في خطوة غير متوقعة: المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كوهلر يقدم استقالته

الموساوي العجلاوي: الاستقالة مفاجئة .. وهذه بعض عناصر الجواب حولها ارتباطا بالملف
في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، أعلن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية هورست كوهلر عن استقالته لأسباب صحية. وفي أول تفاعل لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية، قالت بأن المملكة المغربية أخذت علما، “بأسف”، استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، السيد هورست كوهلر.
وأوضح بلاغ للوزارة أن المملكة المغربية تنوه بهورست كوهلرنظرا للجهود التي بذلها منذ تعيينه في غشت 2017، مشيدة بالثبات والاستعداد والمهنية التي تحلى بها كوهلر في تأديته لمهامه.   وجددت المملكة المغربية دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وخلص البلاغ إلى أن المملكة تظل ملتزمة بالتوصل إلى حل سياسي واقعي، براغماتي ومستدام، قائم على التوافق، وذلك في إطار مبادرة الحكم الذاتي.
وفي تصريح للموساوي العجلاوي المحلل السياسي والخبير في العلاقات المغربية العربية والافريقية والشرق الأوسط، لجريدة “الاتحاد الاشتراكي ” بخصوص هذه الاستقالة، اعتبر أن الاستقالة مفاجئة أولا، وانطلاقا من موقف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الذي يتأسس على أن المغرب يشيد بالمبعوث الشخصي للأمين العام واستقامته وإنجاز مهمته، بينما جبهة “البوليساريو” أعلنت عن حزنها لاستقالة كوهلر، وصاغت بيانا وكأن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كان يساند “البوليساريو”، في حين لحدود الآن لم تبد الجزائر وموريطانيا رأييهما في الموضوع لحد الآن.
وأوضح الموساوي أن الاستقالة مفاجئة ، لأنه إلى حدود تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره إلى مجلس الأمن يوم فاتح أبريل 2019 لم تكن واردة استقالة كوهلر بدليل أن التقرير وحتى القرار الصادر يوم 30 ابريل الماضي، يشير إلى الجولة الثالثة من اللقاءات، والسؤال الذي يطرح :ماذا جرى في شهر ماي ليعلن كوهلر استقالته لأسباب صحية؟
وأوضح الموساوي أن البحث في عناصر الجواب عن هذا السؤال، تتمثل في أن مدة ستة أشهر منهكة، لكي يقدم كوهلر تقريرا عن ملف نزاع الصحراء بل و تقديم تفاصيل تقدم الملف على مستوى الحل السياسي، وهذا ليس سهلا خصوصا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، إذن إما أن الرجل أصيب بالإنهاك أو نتيجة تعقد الملف في مستويات متعددة ونتيجة لغياب بعد إقليمي واضح، أولا باعتبار أن الظروف داخل الجزائر لا أحد يعرف ما ذا سيقع في التوتر الحاصل بين العسكر والشارع الجزائري، والغريب في الأمر لقاءات جنيف في أولها حضروزير الخارجية الجزائري المساهل، وفي اللقاء الثاني حضرأيضا وزير الخارجية الجزائري العمامرة، واللقاء الثالث قد يحضره أو لايحضره بوكادوم وزير الخارجية الجزائري الحالي والذي كان ممثل الجزائر في الأمم المتحدة.
وأشار المحلل السياسي الموساوي إلى أن موريتانيا بصدد انتخابات رئاسية في شهر يونيو، وهناك استمرارية للنظام لكن لاحظنا صمت وزير الخارجية الموريتاني ليس فقط في قضية الصحراء وحسب بل في بعض القضايا الأخرى، ليخلص الموساوي الى أن الوضع الإقليمي غير مريح الآن.
وفي ذات السياق تساءل محدثنا : ما العمل الآن بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة؟ أكيد أنه ستكون معارك قوية لإيجاد بديل لكوهلر في سياق الثلاثة المستويات، أولا تعقد الملف، ثانيا غموض الوضع الإقليمي بخصوص الجزائر وليبيا، ثالثا هل هناك استشراف لأفق الحل السياسي فقط الذي لن يكون إلا على أساس مشروع الحكم الذاتي.
وفي الأخير، أكد العجلاوي أن استقالة كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، تؤشر على منعطف جديد في نزاع الصحراء سواء كان لأسباب صحية أو غيرها.


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 24/05/2019