للاحتجاج أمام مقر عمالة الإقليم : مسيرة لساكنة «تاعبيت» بخنيفرة تقتحم جماعة ترابية وتخترق طوقا أمنيا

بعد نفاد صبرهم حيال كثرة الوعود العقيمة، خرج حشد غفير من سكان “تاعبيت” بخنيفرة، في مسيرة غير مسبوقة، يوم الأربعاء 12 يونيو 2017، في اتجاه مقر جماعة موحى وحمو الزياني للتنديد بالتجاهل والتسويف، حيث وصل بهم غضبهم إلى درجة اقتحام مقر الجماعة والاحتجاج بساحتها بشكل أربك الجميع، وفي غياب أي محاور، قرر المتظاهرون التوجه إلى مقر عمالة الإقليم من أجل إثارة انتباه السلطات الإقليمية مجددا إلى معاناتهم التي يتخطبون فيها جراء انعدام الماء الشروب وشبكة الصرف الصحي وأوضاع مأساوية أخرى، علما بأن “تاعبيت” تشهد نموا سكانيا متسارعا، وتُعرف باعتمادها على الفلاحة وتربية المواشي وإنتاج الحليب.

واللافت أن هذا الدوار أو الحي يعد الأقرب إلى المجال الحضري، والأقدم من حيث تاريخ التجمعات المحيطة به، حيث لايزال سكانه يعانون من العطش ويقضون حاجته في الحفر والخلاء، أو يقومون بوضع فضلاتهم في أكياس بلاستيكية والرمي بها، في مشاهد يخجل المرء من وصفها ومن مضاعفاتها على الصحَّة العامّة والتقاليد المحلية المحافظة.
وقد حاول عدد من عناصر الأمن والقوات المساعدة محاصرة المسيرة دون جدوى، إذ تمكن المتظاهرون من اختراق الطوق الأمني والركض الجماعي باتجاه عمالة الإقليم، رغم قساوة الشمس والحرارة المفرطة لدرجة أسقطت مواطنة ومواطنا من المشاركين، وأمام مقر العمالة حيث “ممنوع الاحتجاج”، رفع المتظاهرون لافتات تندد بواقعهم المأساوي، وبمظاهر التهميش ، في حين لم تتوقف حناجرهم عن ترديد مجموعة من الشعارات والهتافات الغاضبة، مطالبين فيها كافة المسؤولين بالتدخل السريع والعاجل لأجل وضع حد لمشاكلهم ومعاناتهم اليومية مع العطش والقذارة والتهميش، قبل مطالبتهم من طرف مسؤولي العمالة بتشكيل ممثلين عنهم لطاولة الحوار، حيث تم وعدهم بأخذ قضيتهم بعين الاعتبار والسهر على دراستها مع مختلف الجهات المعنية.
وسبق لسكان دوار “تاعبيت” بخنيفرة، تنظيم سلسلة من الاحتجاجات التي يتم “تبريدها” بالوعود والتسويفات، رغم علم الجميع بمعاناة الساكنة مع انعدام أبسط الحاجيات والبنى التحتية التي تظل من الشروط والحقوق الاجتماعية والإنسانية الصرفة، وقد وقفت “الاتحاد الاشتراكي” على محنة السكان مع العطش والحلول الترقيعية الممنهجة، ومع فداحة وبشاعة انعدام شبكة الصرف الصحي (الواد الحار)، ومن خلال المسيرة الاحتجاجية، عبر المحتجون ل “الاتحاد الاشتراكي” عن معاناتهم مع مشكل ضعف تغطية شبكة الاتصالات، وصعوبة ربط اتصالاتهم الهاتفية أو استعمال الشبكة العنكبوتية التي تعتبر وسيلة تواصلية يصعب الاستغناء عنها في العصر الحاضر، كما أشاروا، بكثير من الألم والسخط، إلى وضعية مركز صحي كان قد تم إحداثه بالقرب من الدوار وظل شبه بناية مهجورة من دون موارد بشرية ولا أدوية ولا تجهيزات ضرورية.
ومن جهة أخرى، لم يفت بعض سكان “تاعبيت” الإشارة، في تصريحات ل “الاتحاد الاشتراكي”، إلى تردي المسلك المؤدي لقلب تجمعهم السكني، حيث سبق لهم أن استبشروا خيرا لعملية تعبيده باعتباره منفذا لحياتهم المعزولة، إلا أن الجميع اصطدم بمظاهر الغش الذي طبعها بعد تعرضها للتلف، كما تناول السكان في تصريحاتهم مشكل انعدام وجود مدرسة ابتدائية قريبة منهم قد تقي تلامذتهم شر المسافات الطويلة باتجاه مدارس بعيدة عنهم، بالأحرى في ظروف الشتاء والبرد القارس.
وقد سبق لسكان “تاعبيت”، حسب مصادر “الاتحاد الاشتراكي”، أن هددوا بمقاطعة عملية الإحصاء العام لإرغام السلطات على ترجمة مطالبهم دون جدوى، كما سبق لهم أن هددوا بمقاطعة الانتخابات في حال تمادي الجهات المسؤولة في خطاب التسويف والوعود المهزوزة، و يعلنون في كل مرة عن مواصلتهم لمعاركهم الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 17/07/2017

أخبار مرتبطة

خبراء يسلّطون الضوء في الأسبوع العالمي للتلقيح على أهمية اللقاحات في مواجهة الأمراض الفتّاكة   أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف

شكلت نتائج محطة انتخابات 2021 على مستوى جماعة كرامة بإقليم ميدلت، لحظة مفصلية للقطع مع زمن حضرت فيه الانتكاسات المتعددة

وجد العديد من أبناء مدينة عين بني مطهر بإقليم جرادة نفسهم في حيرة من أمرهم بعد وقف الدعم المالي المباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *