في ظل انخفاض غير مسبوق لدرجة الحرارة : البرد القارس يوحد مختلف جهات البلاد والمناطق الجبلية الأكثر تضررا

 

من المنتظر أن تستمر موجة البرد القارس التي يعرفها المغرب إلى غاية نهاية الأسبوع، مع احتمال تسجيل تساقطات مطرية ضعيفة ومتفرقة.
وبحسب مديرية الأرصاد الجوية فمن المتوقع استمرار درجة الحرارة في الانخفاض ، حيث ستتراوح درجات الحرارة الدنيا ما بين ناقص 6 وناقص1 درجة بالمرتفعات وبالمنطقة الشرقية، وما بين 0 و5 درجات بالسهول الشمالية، والوسطى، وبهضاب الفوسفاط، ووالماس، وبالجنوب الشرقي، وما بين 05 و11 درجة بسوس، وشمال الأقاليم الجنوبية، وبالقرب من سواحل المحيط الأطلسي، وستكون ما بين 11 و16 درجة بأقصى الجنوب مع احتمال تكون صقيع خلال الليل بالمناطق الداخلية للبلاد وأيضا بالأطلس الكبير والمتوسط، مثل سهول سايس والمناطق المجاورة.
وتشير مصالح الأرصاد الجوية إلى «أن برودة الطقس بهذا الشكل المثير مرده إلى كون المغرب يقع تحت تأثير المرتفع الآصوري، وهي منطقة الضغط المرتفع التي تشمل غرب أوروبا وشمال غرب إفريقيا»، وأوضح المتحدث باسم الأرصاد الجوية «أن الاضطرابات الجوية حاليا تمر من أقصى شمال أوروبا ولا تصل إلى المغرب والجزائر أو البرتغال أو إسبانيا».
وارتباطا بموجة البرد والجليد هذه ، أضحى سكان العديد من المناطق الجبلية يعيشون على إيقاع الخوف من تداعياتها وتأثيراتها السلبية ، سواء على السكان أو المواشي.
كما أعادت إلى الواجهة موجة البرد بجبال الأطلس مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالبنى التحتية في هذه المناطق، من بينها «انعدام» التجهيزات الأساسية، خاصة الطبية منها ببعض المراكز القروية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة، إلى جانب غلاء حطب التدفئة وعدم تمكن العديد من الأسر المعوزة من الحصول عليه.
المعطيات الواردة من بعض الأقاليم بالأطلس المتوسط والريف وجهة تادلة أزيلال وكذا سوس ماسة، تفيد بأن العديد من التجمعات السكنية النائية تشهد موجة من الصقيع وانخفاضا قياسيا في درجة الحرارة محولة بذلك ليالي الشتاء الطويلة إلى معاناة لاتنتهي مع طلوع النهار، في غياب وسائل تدفئة ناجعة ودائمة .
نفس الوضعية تعيشها جماعات تابعة للجهة الشرقية بكل من جرادة، فكيك وبوعرفة …
الحكومة وفي محاولة لمواجهة الوضع القاسي ، قررت الرفع من عدد الأقاليم المشمولة بالمخطط الوطني لمواجهة الآثار السلبية لموجة البرد من 22 إلى 27 إقليما خلال الموسم الشتوي الحالي.
ففي جواب لرئيس الحكومة عن سؤال “استراتيجية الحكومة لتأهيل ساكنة المناطق الباردة لمواجهة الظروف المناخية القاسية” بالجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب يوم الاثنين 7 يناير 2019، أوضح «أن الحكومة تواصل تنفيذ المخطط الوطني للتخفيف من آثار البرد بالمناطق الجبلية، الذي يهدف بالأساس إلى الحد من معاناة ساكنة هذه المناطق، وأنها اتخذت جملة من التدابير لتحقيق ذلك».
«وفي إطار تفعيل المخطط الوطني للتخفيف من آثار البرد، الذي يتم تحيينه عادة كل سنة»، أشار رئيس الحكومة إلى اتخاذ جملة من التدابير ضمنها « إعداد برنامج لفتح الطرق والمسالك المغلقة بسبب تهاطل الثلوج، عبر تعبئة عدد من الآليات المختصة بإزاحة الثلوج، إلى جانب إعداد برنامج لتوزيع المؤن الغذائية والأغطية على الأسر المتواجدة في الدواوير المعزولة والمناطق الأكثر تضررا».
كما شدد رئيس الحكومة على «مجموعة من التدابير الأخرى ذات الأهمية، ويتعلق الأمر بإحصاء المشردين في جميع مناطق المغرب وإيوائهم في أماكن آمنة، وإحصاء ومعرفة النساء الحوامل القاطنات بالدواوير التي يمكن أن تتعرض للعزلة، والتكفل بالمقبلات منهن على الولادة في دور الأمومة والمراكز الصحية المحدثة لهذه الغاية، وكذا توزيع حطب التدفئة على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية المعنية بموجة البرد والثلج، وتوزيع العلف المدعم على مربيي الماشية بالمناطق المعزولة».


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 10/01/2019