كريم زاهر، الخبير في علم المناعة، يكشف أنواعها ومميزات كل واحد منها

 التحاليل المخبرية للكشف عن فيروس كورونا المستجد..

السؤال العريض؟

 

خلقت الأرقام المسجلة كل يوم منذ بداية الجائحة الوبائية في بلادنا، والتي تخص الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، نقاشا واسعا، في أوساط المهنيين والمتتبعين للشأن الصحي وحتى المواطنين، الذي تم ربطه بعدد الاختبارات التي يتم القيام بها كل يوم.
وانصبت الأسئلة وعلامات الاستفهام العريضة حول العدد اليومي للحالات التي يتم الكشف عنها مخبريا، ومدى توفر مفاعلات مخبرية كافية، وعن السرّ في عدم الرفع من أعداد المستفيدين من الفحص الفيرولوجي للوصول إلى أكبر عدد محتمل للمرضى، وحتى لا يواصلوا نشر العدوى في ظل غياب أعراض مرضية لديهم، وكذا سؤال توسيع رقعة المؤسسات التي يمكنها القيام بهذه التحاليل وتدبيرها جهويا؟
أسئلة متعددة، خاصة تلك المتعلقة بأنواع التحاليل المتوفرة عالميا، والوظيفة التي يمكنها القيام به، ومدى نجاعتها، نقلتها ” الاتحاد الاشتراكي ” لكريم زاهر، الخبير في علم المناعة، الذي أجرينا معه الحوار التالي.


– ما هي التقنيات المخبرية التي يعتمد عليها المغرب في إجراء التحاليل للكشف عن الإصابة بـ ” كوفيد 19 “؟

– يعتمد المغرب على اختبار التفاعل البوليمراز المتسلسل للتنسخ العكسي، وهو أحسن اختبار موجود اليوم في العالم، إذ يمكّن من الكشف عن الفيروس، مهما كان عدده قليلا، لأن هذا الاختبار يعمل على استنساخ الحمض النووي ويقوم بالرفع من أعداده لضبطه والتأكد منه، وبالتالي يمكنه الكشف عن الفيروس حتى، وإن كان حضوره ضئيلا، لأن الأمر يتعلق باختبار دقيق وبحساسية عالية، يساعد على الكشف عن المرض حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا تبدو عليهم أية أعراض.

– هل يمكن القيام بهذا النوع من التحاليل في كافة المختبرات؟
-يجب أن يستعمل هذا الاختبار، في مختبرات مجهزة ومعتمدة، تتوفر على معدات وتقنيات عالية الجودة، وعلى موارد بشرية كفؤة ومؤهلة ومدربة على التعامل مع هذا النوع من التقنيات، لأنها ليست بالسهلة، وتحتاج إلى التمرس والتكوين، من أجل الوصول إلى نتائج دقيقة ومؤكدة لا عكسية وغير صحيحة، كما يجب على هذه الموارد البشرية التي تشتغل على هذه الاختبارات أن تحمي نفسها بكافة الوسائل الوقائية لتفادي العدوى.

– ما هي المراحل التي تقطعها العيّنة من أجل إجراء التحاليل عليها؟
– اليوم، عندما يحس المريض بأية أعرض يتوجه إلى المستشفى، وهناك تأخذ منه العينة من المسالك التنفسية العليا، عبارة عن مسحة، وذلك من الفم أو البلعوم أو الأنف، كما توجد طريقة أخرى أفضل وترفع حساسية الاختبار، وهي ” سائل غسيل الرئة LBA “.
هذه العينة، توضع في أنبوب يتواجد فيه محلول يمكّن من ضمان استمرار الفيروس على قيد الحياة، وفقا لشروط ومواصفات علمية مضبوطة، يتم توجيهها إلى المختبرات الثلاث المعتمدة من طرف الدولة، سواء تعلق الأمر بمختبر المستشفى العسكري أو معهد الرباط أو معهد باستور، دون إغفال مختبرات المستشفيات الجامعية الخاصة والعامة والعسكرية، ولا يتم توجيهها إلى أية مختبرات خاصة أخرى، احتراما للبروتوكول الذي سطرته منظمة الصحة العالمية، للحيلولة دون تفشي العدوى، وكمثال على ذلك، في حالة توجه أحد مرضى الفيروس إلى مختبر خاص، وتأكدت إصابته بالداء، فهذا يعني ضرورة إغلاق هذا المختبر حفاظا على صحة وسلامة الغير، وهو ما سينعكس سلبا على المختبر المذكور من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.

– كيف يتم الكشف عن الفيروس داخل العينة؟
– يستند اكتشاف فيروس كورونا المستجد، على الكشف عن المتواليات الجينية الفريدة للحمض النووي للفيروس، بواسطة اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل ذي التنسخ العكسي، في الوقت الفعلي، مع التأكد بواسطة المتواليات الجينية للحمض عند اللزوم، وكذلك للاطلاع على مزيد من المعلومات.
 
– هل هناك أية اختبارات أخرى يمكنها أن تساهم في الكشف عن فيروس ” كوفيد 19 ” ؟
-بالفعل هناك اختبار آخر مباشر، يمكن القيام به للبحث عن الفيروس، وذلك بالبحث عن الجسم المضاد الناتج عن الفيروس ومكوناته Antigéne، إذ عندما نأخذ العينة من المسالك التنفسية العليا، نبحث عن الجسم المضاد فنجده إيجابيا، وهذا يعني وجود الفيروس، وفائدة هذا الاختبار تكمن في بساطة القيام به لأنه لا يحتاج إلى معدات وتقنيات كبيرة، وهو اختبار سريع يمكن من أن يعطينا النتيجة في ظرف ما بين 10 و 15 دقيقة. هذا الاختبار، يمكن أن يساعدنا في الرفع من أعداد المستفيدين منه والكشف عند أكبر عدد ممكن من الأشخاص عن الفيروس، علما بأننا يمكن أن نقوم بمجموعة من الاختبارات في وقت واحد.
لكن المشكل المرتبط بهذا الاختبار الذي يقوم على البحث عن الجسم المضاد، يكمن في أن هناك 3 شركات على أقصى تقدير، هي التي تنتجه عبر العالم، وتتوفر على طلبيات كبيرة جدا من دول متعددة عبر العالم، مما يصعّب من عملية الحصول على ” عدّة الاختبارات “، كما أنه لحدّ الساعة لا توجد معلومات على أن لديه حساسية عالية، وقد استفسرنا بعض المسؤولين الكبار في كوريا الجنوبية، في فاتح أبريل 2020، ولم نجد أن مستشفى واحدا، استعمل هذا الاختبار السريع للبحث عن الجسم المضاد نظرا لأن حساسيته قليلة.
إلى جانب ما سبق، هناك اختبار آخر غير مباشر، يعمل على البحث عن مضادات الأجسام Anticorps في العينة المأخوذة من الدم، وإذا تم العثور عليها من نوع IGM ، فهذا يعني أن المعني بالأمر في مرحلة تطور المرض، أما إذا تم العثور على مضادات الأجسام من نوع IGG فهذا يعني أن الشخص قد أصيب بالمرض وتجاوزه بعد أن كوّن جسمه مناعة ضد الفيروس، وأحيانا يتم العثور على النوعين معا، وهو ما يؤكد أن المعني بالأمر في مرحلة المرض، إما في الأسبوع الثاني أو الثالث، وقد لا يتم العثور على أي منهما، وهو ما يفيد بأن الشخص غير مصاب بالفيروس بنسبة تصل إلى 95 في المئة، خاصة إذا ما لم تكن لديه أعراض مرضية لها صلة بالداء. لهذا نقترح على هذه المختبرات التي تعتمد اختبارات  RP-PCR، الاستعانة بهذا الاختبار المصلي، خصوصا عند الحالات السلبية لمعرفة الأشخاص الذين مرّوا بالمرض واكتسبوا مناعة ضده، كما ننبّه المختبرات إلى ضرورة البحث عن اختبار مصلي يطابق مواصفات الجودة والحساسية العالية، خصوصا أن بعض الأخبار والمعطيات تشير إلى وجود اختبارات مصلية رديئة، مما دفع حكومة السويد، على سبيل المثال، إلى إعادة النظر في التسجيلات التي تخص الاختبارات المصلية  في وزارة الصحة.

– كلمة أخيرة؟
– يجب التنويه بكفاءات أطر وزارة الداخلية والصحة وقواتنا المسلحة الملكية، والأمن والدرك الملكي،  الذين هم فخر للمغرب وللمغاربة، وحماة للوطن، كل من موقعه، لا يدخرون جهدا ويشتغلون بدون كلل أو ملل للقيام بواجبهم الوطني على أكمل وجه. بالمقابل أوجه رسالة إلى عموم المواطنين بضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية والانضباط التام لتعليمات السلطات العمومية فيما يخص إجراءات الطوارئ الصحية والبقاء في المنازل، خاصة في هذه الظرفية، من أجل حماية النفس والوطن.


الكاتب : حاوره: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/04/2020

أخبار مرتبطة

كشف مرصد العمل الحكومي عن فشل الحكومة في محاربة الفساد والاحتكار، وعدم العمل على الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية على

  تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني الوطن»، تم زوال يوم الاثنين 22 أبريل 2024 ، افتتاح أشغال المؤتمر 21  ل»اتحاد المعلمين

يعود ملف ممتلكات الدارالبيضاء ليطفو من جديد على سطح الأحداث، خاصة وأن المدينة تتهيأ لاستقبال حدثين مهمين على المستوى القاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *