قنوات التبليغ تعرف قصورا كبيرا .. الاعتداءات الجنسية على الأطفال تتفوق على الجسدية والأكثر تعنيفا ينحدرون من أوساط فقيرة ومفكّكة

حذّرت البروفسور سندس سليمي، الأستاذة بمصلحة طب الأطفال بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، من التداعيات العضوية والنفسية والسلوكية للعنف على الأطفال، الذي قد يؤدي بالموازاة مع الاختلالات المذكورة إلى أمراض مزمنة قد تطال المعنّفين. وأشارت الأستاذة سليمي في مداخلة لها في الموضوع بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، إلى أن 40 مليون حالة للعنف ضد الأطفال يتم تسجيلها سنويا عبر العالم، مبرزة أن دراسة سابقة تم إجراؤها على مستوى مستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، امتدت على مدى 3 سنوات مابين يناير 2012 ودجنبر 2017، والتي شملت 229 حالة، قد بيّنت أن 20 في المئة فقط من الأطفال المعنيين بالعنف تم الاحتفاظ بهم في المستشفى وحظوا بالمتابعة اللازمة، وأوضحت أن نسبة المعنّفين أكثر سُجّلت في أوساط الأطفال المنحدرين من أسر فقيرة، متبوعة بالوسط الأسري المفكّك بسبب حالات الطلاق، ثم الوسط الذي يعرف استهلاك وإدمان المخدرات بمختلف أنواعها.
وبيّنت الدراسة المذكورة أيضا، أن حالات العنف التي جرى تسجيلها كان مسرحها هو الشارع بنسبة 49 في المئة من الحالات، متبوعة بالمنزل ثم المدرسة. واحتلت الاعتداءات الجنسية المرتبة الأولى متبوعة بالاعتداءات الجسدية، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 6 و 10 سنوات، متبوعين بالأطفال ما بين 11
و 15 سنة، فالصغار ما بين 3 و 5 سنوات. ونبّهت البروفسور سليمي في عرضها، إلى الإشكالات التي تعترض التعامل مع حالات العنف عند الأطفال، التي تتوزع وتكون لها تبعات متعددة، وعلى رأسها معضلة التواصل ومسارات التبليغ عن حالات الاعتداء والعنف المطروحة على صعيد المستشفيات برمّتها، التي تعرف تباينا بين مؤسسة صحية وأخرى، لكنها تتعاظم بالنسبة للأطباء في القطاع الخاص، في ظل غياب رقم قار للاتصال به والإبلاغ عن أية حالة تم فحصها والتعامل معها في هذا الصدد. ووقفت الأستاذة سليمي عند الأنواع المختلفة للعنف، سواء منه الجسدي أو الجنسي أو البسيكولوجي، إضافة إلى الإهمال، مشددة على أن دور الطبيب لا يقف عند حدود فحص الطفل وتوجيهه لعلاج أفضل وإنما كذلك في حمايته، وذلك بتجميع المعطيات التي تمكّن من تحديد حقيقة الإصابات التي يكون الطفل عرضة لها، والتي تؤشر على عنف بسوابق وليس على حادث عرضي كما قد يتم التسويق له.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/05/2018