتم!
مطر خفيف يغطي إغراءنا بالخروج… وبالجولان. يصل منتصف النهار فتتوقف الساعة، إلا من نداء الغذاء.
الصينيون يضبطون شهيتهم على منتصف النهار، بلا زيادة ولا نقصان.
صلاة منتصف النهار اللذيذة، المتنوعة على مائدة تدور باتجاه الساعة…، تقول مرافقتنا إن الوقت هو الوقت وإن الغذاء هو الغذاء..
وما بين شدق وآخر يدور حديث عن بلاد المغرب وعن طموحاتها…عن قوانينها وعن مشاريعها… من عادات الصينيين أن مطاعهم تتوفر على غرف، بيوتات معزولة للعائلات أوالمجموعات.نحن كنا جماعة، المستشار الخاص للسيد رئيس الجهة الصديق مصطفى وليم والعبد الفقير لرحمة ربه والفريق المسير للشركة الصينية، صاحبتها جين تشين وعماها..
قالت جين، المعروفة بكريسطال، إن حرف الجين يعني القوة وحرف اللام يحيل على الذهب علقت من جهتي بأننا ما بين ذهب القوة وقوة الذهب..ودلفنا إلى غرفة الطعام، ومائدتها الدوارة…
لا شيء مألوف حقا، بالرغم من أنهم تداركوا الموقف وحملوا إلينا الشوكة والسكين لعلنا لن نستطيع معهم صبرا على القضيبين (العودين ) الخشبيين الخاصين بالأكل!
المحاولات مدعاة للابتسام والتنكيت المشترك..
«لماذا يا ترى اختار الصينيون «عمودين للأكل، وكان من الممكن تقليد اليد، بابتكار الة خشبية بخمسة أصابع كما فعل الغرب مع الفرشاة» (الشوكة).
سؤال مبهم لا نطرحه، مخافة تأويل ما..
على كل حتى العلم في الصين قد لا يدخل غرفة الأكل…!
في كل مرة يطلب منك الصينيون عند الأكل، وهي عادة طوال كل المأدبات المشتركة، أن ترفع النخب: ماء أو نبيذا أو شايا.. وفي كل مرة قد يختارك نديم لكي يتوجه إليك ويطلب رفع النخب بشكل ثنائي ويتبادل معك خصيصا الحديث..
أنهينا غداءنا، منتصف يوم الاثنين 15 أكتوبر، وتوجهنا مباشرة إلى بحيرة البيولوجيا، بيولايك.
كان علينا أولا أن نزور المقر المتخصص للمعرض، لمنتوجات «البيولايك»، الذي لم نكن قد حددنا ملامحه بعد…
والبيولايك، تقول الترجمة المفترضة، إنها بحيرة البحث البيولوجي، لكن الشيء الذي فاجأنا ونحن نزور المعرض، بطعم المقبلات، هو الحضور القوي لتكنولوجيا الحواسيب الجديدة، المبتكرات المتقدمة و”الهايتيك” في مجال الالكترونيك والانترنيت ومحركات البحث…
آه… على ذكر المحركات التكنولوجية:
منذ اليوم الأول انتبهت أن الترسانة التي تعودت عليها كل يوم، لا تشتغل:
لا فايسبوك
ولا غوغل
ولا واتساب
عزلة صينية بدون فايسبوك وأعوانه..
حاولنا أن نبحث عن طريق مختصر للتحايل على الصينيين وندخل الفايسبوك، بلا جدوى..
السيدة صاحبة الشركات العالية التقنية، لم تمل – حتى لا أقول عبارة أخرى – إلى مساعدتنا على الالتفاف على ما اختارته الدولة الصينية.. فقد اختارت دولة ماوتسي تونغ أن توقف بث الفايسبوك وغوغل، ووضعت لنفسها محركات أخرى، منها «الويشات» و«الفي بي ان»، كمحركات، وتمنع بذلك سوقا من مليار ونصف مليار نسمة عن كبريات الشركات الغربية، كما تمنع عنها القدرة على التأثير في استمزاج الرأي، أو في التوجيه..
وقد وجدنا (اضطررنا)، اللهم من انتبه من قبل إلى ضرورة تحميل وسائل أخرى، إلى الانقطاع عن العالم وصوره.
خلوة فايسبوكية في الصين، مفروضة بقوة الرأسمالية..
هكذا أجد نفسي، أنا الفقير إلى رحمة لله، أنني في مفترق الطرق الناجمة عن العولمة، بأن صرت ضحية الحرب ين الغرب والصين التجارية وضحية مزاج العم سام والعم ماو.
في ذلك الحيز الضيق من الحرية الفردية تتساقط تباعا كل قوانين العولمة المفروض أنها تسهل علي التواصل مع الضفة الأطلسية…
لا بأس، كل شيء من أجل خطوات ابن بطوطة يهون… !
أمامنا كل الترسانات الكبرى من التقنيات المبتكرة، توافد الزوار في بداية الزوال ليس بالقدر الذي نتصوره، ربما لأن المحج لا بد له من برنامج رسمي لكي يحظى الزوار بالوصول إلى قبلة التكنولوجيا..
من الأشياء التي قدمت لنا المرافقة في المعرض، تلك الكبسولة الجديدة، التي اخترعتها الصين، من جراء لقاء التكنولوجيا والبيولوجيا: هي كبسولة يبلعها المريض، فتتجول في بطنه، وتنقل كل مشاهداتها (هل أنا كبسولة في بطن الصين الهائل أنقل إليكم ما رأيت؟)…
ثم تغني المريضة أو المريض عن الفيبروسكوبي التقليدية والإيكوغرافيا التقليدية.. الكبسولة يوجهها الطبيب بواسطة حذوة !
آاه نعم، حذوة من المغناطيس كما ألفناه في ألعاب الطفولة..
لا بد من صورة لتخليد التاريخ الكبسولي الجديد..
سألت مرافقتنا : هل بدأ استعماله في المستشفيات الصينية؟
أجابت، والاستغراب في عينيها، وقد تأملت سؤالي المقلوب:
طبعا،!
قلت لرفيقي وليم: لكن الغرب نفسه لم يبدأ بعد بتجريبها في مصحاته؟
كان واضحا أنني أحتكم إلى مقارنة لم تحضر في ذهن الصيني الذي زوج البيولوجيا بالتكنولوجيا في المعرض هنا..
كان هذا الشق الخاص بالبحث الالكتروني في لقائه مع الصحة البشرية…


الكاتب : n عبد الحميد جماهري

  

بتاريخ : 27/10/2018

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

جيد أن تبحث عن ملاذات في أقاصي نيوزيلندا، لكن، أن تحاول تشييد حضارة جديدة على جزر عائمة، فذاك أفضل! إنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *