لا تستسلمي

بنيدتي شاعر وروائي وباحث رأى النور عام 1920 بمسقط رأسه Paso de los toros بالأروغواي. ترأس المجلة الأدبية Marginala ثم انتقل إلى هيئة التحرير لجريدة LA Marcha حائز على عدة جوائز هامة أشهرها قلادة تلقاها من يد هوغو شافيز الزعيم الفلينزويلي الراحل.
ستشكل سنة 1950مرحلة مفصلية بعد الانقلاب الذي عرفته بلاده، حيث سيختار المنفى متجها إلى العاصمة الأرجنتينية بسبب مساندته الثورة الكوبية.
من أعماله الكثيرة المتنوعة نثرا وشعرا بعض العناوين في الشعر :
La vispera indeleble ،Testigo de un mismo
أما في النثر روايته الشهيرة La tregua . توفي إثر إصابته بالربو ووري جثمانه في جنازة مهيبة بالأوروغواي في17 ماي 2009 .هنا قصيدة تترجم أسلوبه في الكتابة الشعرية الحديثة وقد تغنى بإحدى قصائده جوان مانويل سيرات.

لا تستسلمي ، مازال أمامك متاح من الوقت كي تكملي وتبدئي من جديد، تقبلي
ظلالك، افني مخاوفك، حرري أوزارك، أعيدي التحليق.
لا تستسلمي فما الحياة إلا هاته، واصلي السفر،لاحقي أحلامك ،أفسحي
الوقت ،حركي الحطام ، وعري السماء.
لا تستسلمي ، رجاء لا تتخلي ، بالرغم من أن البرد
يلسع ،
بالرغم من أن الخوف يعض
بالرغم من أن الشمس تختبئ والريح تهوي.
مازالت ثمة نار في مهجتك،
مازالت ثمة حياة في أحلامك ، لأن الحياة لك و لك أيضا الرغبة
لأنك أحببتها ولأني أحبك.
لأن النبيذ والحب موجودان، أكيد ،لأن ليست ثمة جروحا
لا يداويها الزمن ،
افتحي الباب وانزعي الأقفال ،غادري الأسوار
التي كانت تحميك .
عيشي الحياة و اقبلي التحدي،استرجعي البسمة، حاولي الغناء،
اخفظي الرقابة
سرحي ذراعيك ،اطلقي جناحيك وحاولي من جديد ،
احتفي بالحياة، استعيدي السموات
لا تستسلمي ،رجاء، لا تتخلي بالرغم من أن البرد يلسع،
بالرغم من أن
الخوف يعض
بالرغم من أن الشمس تطلع و الريح تهوي
مازالت ثمة نار في مهجتك، مازالت ثمة حياة في أحلامك،
لأن كل يوم
هو بداية ،
لأن هذا هو الأوان ، والأوان الأفضل
لأنك لست وحدك ، لأني أحبك .


الكاتب : شعر:ماريو بنيدتي / ترجمة :محمد العربي هروشي

  

بتاريخ : 21/05/2019