مريا لحلو، باسكيط و« فركوس» يناقشون أفلامهم في الدورة 19 من المه رجان الوطني للفيلم

من الفقرات الجيدة التي تميز، عادة تظاهرات المهرجان الوطني للفيلم، فقرة مناقشة الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية، سواء في الفيلم القصير أو في الفيلم الطويل بعد عرضها على جمهور المهرجان. وما أعطى لهذه الفقرة جدية أكثر ومتعة ورغبة في المتابعة أكبر في هذه الدورة، هو الفضاء الذي تم اختياره لإجرائها، حيث وقع اختيار اللجنة المنظمة على فضاء سينما « روكسي» البديعة، بدل قاعات الفنادق، الشيء خلق انسجاما وتناغما بين طبيعة الحضور و المكان والموضوع..

«نداء» مريا كنزي لحلو زكي خارج جلباب نبيل لحلو
أول المناقشات الفيلمية للدورة 19 لمهرجان الفيلم بطنجة ، كان صبيحة أول أمس الأحد مع السيناريست والمخرجة الشابة مريا كنزي لحلو وشريطها القصير « النداء» (23 دقيقة)، التي بسطت خلالها (المناقشات) خلاصات تهيي وإنجاز تجربتها الفيلمية الأولى على صعيد الكتابة والإخراج الاحترافيين بعد الدراسة في المجال في الديار الفرنسية ، موضحة أن «نداء» الذي كلفت ميزانية حوالي 120 ألف درهم، كان عبارة مشروع ولد من تجميع صور ترسخت لديها في الذاكرة منذ 2013، قبل أن تختمر فكرته إلى سيناريو، اما تحقيقه على مستوى الإخراج كان وراءه بحث مضن وجهد كبير من أجل الحصول على المال لأنجازه، مضيفة في هذا السياق أن فكرته هي فكرة لا ترتبط بمكان معين أو اناس معينين، بل هي فكرة كونية بدليل أنها عرضتها على أجانب فعبروا لها أن لها ارتباط وثيق بهم و بغيرهم..
وفي معرض أجوبتها عن أ سئلة الحاضرين، الذين أثنوا، جلهم، إن لم يكن كلهم، على هذه الباكورة السينمائية، وكانت تتعلق أغلبها بالأساس بمدى تأثير الوالد المخرج نبيل لحلو على العمل، حرصت المخرج الشابة مريا في ردها أن « نداء» هو نتاج عمل ذاتي خالص، يتضمن رسائل وإيحاءات اجتماعية وسياسية، لها ارتباط بالتاريخ و الذاكرة المشتركة..، وبالتالي لا توجد فيه أي لمسة أو بصمة من نبيل لحلو إلا ما طلب منه على مستوى الأداء كأي ممثل، وما عدا ذلك، فإنه لا يكن له دخل لا في عملية كتابة السيناريو و لا في طريقة الإخراج…

«فراشة» حميد باسكيط: الثناء ولكن..
حازت تجربة الفنان والمخرج حميد باسكيط الأولى على مستوى إخراج الفيلم السينمائي الروائي الطويل، الكثير من الثناء من طرف العديد من المتتبعين، وخاصة من نقاد السينما بالمهرجان، لكنه ثناء كن مصحوبا ببعض الانتقاد حول بعض الجزئيات الصغيرة، التي تخللت أحداث الفيلم، وأثرت على جمالياته السينمائية، من قبيل أن «الفراشة» بالرغم من التحكم في مساره الحكائي الجميل والمشوق..، إلا أنه اعترته « أخطاء» قانونية، كان تستدعي قبل الشروع في إنجازه الاستعانة بخبير قانوني، حتى ينسجم مع طبيعة قضيته وطرحه.. وهو ما لم يتحقق عندما، مثلا، جمع بين الفتاة وزوج أمها للعيش في بيت واحد بعد وفاة هاته الأخيرة، الشيء الذي يحرمه المشرع المغربي، سواء كانت الفتاة قاصرا أو راشدة..وقد كان جواب حميد باسكيط في هذا الشق أن قصة «الفراشة» لا ترتبط بمكان معين، وإنما هو أحداث يمكن أن تقع في أي مكان، زيادة على، يضيف باسكيط، أن تحقيق الفرجة السينمائية تقتضي تجاوز بعض القضايا المتعارف عليها كما هو معمول به في السينما العالمية.
وفي الشق المتعلق بإنجاز الفيلم أوضح باسكيط أن كتابة سيناريو «الفراشة» تطلب الكثير من الوقت كتابة وإعادة الكتابة، والعديد من الاستشارات الطبية في المجال النفسي، كما أن ميزانيته كلفت، ناهيك عن الدعم المقدم، الذي يصل إلى ثلاثة ملايين درهم، حوالي مليون و200 ألف درهم اخرى بذل مجهود كثير لأجل جمعها..
«كورصة» عبد الله توكونة (فركوس): الكوميديا اولا وأخيرا
في غياب مخرج الفيلم القصير «رسالة حب» سفيان أيت المجدوب، الذي تعذر عليه الحضور إلى فعاليات المهرجان، اختتمت مناقشات الفيلمية صباح الأحد بفيلم «كورصة» لعبد لله «فركوس»، الذي استهل تدخله بأن فيلمه الجديد هذا لا يخرج عن نطاق أفلامه التلفزيونية السابقة أو السينمائية كفيلم «الفروج»، وهي حضور الكوميديا أولا و أخيرا بهدف « تحقيق الفرجة وإدخال الفرحة على المشاهد المغربي، الذي هو في حاجة إلى مثل هاته الأعمال كما الأعمال الأخرى لزملائه المخرجين المغاربة».
وأضاف فركوس جوابا على العديد من الأسئلة، أن الارتكاز على الكوميديا لا يمنع أن يحتوي الفيلم على رسائل معينة و الإشارة إلى بعض الاختلالات في بعض السلوكات الاجتماعية السيئة، التي كشف عليها فيلمه الجديد «كورصة»، الذي اشار إلى أنه سيكون له ما بعده في نفس الإطار والسياق وهي «سينما الطريق»..


بتاريخ : 13/03/2018