فلاحون يطالبون بحمايتهم من تجار مدخلات الإنتاج الفلاحية المزورة :مختبر «OCP» المتنقل لتحليل التربة يحط الرحال بحوض اللكوس

 

اشتكى فلاحون من إشكالية القطاع غير المهيكل في مجال توزيع مدخلات الإنتاج الفلاحية، من أدوية ومخصبات، ووقوعهم ضحية شراء منتجات مزورة عرضت فلاحتهم وصحتهم للخطر. وطالب فلاحون، شاركوا في الملتقى الذي ينظمه المجمع الشريف للفوسفاط بمنطقة “زوادة” بالعرائش في إطار برنامجه الجديد لدعم الفلاحة “المثمر لخدمات القرب”، بحمايتهم من تجار هذه المواد المزورة التي تسببت في خسائر وآثار سلبية على الفلاحة.
وفي ردهم على شكاوى الفلاحين من المنتجات المزورة أشار خبراء شاركوا في الملتقى إلى أن على الفلاح تغيير مقاربته للسوق، واللجوء إلى الموزعين المعتمدين بدل الوقوع ضحية القطاع غير المهيكل. وقال مهندس زراعي في هذا الصدد “يجب على الفلاح تفادي سلوك البحث عن (الهوتة)، أي فرصة شراء مادة معنية بنصف ثمنها أو أقل. لأنه حتما سيشتري منتوجا غير صالح. كما أن شراء المواد من التجار المعتمدين يوفر للفلاح عدة الضمانات كالفاتورة، وأدلة حول مصدر المنتوج”، مضيفا “يجب على الفلاح أن يكف عن عتماد لون غلاف تعبئة المنتوج كعلامة للجودة. فبدل شراء المنتوج الأحمر أو الأصفر، على الفلاح أن يتوجه إلى خدمات الاستشارة الموضوعة رهن إشارته، سواء من طرف مصالح الوزارة الوصية أو من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر آلية المثمر لخدمات القرب أو شبكة موزعيه المعتمدين”.
وفي هذا السياق أوضحت فتيحة الشرادي، نائبة رئيس OCP المكلفة بالتطوير الفلاحي، قائلة “في مجال نشاطنا المتعلق بتوزيع الأسمدة، نسعى إلى تغطية جميع مناطق المغرب من خلال شبكة من الموزعين المعتمدين، الذين نتعاقد معهم في إطار شراكة تهدف بالأساس مواكبة الفلاح وتأطيره وتوفير المشورة والمعلومة المناسبة من أجل استعمال عقلاني وناجع للأسمدة. ونقوم بتكوين وتأهيل شركائنا الموزعين على هذا الأساس”. غير أن حلقة الوصل بين هؤلاء الموزعين المعتمدين والفلاح المستهلك النهائي غالبا ما تتم عبر شبكة من الوسطاء وتجار التقسيط من درجات مختلفة، خصوصا وأن السوق المغربية سوق مفتوحة وحرة. لذلك لجأ المكتب الشريف للفوسفاط إلى العديد من آليات المواكبة والتواصل والإرشاد الفلاحي، أهمها آلية “المثمر لخدمات القرب”.
وتضيف الشرادي “تهدف هذه الآلية إلى توفير خدمات قرب للفلاح على مدار السنة. وحاليا لدينا 40 مهندسا مقيمين في مختلف جهات المغرب، وضعناهم رهن إشارة الفلاحين من أجل تقديم الدعم التقني والمشورة. كما وضعنا رهن إشارة الفلاحين مختبرات تحليل التربة لتحديد حاجياتهم بدقة. بالإضافة إلى وحدات ذكية لإنتاج الأسمدة لدى الموزعين المعتمدين. فما على الفلاح إلا أن يأخذ عينة من التربة إلى مهندسي OCP، ليحصل على تحليل تربته وتقييم حاجياته الخاصة، وأن يتوجه بنتيجة التحليل إلى الموزع المعتمد ليحصل على طلبيته”.
وتقول الشرادي “لا ندعي أننا اليوم نغطي سائر أقاليم المغرب، ولكننا تتوسع كل عام. في 2018 كان لدينا 35 مهندسا، اليوم أصبحوا 40 مهندسا موضوعين على مدار السنة رهن إشارة الفلاح. والهدف طبعا تغطية سائر التراب الوطني”. ويقوم هؤلاء المهندسون في مناطق نشاطهم بإقامة منصات تطبيقية في الضيعات، وزيارات ميدانية للفلاحين، وتنظيم ورشات إخبارية وتكوينية.
بالإضافة إلى ذلك يقوم برنامج “المثمر لخدمات القرب” بجولات عبر التراب المغربي. وفي كل محطة، كالتي تقام حاليا في العرائش، يستقدم البرنامج مختبرا متنقلا لتحليل التربة، ووحدة ذكية متنقلة لإنتاج الأسمدة، وتقنيين وخبراء ومهندسين للقاء فلاحي المنطقة والإجابة على أسئلتهم وطلباتهم.
ويقول حسن رفيق، المهندس الزراعي المسؤول عن برنامج المثمر، “نستهدف بالأساس الفلاح الصغير والمتوسط، نظرا لحاجته الملحة في مجال المواكبة والتأطير”. ويسعى البرنامج ليس فقط إلى توفير المشورة التقنية، ولكن أيضا إلى التأثير على نظرة الفلاح لنشاطه والارتقاء بها إلى نظرة اقتصادية متعددة الأبعاد، من حيث اتخاذ قرار الاستثمار واختيار المنتجات وتقدير المردودية والتكاليف بمقاربات علمية.


الكاتب : مواسي لحسن

  

بتاريخ : 07/02/2019