مدينة الحاجب : في أفق تعزيز جودة التعليم بثانوية «الثلوج» التأهيلية

 

بعد أن كانت مدينة الحاجب تتوفرعلى ثانوية تأهيلية يتيمة ، ثانوية ابن الخطيب التأهيلية العريقة ، التي مدت جميع مصالح المدينة وغيرها بأطر ذات كفاءة ،و خلال سنة 2005 تمكنت المدينة من التوفر على ثانوية تأهيلية ثانية بالحاجب الأعلى حين كان الحبيب المالكي وزيرا لقطاع التربية و التكوين ، وذلك استجابة لمنتخبي الحاجب وللمجتمع المدني النشيط بها آنذاك في المجال التربوي وعلى رأسها فيدرالية الأطلس لجمعيات أمهات و آباء و أولياء تلاميذ إقليم الحاجب التي دعت المالكي لزيارة المدينة حيث زار عدة مؤسسات تربوية ما ترك انطباعا طيبا لدى الساكنة آنذاك .خلال تلك الفترة كانت الوزارة تقوم ببناء المؤسسات لتتكلف الأكاديميات بتجهيزها بالوسائل التعليمية الضرورية،إلا أنه من سوء الحظ الثانوية الجديدة ، و التي أطلقت عليها الوزارة اسم الثلوج لم تنل حقها من الوسائل التعليمية المخصصة للمؤسسات المستحدثة، إذ أصرت أكاديمية مكناس تافيلالت أنذاك على عدم تزويد ثانوية الثلوج التأهيلية بالوسائل التعليمية الضرورية للمختبارات العلمية، بل حتى الخرائط كانت منعدمة ، زد على ذلك حرمانها من الملاعب الرياضية التي ما زالت حبرا على ورق لحد اليوم رغم تعيين أساتذة المادة بها.إلا أنه ورغم هذه المعيقات تمكنت المؤسسة من الحصول على مكانة متميزة في الحقل التربوي، رغم حداثتها و احتلال الصدارة بفضل طاقم تربوي مجتهد على الدوام، وقد ساهم في ذلك انخراط التلاميذ وجمعيات الأمهات و الأباء و الأسر . و الجدير بالذكر أن المؤسسة قد وجدت السند الكبيرلتذليل الصعوبات في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مكنت التلاميذ من تجهيز مكتبتهم بحواسيب ،إضافة إلى كتب من نيابة التعليم و جمعيات الأمهات و الأباء ،فصارت المكتبة تقوم بأدوارها بعد أن كانت عبارة عن حجرة مهجورة.إلا أنه و خلال هذا الموسم تم اعتمادها كقاعة دراسية اضطراريا بعد أن أخلفت مديرية التعليم وعدها بإضافة اربع قاعات دراسية خلال زيارة لجنة إقليمية سنة 2013 و تم الاتفاق على مكان البناء لتمكينها من استيعاب الأعداد المتزايدة من الوافدين عليها خاصة بعد إحداث ثانوية الخوارزمي الإعدادية بحي العمران 1 و خلق شعب أخرى و على رأسها شعبة العلوم الرياضية باعتبار ثانوية الثلوج تعد من روافدها الأساسيين .ولم يقتصر «التشويش» على مجهودات الثانوية بجميع مكوناتها على هذا الجانب ، فحسب، بل زاد الطين بلة اعتماد توقيت حرم تلاميذ المؤسسة من عمليات الدعم التربوي الذي يقدمه أطر المؤسسة مجانا أو الدعم الخارجي بالمدينة و بمكناس. وردا على تساؤلنا في موضوع الزيادة في الطاقة الاستعابية لثانوية الثلوج، أوضح المدير الإقليمي لوزارة التعليم بالحاجب أنه و في إطارتوفير البنيات المادية المستجيبة للطلبات المتزايدة على التمدرس بالتعليم الثانوي التأهيلي و في علاقة بتنويع العرض المدرسي القاضي بفتح مسالك جديدة بثانوية الثلوج التأهيلية ،عملت المديرية على برمجة توسيع المؤسسة بأربع حجرات دراسية ضمن ميزانية 2016،حيث تم الإعلان عن الصفقة و فتحت الأظرفة يوم 17 أكتوبر 2016 ،و أضاف أنه تمت المصادقة على الصفقة ــ التي كانت مثمرة ــ من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة فاس مكناس ،ثم التأشير عليها من لدن مراقب الدولة المعتمد لدى الأكاديمية بتاريخ 28 دجنبر 2016،وأكد أنه تم إبلاغ نائل الصفقة بالمصادقة والأمر بالخدمة بهدف انطلاق الأشغال،إلا أن المديرية الإقليمية فوجئت بتقديم المقاول نائل الصفقة طلب الفسخ ، و رغم محاولات إقناع المقاول بالعدول عن عن طلبه إلا أنه أصرعلى ذلك لأسباب تتعلق بصعوبة المقاولة ،مما اضطرت معه المديرية إلى فسخ العقدة وفقا للضوابط القانونية المعمول بها.و اختتم تصريحه بأنه تمت إعادة برمجة نفس المشروع برسم السنة المالية 2018 و سيتم الإعلان عن صفقة الأشغال في غضون الأيام القليلة المقبلة ، علما بأن الدراسات متوفرة.
في انتظار هذا يبقى الأمل كبيرا من أجل إرجاع الاعتبار لهذه المؤسسة الفتية و تمكينها من الوسائل التعليمية الضرورية والعمل على توسيع وعائها العقاري و تمكينها من الملاعب الرياضية الضرورية، إسوة بباقي مؤسسات المملكة، و في إطار تكافؤ الفرص بين كافة تلاميذ البلاد ، سيما و أن المؤسسة تقع وسط عقارالأملاك المحزنية التي تكترى للفلاحة قبل أن يتم تفويتها من أجل «إحداث مشاريع» من شأنها أن تؤثر سلبا على العملية التعليمية التعلمية بمدينة الحاجب المنتظرة لأكثر من التفاتة .


الكاتب : محمد أزرور

  

بتاريخ : 16/04/2018