في لقاء مع اتحاديي العالم، الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر: المقترحات التي تقدمنا بها وعبرنا عنها حول الهجرة كان لها صدى في الخطب الملكية

 

«سعيد بلقائي بكم في هذا التقليد السنوي الذي أسسنا له في مراحل متعددة مع تنظيمات الهجرة التي كانت دائما قوة اقتراحية بالنسبة لبلدنا»، هذا ما استهل به الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، كلمته خلال لقاء، صباح أول أمس الأربعاء 7 غشت، مع ممثلي اتحاديي العالم بالمقر الحزبي بالرباط، وأضاف «إن الباحث الجامعي إذا اشتغل على أرشيف البرلمان المغربي سيجد أن أهم الاقتراحات حول قضايا الهجرة هي التي كانت للفريق الاشتراكي، ومن بين أهم هذه المقترحات التي قدمها فريقنا مقترح تمتيع أبناء المغربيات بجنسية أمهاتهم، وهي معركة كانت طويلة الأمد ودامت عدة ولايات تشريعية حتى تم التجاوب معها في العهد الجديد من طرف جلالة الملك محمد السادس». واسترسل قائلا إن «الأيام الدراسية للهجرة، والتي دأبنا على تنظيمها في السنوات الأخيرة، طرحت أهم قضايا الجالية المغربية بالهجرة، سواء في علاقتها مع الإدارة أو مع القضاء أو في قضايا الاستثمار، كما أثار الفريق الاشتراكي في السابق عدة مشاريع حول أوضاع الجالية، وجل المقترحات التي تقدمنا بها وعبرنا عنها حول الهجرة كان لها صدى في الخطب الملكية التي أوصت بالتجاوب مع أبناء الجالية».
وأضاف أن «هذا التقليد وهذا اللقاء السنوي في قضايا الهجرة تم في السنوات الأخيرة بانتظام، وهو ما لم نتمكن من تنظيمه للأسف هذه السنة. وهي محطة لتبادل الآراء حول ما تعيشونه من انشغالات في مجال الهجرة».
وفي هذا اللقاء، الذي حضره كتاب الأقاليم في إسبانيا وفرنسا، وبعض كتاب الفروع بأوروبا وأعضاء المجلس الوطني بالخارج، دعا الكاتب الأول ممثلي اتحاديي العالم إلى الأخذ بعين الاعتبار في عملهم التعقيدات التي يعرفها عالم اليوم، وهو ما يطرح تحديات كبرى وجديدة، والتي لم تكن تطرح في السابق وكذا التحول في العلاقات الدولية بين الأمس واليوم، حيث أصبحت تطغى على العالم في الوقت الحالي ظاهرة الانغلاق والشوفينية والبحث عن المصالح الآنية، «وهي موجة مست أوروبا بفعل تصاعد قوة اليمين المتطرف وكيف أصبحت الحركات الشعبوية التي تقوت سياسيا في الشمال تهدد مصالحنا».
وأكد الكاتب الأول أن بلدنا، وبكل اعتزاز، تجاوز هذه الوضعية الهشة والمقلقة التي تعيشها المنطقة والعالم، إذ أصبح المغرب اليوم دولة قوية، لها استقلالية في القرار وتأثير ووزن يتجاوز القارة الإفريقية، وكذا ما أصبحت عليه علاقات بلادنا مع بلدان الجوار، خاصة الأوروبية منها، مثل إسبانيا وفرنسا، حيث صار المغرب شريكا متميزا لها، تتعاون معه في مجالات محاربة الهجرة غير الشرعية وقضايا الإرهاب، وهي بلدان تشهد كلها أن المغرب هو المحاور الوحيد في جنوب البحر المتوسط.
وأشاد الكاتب الأول، في ذات اللقاء، بالتحولات الكبرى التي شهدها المغرب خلال 20 سنة الأخيرة، وكذا الأدوار التي لعبها الحزب من أجل تطوير هذه الديمقراطية الناشئة، وكيف دبر المغرب مختلف الأزمات الاجتماعية واحترامه للحقوق والحريات حتى في تدبيره لقضايا الإرهاب. وأردف الكاتب الأول أن المغرب يعيش بعض الصعوبات الاجتماعية مع وجود أكثر من 8 ملايين مغربي تحت عتبة الفقر، لهذا لا بد أن تخصص الجهود في السنوات المقبلة للعمل الاجتماعي والتنمية البشرية، وهو ما عبر عنه الخطاب الملكي الأخير بوضوح كبير، والذي نص كذلك على ضرورة تجديد النخب والدور الذي يمكن أن تساهم به الهجرة في هذا التجديد.
وكان عضو المكتب السياسي الأخ صلاح الدين المانوزي قد فتح هذا النقاش معبرا عن أسفه لعدم التمكن من عقد اللقاء السنوي للهجرة ودعا المشاركين إلى تقديم توصيات حول انشغالاتهم بخصوص موضوع الهجرة.
هذا وشارك في هذا النقاش حول قضايا مغاربة العالم ممثلون حزبيون من مختلف البلدان الأوروبية بحضور الكاتبة الإقليمية لإسبانيا عائشة الكرجي والكاتب الإقليمي لفرنسا شكيب بوعلو، وتم تقديم عدة توصيات إلى القيادة الحزبية تتعلق بانشغالات مغاربة العالم حول مختلف القضايا التي تمسهم.


الكاتب : الرباط: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 09/08/2019