في الجلسة الافتتاحية للحوار الأطلسي بمراكش: خبراء يدعون إلى تعزيز النمو الاقتصادي بإفريقيا لمواجهة تحديات الإرهاب والهجرة

انطلقت، أمس بمراكش، أشغال منتدى الحوارات الأطلسية الذي ينظمه مركز الدراسات للمجمع الشريف للفوسفاط ، وطغت على نقاشات الخبراء المشاركين من إفريقيا وأوروبا وأمريكا، في الجلسة الافتتاحية، إشكاليات النمو الاقتصادي في دول القارة الإفريقية والتحديات التي تطرحها قضايا الهجرة والإرهاب على مستوى تطورها الاقتصادي والتنموي.
ودعا المتدخلون في معرض تقديمهم للتقرير السنوي لمركز الدراسات OCP حول «تحديات إفريقيا الأطلسية» إلى ضرورة الاندماج الاقتصادي في أفريقيا، عبر إعطاء الأولوية لتقليص التفاوتات المجالية والجهوية ، مبرزين أهمية دعم الاستهلاك الداخلي والطلب العمومي على البنيات التحتية، وأفاد هؤلاء أن الاندماج الاقتصادي يشكل عتبة رئيسية لضمان التماسك الاجتماعي وتقليص الهوة التنموية بين جهات القارة السمراء.
وانتقد المحاضرون النموذج التنموي الاندماجي الإفريقي معتبرين أن هناك العديد من النقائص التي تعتريه والمرتبطة بتفاوت وتيرة النمو بين شمال ووسط وجنوب القارة، مؤكدين أنه باستثناء شمال وجنوب القارة فإن عددا من المناطق تعاني بطئا على هذا الصعيد نتيجة غياب الانسجام السياسي والسياسات النقدية، بفعل عوامل مؤسساتية واضطراب الاستقرار السياسي وغياب الحكامة، كما خلص المتدخلون إلى أن هناك عقبات بنيوية وهيكلية تحول دون تدفق وانتقال رؤوس الأموال المنتجة، ما يؤدي إلى تراجع النمو في هذه المناطق. وشدد هؤلاء، على ضرورة التقارب الاقتصادي وتجاوز الإخفاقات المشار إليها بالعديد من المناطق، من خلال دعم الإطار المؤسساتي، وتعزيز القطاع الماكرو اقتصادي والشغل من أجل بلوغ النمو المستدام المندمج. واعتبر المتدخلون أن الصحوة الأخيرة التي تشهدها عدد من الدول خلال الـ 15 سنة الأخيرة تحفز على الاندماج الاقتصادي وتوحيد السياسات الاقتصادية والنقدية بشكل عام.
وطرح المشاركون إشكالية تأثير الحركات الإرهابية على وتيرة النمو الاقتصادي بدول القارة السمراء و إشكاليات عودة المقاتلين في الحركات الإرهابية من بؤر التوتر إلى بلدانهم الأصلية وما يطرحه ذلك من مخاوف على الاستقرار السياسي الذي يعد ضمانة أساسية للنمو الاقتصادي بهذه الدول .
وحول هذه الانشغالات أكد عبد الحق باسو، المسؤول السابق بالإدارة العامة للأمن الوطني بالمغرب وكبير المستشارين بمركز الدراسات لمجموعة OCP، أن عودة المقاتلين ليست أمرا مؤكدا في الوقت الراهن لأن التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط مازالت قائمة وكلما احتفلنا بنهاية داعش بمنطقة ما، كلما ظهرت داعش في مناطق أخرى وبالتالي فمسألة العودة قد تأخذ وقتا طويلا أكثر من المتوقع.
واعتبر باسو أن القارة الإفريقية بمقدورها تجاوز مشكلة عودة إرهابيي تنظيم داعش وجبهة فتح الشام من الشرق الأوسط، من خلال اعتماد سياسة تعاون قارية وإقليمية بين دول القارة السمراء. و أفاد الخبير الأمني أن التعاون الأمني والاقتصادي الإقليمي والقاري بين الدول يمكن أن يشكل مفتاحا لمعالجة والتعامل مع إشكالية عودة هؤلاء المقاتلين الإرهابيين. وشدد باسو على ضرورة أن تقدم الدول الإفريقية على تعزيز آليات التعاون الأمني بالتوازي مع تعزيز آليات التعاون الاقتصادي، ومحاولة رصد العوامل التي دفعت هؤلاء العائدين إلى الهجرة صوب بؤر التوتر والانتماء والمشاركة في هذه التنظيمات الإرهابية.


الكاتب : مراكش : عماد عادل

  

بتاريخ : 14/12/2017