غجري الليل

فِي ٱلْحَيِّز ذَاك.
لَيْلٌ آخَرأَدْرَكَنِي.
كُنْتُ جَنْبَ الْمِدْفأَة.
لَمْ أَتَثَاءَبْ كَٱلْأَمْسِ وَقَبْلَهُ
إِلاَّ قَلِيلاَ.
فِي حَيِّزي ذَاكَ لَبِثُّ أُنَاجِي
سَنَا فَوَانِيس ٱلثُّرَيَّا.
سَأَلْتُ سِهَامَ ٱلسَّنَا
وَٱلضِّيَاءْ:
مَاذَا تُخَبِّئُ لِي نُجُومُ لَيْلِ هذَا
ٱلْمَسَاءْ؟
تَبَرَّمَتْ مِنِّي بِوُجُومٍ
فَلَمْ تُجِبْنِي،
فَعُدْتُ لأَسْألهَا مِنْ جَدِيد:
خَبِّرِينِي!
وَعِنْدَمَا مَاجَتْ حَيْرَتِي،
جَاوَبَتْنِي نُيُونُ ٱلْحَانَةِ ٱلْمُصْفَرَّة
وَقَدْ خَفَّتْ رِيحُ غَيْثٍ عَابِرٍ؛
أَيُّهَا ٱلْغَجَرِيُّ ٱلْحَالِمُ!
أَيُّهَا ٱلْغَجَرِيُّ ٱلْمُتَسَكِّعُ وَحْدَكَ
فِي يَمِّ ٱلسُّؤَالاَت
تَعَاَلَ!
هَلُمَّ كَيْمَا تَرَى
يَاهَذَا التَّائِهُ
لَيْلاً
لِلتَّوِّ أَطْبَق عَلَى
ٱلآفَاقْ!
هَيَّا ثُمَّ ٱنْتَظِرْ…
فَفِي غُضُونِ سُوَيْعَات ٍ
سَيُؤثِّث لُجَيْنُ ٱلْبَدْرِ بَيْنَ
ٱلْعُشَّاقْ.
وَسَتَسْرَحُ فِي ٱلْوَجْدِ عَيْنَاك!َ
وأَنْتَ تَسْتحْضِرُشَكْلَ حُورِيَةٍ،
مِنْ هُنَا ٱعْتَادَتْ أَنْ تَمُرَّبُعَيْدَ ٱلأَصِيل
لِتَسْقيَ ذِكْرَاهَا مَجْزُوعًا
بِٱلْنَّوَى؛
وَبِدَمْعٍ سَخِيٍّ يتَلَجْلَجُ مِنْ فَيْضِ
ٱلْجَوَى؛
وَنَارِ
ٱلاِشْتِياقْ،
لأَنَّ طَيْفَها ظَلَّ عُنْوَانَ
سِرٍّ
يَتَسَلَّلُ إِلَى ٱلْحَشَا
بِلاَ ٱسْتِئْذَان؛
وَرَسْمَهَا صَبَابَة
كَحَرِّ ٱللَّظَى،
لَظَى ٱلْجَمْرِٱلْمُتَّقِدِ
أَبَداً
لَمْ يفْتُرْ..
لَمْ يَفْتُرْرَغْم انْصِرَامِ
أَزْمَانْ..
فَجُرْحَ ٱلذِّكْرَی
مَرِيرٌ،
مَرِيرٌ،
لَمْ يَنْدَمِلْ أَبَداً
وَلَمْ يُضَمِّدْهُ بَعْدُ
بَلْسَم ٌ،
وَلَمْ تَطْوِهِ إِلَى ٱلآنِ
رَحْمَة،
أَوْ نِعْمَةُ
ٱلنِّسْيَانْ…


الكاتب : ناصرالسوسي

  

بتاريخ : 21/02/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *