في افتتاح ندوة «التجليات الثقافية الأمازيغية في الإبداع والفنون بالمغرب» .. الأعرج: الأمازيغية تحتاج إلى حركة مكثفة من البحث والإنتاج الأدبي والفكري

بوكوس: على الباحثين إنجاز أبحاث وتحقيقات
مع منتجي التعبيرات الثقافية

 

قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بالنيابة، إن الأمازيغية باعتبارها رافدا من الروافد الأساسية للهوية المغربية، تحتاج إلى حركة مكثفة من البحث والإنتاج الأدبي والفكري، وجاء هذا في كلمة له بمناسبة افتتاح فعاليات ندوة علمية حول «التجليات الثقافية الأمازيغية في الإبداع والفنون بالمغرب»، التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، يوم الخميس 7 دجنبر 2017 .
وأضاف الأعرج، أن أهمية هذا اللقاء يكمن في غنى تَفَرُّع الموضوع، من خلال البرنامج، إلى محاور تقارب الآداب والفنون من سينما ومعمار وشعر ورواية وتراث ومسرح وتصوير، ومن خلال خبرة وتخصص المتدخلين وأرصدتهم المتميزة في البحث والإبداع، وهو ما سيجعل هذا اللقاء فضاء لغنى الأفكار وجودة المضامين. كما تكمن أهميته في انخراط مؤسسات الدولة والمثقفين والمجتمع المدني في المجهود الجماعي الرامي إلى صيانة مختلف تجليات الثقافة الوطنية وإدماجها ضمن شروط المواطنة والكرامة والتحديث.
وفي هذا السياق أوضح الوزير أن وزارة الثقافة والاتصال انخرطت في هذه الآفاق، وارتبطت مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في اتفاقيات شراكة مبكرة ولم تدخر جهدا في مرافقة هذا الانشغال الوطني باتخاذ مختلف التدابير الرامية إلى إدماج الأمازيغية في مختلف أوجه اشتغالها. وقد عرف هذا التعاطي مزيدا من العمق في إطار تنفيذ مقتضيات الدستور. فقد تدارس البرلمان، قبيل إنهاء دورته التشريعية الماضية القانونين التنظيميين المتعلقين بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وبتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، على أن تستأنف هذه الدراسة قريبا. بالموازاة مع ذلك، تتواصل التدابير الكفيلة بتوفير ظروف إدراج الأمازيغية في مجالات الحياة العامة.
وذكر الأعرج في هذا الإطار، ما تم في الشهور القليلة الماضية من الشروع في تدريس الأمازيغية في بعض المعاهد العليا، ومنها معهدين تابعين لقطاع الثقافة هما المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. كما تتخذ تدابير إحداث جائزة خاصة بالأمازيغية ضمن جائزة المغرب للكتاب وفقا للإعلان عن ذلك بحضور رئيس الحكومة بمناسبة تسليم جائزة المغرب للكتاب لهذه السنة لأن الأمازيغية تحتاج فعلا إلى معاملة تفضيلية لكون تنافسها مع اللغات الأخرى للجائزة ذات التراكم الطويل، ليس عادلا في هذه المراحل التأسيسية. فضلا عن ذلك، هناك تدابير أخرى لا تقل أهمية كإحداث بوابة إلكترونية للوزارة بالنسخة الأمازيغية تم افتتاحها بحضور رئيس الحكومة ضمن احتفالية انطلاق السنة الثقافية في 12 أكتوبر المنصرم، وتدابير تفصيلية أخرى لا يتسع المجال لذكرها ضمن هذه الكلمات الافتتاحية، تتعلق بمنجزات أخرى في المهرجانات والتظاهرات الثقافية ودعم المجالات الثقافية والفنية وإبراز الأمازيغية في المنشورات والإعلانات والحوامل وغيرها، وهو ما سيتواصل بكثير من العمق والإحاطة عند صدور النصوص التنظيمية التي ستعزز التفعيل الواسع للدينامية الحقيقية التي عرفتها الأمازيغية منذ الخطاب الملكي السامي بأجدير.
وشدد الوزير على أن الذي يعطي مضمونا للنصوص والقوانين هو عملنا وإرادتنا، لذلك لا بد، إلى جانب عمل المؤسسات، من عمل الأفراد من كتاب ومبدعين وهيئات لتعزيز رصيد الأمازيغية في مختلف أصناف المعرفة. ولا شك أن هذا اللقاء يستحضر هذه الاعتبارات، مما سيعطي لما سيترتب عنه من خلاصات ومن متابعة توثيقية، بالغ الأهمية في تعزيز ما أسلفنا الحديث عنه من ضرورة تكثيف الأبحاث وبناء التراكمات المعرفية. لكل ذلك، أتقدم إلى الساهرين على تنظيمه بأطيب عبارات الشكر والتقدير، وإلى المتدخلين فيه بموفور الاعتبار، وإلى كل الحاضرات والحاضرين بخالص التقدير الامتنان.
من جهته، قال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس إن هذه الندوة تهدف الى الوقوف عند مسألة التأثيرات الثقافية للغة الأمازيغية على الإنتاج الثقافي الأدبي العربي، سواء منه بالدارجة المغربية أو اللغة العربية الفصحى.
وشدد على أن هذا الموضوع يحيل على بعض القضايا النظرية وقضايا أخرى ذات صبغة منهاجية، مشيرا بخصوص الأولى إلى أنه يمكن أن يقارب من وجهة نظر سوسيولوجية، وخاصة السوسيولوجيا النقدية لبيير بورديو الذي يوضح بشكل جلي أن العلاقات بين الثقافات وبين اللغات هي علاقات تلاقح وأخذ وعطاء ولكن أيضا علاقة تنافس وهيمنة.
وعلى المستوى المنهاجي، اعتبر بوكوس أنه يتوجب على الباحث إنجاز أبحاث وتحقيقات ميدانية للوقوف على مجريات الأمور مع منتجي التعبيرات الثقافية، خصوصا ما يهم أوضاعهم الاجتماعية.
وتضمن برنامج الندوة، التي تواصلت أشغالها لمدة يومين، أربع جلسات حول «خطوط التماس في الثقافة المغربية»، و»الأمازيغية والسينما: أفق الجمالية والبعد الرمزي»، و»جدل الكتابة والهوية: حفريات نصية»، و»الموروث الأمازيغي مرجع للمسرح المغربي»، و»تأملات حول الثقافة الأمازيغية».


أخبار مرتبطة

ينظم المعهد الفرنسي بفاس، يوم 26 أبريل، لقاء أدبيا مع الكاتب جيلبيرت سينوي، حول إصداره الأخير «رائدات وبطلات تاريخ المغرب».

هيا اغتسل أو تيمم وصل واقفا على الطفل الشهيد الملثم ما قال آه ساعة الذبح أو راح هاربا بجرحه يتألم

لنبدأ بلون الغلاف والعنوان، وبعد ذلك نحاور العمل، الذي سمى نفسه نصوصا نثرية، للفنان والشاعر والروائي المصطفى غزلاني. كما يبدو،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *