في تقديم كتاب «حي الحبوس في الدار البيضاء» ولأول مرة الإعلان عن إطلاق جائزة «كتاب السنة» بجهة الدار البيضاء

وصف مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء – سطات خلال تقديم كتاب «حي الحبوس في الدار البيضاء ، أو المدينة العتيقة الجديدة في الحاضرة الاقتصادية» لمؤلفيه جيسلين ميفر وبيرنارد ديلغادو أول أمس الخميس بمقر الجهة، أن الكتاب «إنجاز عظيم» سيساهم دون شك في التعريف بهذا الحي الجميل، باعتبار رمزي, هذا الحي وما يشكله ضمن الذاكرة الجمعية للبيضاويين والمغاربة ككل، كونه إرثا ثقافيا يختزل مهارة وعبقرية الصناع التقليديين المغاربة الذين أبدعوا هذه التحفة الفنية التي ظلت محط جذب السياح والمواطنين.
وأضاف الباكوري أن تواجد مقر الجهة بهذه المنطقة جعل المسؤولين بها ينخرطون عفويا في مشروع الحفاظ على هذا الإرث الثقافي، والذي يندرج ضمن استراتيجية عمل الجهة التي آمنت منذ بدايتها بدور المعطى الثقافي في تقدم الشعوب، وهو ما تحاول الجهة تصريفه عبر عدة مسارب لإعادة الوهج للثقافة ومنها تشجيع الحرف التقليدية الأصيلة بهذا الحي.
وفي سياق الاختيار الواعي للثقافة كبوابة للتنمية، أعلن الباكوري عن إطلاق جائزة الجهة في الادب» جائزة كتاب السنة»، بشراكة مع اتحاد الناشرين المغاربة، وهي جائزة سنوية تشمل الأدب المكتوب بالعربية والفرنسية والأمازيغية لإعطاء دينامية أكثر للفعل الثقافي بالجهة. بدوره اعتبر عبد القادر الرتناني رئيس الاتحاد المهني للناشرين المغاربة وصاحب منشورات «مفترق الطرق»، التي أصدرت الكتاب، أن هذا الكتاب يرصد المشاركة المتميزة للمهندسين المعماريين الفرنسيين إدموند بريون وأوغست كاديه، كما يسلط الضوء على مهارات الصناع التقليديين، وهو ما يجعل الكتاب نافذة ومرآة للإطلالة على تاريخ هذا الحي الفريد.
ولم يفت الرتناني التوقف عند الحدث الثاني الذي ميز هذا اللقاء وهو الاعلان عن إحداث «جائزة كتاب السنة» التي تعتبر سابقة على مستوى الجهات بالمغرب، مؤكدا أن إحداث الجائزة هو تحريض على الكتابة ومعها القراءة.
من جهتها اعتبرت جيزلين ميفري مؤلفة الكتاب وحفيدة المهندس المعماري أوغيست كاديه في كلمتها، أن الكتاب تطلب منها القيام ببحث اجتماعي وسط الساكنة بحي الحبوس للوقوف على مميزات التراث المعماري في القرن العشرين وتطور هذا الحي ومعه عادات السكان. وأضافت ميفري أن «هذا البحث التاريخي» الذي قامت به بمعية برنارد ديلغادو «يسلط الضوء على منهجية إبداعية خاصة جدا في مجال تصميم المدينة عبر كشف أسرار هذه التحفة المعمارية الحديثة، التي تشكل مدينة حقيقية داخل المدينة».
وتوقفت جيزلين ميفري عند أهم المحطات التي رافقت تصميم الحي ما بين 1918 و1956 من قبل المعماريين الفرنسيين إدموند بريون وأوغست كاديه اللذين حرصا على جعله نموذجا متفردا في الهندسة ما جعلهما يستوحيان تصميمه من الثقافة المحلية والمدن العتيقة ليصبح بعدها القلب النابض للمدينة وأحد شرايينها الحية.
وفي التفاتة دالة وعميقة، تم توزيع نسخ من الكتاب على بعض الصناع التقليديين وأمناء بعض الحرف ممن ساهموا أو ساهم آباؤهم في بناء هذا الصرح المعماري.
ويستعرض هذا الكتاب الذي يقع في 309 صفحات، بالتفصيل، أصالة هذا الصرح الحضري الرائع، أي حي الحبوس في المدينة البيضاء، مستحضرا ظروف وأسباب إنشائه مع بداية القرن العشرين، وتطوره منذ قرابة قرن من الزمن.
ويسلط هذا البحث التاريخي الضوء على منهج إبداعي خاص جدا في ما يتعلق بتصميم المدينة، ويكشف أسرار هذه التحفة الفنية المعاصرة، التي هي في حقيقة الامر مدينة في قلب مدينة».


الكاتب :  حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 31/03/2018