ماذا بعد مقتل أبو بكر البغدادي؟

وكالات

نشرت مجلة «ذي نيويركر» تقريرا للصحافية روبن رايت، تقول فيه إن الزعيم المنطوي على نفسه أبا بكر البغدادي، قتل في عملية جريئة ليلية قامت بها قوات خاصة أمريكية في شمال غرب سوريا، بحسب ما أعلن الرئيس ترامب في خطاب له للأمة صباح الأحد.
ويشير التقرير إلى أنه بعد خمس سنوات من إنتاج الإرهاب، الذي وصل إلى أقاصي الأرض، حوصر زعيم تنظيم الدولة، وكان «يبكي ويصرخ» في نفق لا مخرج منه، ومعه ثلاثة أطفال، بحسب ما قال ترامب، الذي أضاف: «لقد حاول السفاح جاهدا أن يرهب الآخرين فقضى آخر لحظاته في حالة من الذعر المطلق».
وتلفت رايت إلى أن البغدادي، البالغ من العمر 48 عاما، قام بتفجير حزامه الناسف لدى اقتراب القوات الأمريكية، وانهار النفق، ومات البغدادي وأطفاله الثلاثة، وقال ترامب: «إنه مات مثل الكلب.. مات مثل الجبان، وأصبح العالم مكانا أكثر أمنا».
وتفيد المجلة بأن فريقا عسكريا معه عينة من الحمض النووي للبغدادي، قام بالبحث تحت الأنقاض، وقارن أجزاء من جسده بالعينة خلال دقائق، وقال الرئيس إنه هو، وأشار إلى أن عددا من مقاتلي تنظيم الدولة واثنتين من زوجاته ماتوا خلال الهجوم، فيما تم اعتقال أعضاء آخرين من تنظيم الدولة، ولم يقتل أي جنود أمريكيين، بحسب ما قال ترامب.
وينوه التقرير إلى أن الإصابة الوحيدة في الجانب الأمريكي كانت لكلب مدرب مع القوات الخاصة، لافتا إلى أن الفريق الأمريكي أستطاع الحصول على معلومات حساسة، بما في ذلك خطط لعمليات مستقبلية للتنظيم.
وتقول الكاتبة إن الهجوم، الذي استمر ساعتين، كان على مستوى عال من الفعالية، حيث لم تكن هناك حاجة لأن تستخدم القوات الأمريكية التي حضرت على متن ثماني مروحيات، الروبوت الذي تم إحضاره ليفتح لهم الطريق في حالة وجود متفجرات، وقال ترامب إنهم «أنهوا مهمتهم بشكل جيد، وكان الهجوم خاليا من العيوب».
وتذكر المجلة أن الرئيس شاهد المهمة تتكشف منذ البداية بعد الخامسة مساء بقليل بتوقيت واشنطن، من غرفة الأزمات، بعد لعب الغولف ظهر ذلك اليوم، وقال ترامب إن التكنولوجيا كانت متقدمة جدا حيث كان الأمر وكأنه مشاهدة فيلم.
ويورد التقرير نقلا عن خبراء، قولهم إن الهجوم على البغدادي كان تقدما كبيرا في الحملة التي دامت عقودا ضد التطرف الجهادي على مستوى العالم.
وتنقل رايت عن المبعوث الرئاسي السابق للتحالف ضد تنظيم الدولة بريت ماكغيرك، قوله: «لقد كانت ضربة مهمة ضد تنظيم الدولة، وفخرا لقواتنا الخاصة التي كانت تتعقبه واقتربت مرات من القبض عليه على مدى الخمس سنوات الماضية.. البغدادي مهم لأنه أعلن نفسه خليفة.. وحشد عشرات الآلاف من المتطرفين من أنحاء العالم، وسيكون من الصعب إيجاد بديل».
وتشير المجلة إلى أن البغدادي كان منذ عام 2014، هو الإرهابي المطلوب رقم 1 الذي وضعت أمريكا ثمنا لرأسه 25 مليون دولار، وفي 2017 ادعت روسيا خطأ أنها قتلته في غارة جوية على الرقة، عاصمة تنظيم الدولة، لافتة إلى أن اسمه الحقيقي هو إبراهيم عوض السامرائي، ولد في طوبجي لعائلة سنية سلفية محافظة، وانضم للمقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية عام 2003، وسجن في معسكر بوكا في 2004، وهو سجن اشتهر بعد ذلك لكونه حاضنة تفريخ للتطرف.
ويبين التقرير أن البغدادي اعتبر في وقتها لاعبا صغيرا، وتم إطلاق سراحه بعد عدة أشهر، لكنه أصبح بعد ذلك زعيما لتنظيم القاعدة في العراق بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي عام 2006، واضطر تنظيم الدولة في العراق، كما أصبح اسمه بعد ذلك، للعمل سرا، وكان أتباعه لا يتجاوزون عدة مئات.
وتلفت الكاتبة إلى أن البغدادي اكتسب شهرة عالمية بعد أن استغلت مليشياته الفوضى في سوريا عام 2013 لبناء قاعدة للعمل والتمدد ليصبح اسم التنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، وبدأ يجذب عشرات الآلاف من المقاتلين من القارات الخمس، وفي عام 2014 قام تنظيم الدولة بالدخول إلى العراق، واحتلال مساحات شاسعة منه، وحصار مدن رئيسية، وقتل الرجال الذين رفضوا الانضمام إليه، وسبي النساء، وأجبر الجيش العراقي، الذي كانت لديه معدات أفضل، على الفرار.
وتنوه المجلة إلى أنه مع حلول يوليوز : كان التنظيم يسيطر على ثلث سوريا وربع العراق، معيدا رسم خارطة الشرق الأوسط، وأقام «خلافة» على مساحة تساوي مساحة بريطانيا، وحكم 8 ملايين شخص، مشيرة إلى أن «الخلافة» انتعشت ماديا عن طريق بيع النفط، وسرقة ملايين الدولارات من البنوك وابتزاز أصحاب الأعمال وفرض ضرائب.
ويذكر التقرير أن البغدادي أعلن في أول ظهور علني له عن قيام «خلافة تنظيم الدولة» في مسجد النوري في الموصل، الذي يصل عمره إلى 1000 سنة، وقال: «انصروا دين الله بالجهاد.. وارهبوا أعداء الله، وابحثوا عن الموت في الأماكن التي تتوقعونه فيها.. لأن الدنيا زائلة والحياة الآخرة أزلية».
وتبين رايت أنه على خلاف الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتل في هجوم للقوات الخاصة الأمريكية عام 2011، فإن البغدادي نادرا ما كان ينشر رسائل عبر الفيديو، ولم يمنح مقابلات لأحد، وكان أخر ما سمع منه في شهر أبريل، بعد شهر من الحملة المدعومة من أمريكا لاسترداد آخر معقل لتنظيم الدولة في باغوز في المناطق الغنية بالنفط بالقرب من العراق، ففي فيديو مدته 18 دقيقة حاول البغدادي حشد أتباعه، ردا على فكرة أن تنظيم الدولة هزم، فقال البغدادي في الوقت الذي كان يجلس فيه على الأرض بين عدد قليل من أتباعه في غرفة تم طلاء جدرانها بالأبيض: «حرب الإسلام وأتباعه ضد الصليبيين وأتباعهم حرب طويلة».
وتفيد المجلة بأنه في تعليق مثير، فإن ترامب شكر عدة أطراف للتعاون الذي لم يحدده مع الهجوم الأمريكي، وذكر الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية، وروسيا، والعراق، وتركيا، وحتى نظام الأسد في سوريا.
ويشير التقرير إلى أنه بعد إعلان ترامب، فإن قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم كوباني عبدي، غرد قائلا: «لمدة خمسة أشهر كانت هناك عملية استخباراتية مشتركة على الأرض ومراقبة دقيقة حتى وصلنا إلى عملية مشتركة لقتل أبي بكر البغدادي»، مستدركا بأنه بالرغم من قرار ترامب سحب معظم القوات الأمريكية من سوريا، فإن مظلوم غرد قائلا إن العمليات المشتركة ضد تنظيم الدولة «تستمر بقوة، وقريبا ستكون هناك عملية فعالة أخرى».
وتقول الكاتبة إن البغدادي كان أكثر قيادات تنظيم الدولة مراوغة، وكان الطيران الأمريكي قد ضرب عددا من كبار مساعديه، بينهم المسؤول عن الدعاية أبو محمد العدناني عام 2016، مشيرة إلى أن هناك نكتة انتشرت بين مسؤولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين حول أخطر وظيفة في العالم، وهي أن يكون الشخص هو التالي بعد البغدادي، حيث تم اغتيالهم الواحد تلو الآخر.
وتجد المجلة أن أحد أكثر الجوانب إثارة في الهجوم على البغدادي هو مكان اختبائه في إدلب، في مكان بعيد جدا عن المنطقة التي كان يحكمها ذات مرة، وحيث لا يزال أتباعه يخوضون تمردا.
وينقل التقرير عن ماكغيرك، قوله: «السؤال الكبير هو حول ماذا كان يفعل البغدادي في مخبأ يبعد أقل من 5 كم عن الحدود التركية، ومحافظة تسيطر عليها تركيا، ولها فيها مواقع عسكرية».
وتقول رايت إن تنظيم الدولة استطاع أن يعيش بالرغم من خسارة القيادات، بما في ذلك الغارة الجوية عام 2006، التي تسببت بمقتل الزرقاوي، الذي كان المهندس الأول للتنظيم، وهو الذي ساعد التنظيم على البقاء، بالرغم من ضخ أعداد كبيرة من القوات الأمريكية عام 2006 والصحوات عام 2007، مشيرة إلى أن التنظيم قد يحاول فعل ذلك مرة أخرى.
وتورد المجلة نقلا عن الخبير في الحركات الجهادية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، آرون زيلين، قوله: «لدى تنظيم الدولة خطة، وكان التنظيم يتبعها، وهي شبيهة بما فعله في العقد الماضي خلال تراجعات شبيهة.. وحتما كان التنظيم يحضر للبدائل المحتملة وما قد يحصل لاحقا.. سيكون مفاجئا لي إن كان هناك تغير في الأمور اليومية في المستقبل القريب والمتوسط».
ويضيف زيلين أن تنظيم الدولة اليوم يعد الأقوى في منطقة دير الزور في سوريا وفي ديالى في العراق، وتقدر المخابرات الأمريكية بأن تنظيم الدولة لديه ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل في خلايا سرية لا تزال تعمل في البلدين، ويمتلك تنظيم الدولة في تلك المناطق إمكانيات وأسلحة وموارد مالية ومنافذ دعائية أقل بكثير مما كان لديه حتى عام 2016، ويقول زيلين: «لكنه يقوم بإعادة تقوية نفسه بعد خسارته للأراضي».
ويؤكد التقرير أن تنظيم الدولة، مثل تنظيم القاعدة، هو أيضا حركة جهادية لامركزية، لها أذرع أبعد من سوريا والعراق، ولا تزال لدى هذه الحركة السنية ولايات في أفغانستان ودول أخرى، بحسب مشروع مكافحة التطرف، مشيرا إلى أن أحد أنشط فروعه في أفغانستان، حيث تخشى كل من أمريكا والناتو وحركة طالبان من صعود ولاية خراسان، وقد قام انتحاري في غشت بتفجير عرس في كابل، حيث قتل 63 وجرح حوالي 200 آخرين.
وتلفت الكاتبة إلى أن أتباع تنظيم الدولة قاموا بهجمات أخرى حتى في البلدان التي ليست لديه فيها فروع رسمية، بما في ذلك لبنان وفرنسا وبلجيكا، مشيرة إلى أن التنظيم قام خلال أيام عيد الفصح بتفجير ثلاث كنائس في سريلانكا، تسببت بمقتل 250 مسيحيا، فيما قام أتباع التنظيم في أمريكا بهجمات سان برناردينو وأورلاندو وفي ولاية أوهايو.
وتنقل المجلة عن ماكغيرك، قوله: «يجب علينا استخدام هذا الحدث المهم لتقوية مواقعنا ولاجتثاث شبكات تنظيم الدولة من خلال المعلومات التي تم الحصول عليها من الموقع»، لكنه أقر بأن «ذلك سيكون أصعب بعد أحداث الشهر الماضي في شمال شرق سوريا»، حيث قام الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية منها فجأة، فيما يعتقد الخبراء الآخرون بأن القضاء على زعيم تنظيم الدولة سيكون لها أثر يطول أكثر من أي تحولات سابقة.
ويورد التقرير نقلا عن الزميل في مهعد بروكنغز، دانيال بايمان، قوله: «مات البغدادي وتلقى تنظيم الدولة ضربة قوية.. لكنه سيتحمل، إلا أن هذه ضربة كبيرة لمنظمة يعيش مركزها تحت الحصار».
وتقول رايت إن مقتل البغدادي قد يعطي دفعة لترامب، الذي يواجه تهديدا متناميا من توجيه تهم له، الذي أطر في خطابه القبض على البغدادي أو قتله بأنه كان أولوية الأمن القومي، مشيرة إلى أن وعد الرئيس بسحب القوات الأمريكية من «الحروب التي لا تنتهي» في الشرق الأوسط، وجد له شعبية في الحملة الانتخابية، وكان موضوعا يواجه فيه المشكلات السياسية في البلد.
وتختم «ذي نيويركر» تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب تعهد بأن الهجوم على البغدادي لن يكون الأخير، وأن أمريكا تتعقب الورثة المحتملين، وقال ترامب: «موت البغدادي يؤكد ملاحقة أمريكا دون هوادة لقادة الإرهابيين، والتزامنا بهزيمة تنظيم الدولة هزيمة كاملة ودائمة»، وحذر من أن «يد أمريكا طويلة»، مشيرا إلى قتل حمزة بن أسامة بن لادن.
المُخبر عن مخبأ البغدادي ومكافأته

قال مسؤولون أمريكيون إن تصفية زعيم تنظيم الدولة، أبي بكر البغدادي، تمت بواسطة مساعدة قدمها عنصر في التنظيم، وقد يحصل على مكافأة بملايين الدولارات.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن مسؤولين قولهم: إن العثور على موقع اختباء البغدادي، تم بفضل معلومات من عنصر في التنظيم، كان مرافقا للبغدادي خلال تنقلاته بسوريا وشارك في الإشراف على بناء منزله.
وأوضحت مصادر الصحيفة أن المعلومات المفصلة التي توفرت لدى المتعاون حول موقع وجود البغدادي، ومخطط المبنى الذي اختبأ فيه، تشير إلى أن هذه المعطيات لعبت دورا حيويا، في الغارة التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في إدلب لتصفية زعيم التنظيم.
وكشفت أن المتعاون تواجد في الموقع خلال عملية اقتحام مجمع البغدادي، ونقل من سوريا بعد مرور يومين مع عائلته، لافتة إلى أن السلطات قد تمنحه المكافأة كاملة أو جزءا من المبلغ مقابل المساعدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله: إن المتعاون عنصر عربي من التنظيم، وقرر الانشقاق والعمل ضده، بعد مقتل أحد أقاربه بأيدي عناصر من «داعش».
واختبأ المنشق في البداية في معسكرات «قوات سوريا الديمقراطية»، ليتم بعد ذلك تسليمه للاستخبارات الأمريكية، التي عملت على مدار أسبوعين على تدقيق المعلومات حول هويته.
وبدأت محاولات استخدام المعلومات التي قدمها المتعاون في الصيف، إلا أن الإمكانية الحقيقية للاستفادة منه وبدء تدبير العملية ظهرت فقط في سبتمبر.
وحتى الآن لم تكشف السلطات الأمريكية، أي تفاصيل تتعلق بوجود متعاونين من داخل التنظيم، ساهموا في عملية التصفية.

فرصة لعودة قوية للتنظيم؟

نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريرا للمحررة الدبلوماسية كاثرين فيليب، تقول فيه إن موت زعيم تنظيم الدولة، أبي بكر البغدادي، هو فرصة للجهاديين لإعادة تجميع عناصر تنظيم الدولة في ظل قيادة جديدة.
ويشير التقرير إلى أن مقتل زعيم تنظيم الدولة يعد نقطة تحول في تاريخ الجماعة التي خرجت من معسكرات الاعتقال العراقية لتدير مناطق واسعة في العراق وسوريا، وتصبح دولة شبه غنية عبر الحدود العراقية السورية.
وتلفت فيليب إلى أنه سمع صوت البغدادي الشهر الماضي في تسجيل وهو يحث أتباعه على مداهمة السجون والمعسكرات في العراق وسوريا، لتحرير مقاتلي تنظيم الدولة، وإعادة بناء الخلافة من جديد.
وتذكر الصحيفة أن التنظيم خسر آخر معاقله في شهر فبراير من هذا العام، وبات يعمل من خلال سلسلة من الخلايا المستقلة في سوريا والعراق والجماعات الأخرى الموالية له في الخارج، التي تتراوح قدراتها قوة وضعفا.
وينوه التقرير إلى أن البغدادي لم يعد منذ سقوط «خلافته» منخرطا في الشؤون اليومية للتنظيم، بالإضافة إلى أن ليست له علاقة بثروته، فباتت الخلايا التابعة له تعمل بشكل مستقل وتمول نفسها بنفسها.
وتكشف الكاتبة عن أن المخابرات الأمريكية تقوم بملاحقة ستة أشخاص يعتقد أنهم من الخلفاء المحتملين للبغدادي، وأهمهم الضابط السابق في الجيش العراقي أثناء حكم صدام حسين، عبد الله القرداش، الذي التقى مع البغدادي في عام 2004 أثناء اعتقالهما في معسكر بوكا في جنوب العراق، ومن هناك بدأت علاقتهما مع تنظيم القاعدة في العراق، الذي ظهر بصفته حركة تمرد بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
وتقول الصحيفة إن صعود البغدادي في قيادة التنظيم، ثم تحوله إلى تنظيم الدولة يظهران مدى خطورة التحولات في الجماعات الجهادية، خاصة في حال توفرت الظروف المناسبة، مستدركة بأنه رغم عدم تميز البغدادي، الذي ظل بعيدا عن الأضواء، بالجاذبية الشخصية التي تميز بها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أنه استطاع بناء شبه دولة، واستخدم فيها خبرات أشخاص، مثل القرداش.
ويجد التقرير أن الظروف التي يمكن أن تسهل عودة تنظيم الدولة لا تزال قائمة، فمعظم مناطق سوريا في حالة من النزاع، فيما يعيش العراق موجة جديدة من الاضطرابات، لافتا إلى أن الحديث عن عودة التنظيم الجديدة بات أكثر إلحاحا مع قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، والتخلي عن المقاتلين الأكراد الذي شاركوا في القتال ضد جماعة أبي بكر البغدادي.
وتتبنى فيليب هنا رواية الأكراد، بأنهم هم من أوصل المعلومات إلى الأمريكيين عن مكان وجود البغدادي، لكن قبل انسحاب الأمريكيين من منطقة شمال شرق سوريا.
وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن مقتل البغدادي في منطقة تابعة لجماعة معادية له، وهي هيئة تحرير الشام، يشير إلى ملامح تصالح بين البغدادي وأعدائه، وهو ما يفتح الباب أمام عودة تحالف جهادي جديد وقوي.


بتاريخ : 04/11/2019

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

  هناك خيط ناظم يتمثل في الربط الجدلي بين إشكالات النظام التعليمي والنظام السياسي     نظم المكتب الإقليمي للنقابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *