مسؤول مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين في «تاجوراء»، عادل دريدر، في حديث لـ»الاتحاد الاشتراكي»: المغاربة القتلى والجرحى الـ18كانوا يتواجدون في عنبر واحد لحظة الغارة الجوية

الرباط تعلن مقتل 7 مغاربة جراء القصف وإصابة 8 وثلاثة في عداد المفقودين ولا تستبعد تغير الحصيلة

 

كشف مسؤول مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين في «تاجوراء»، عادل دريدر، أول أمس السبت، أن الضربة الجوية كانت قوية، وثمة أشلاء لا تزال تحت الركام، مضيفا أن أغلب ضحايا القصف من المغاربة قتلوا جراء تواجدهم في عنبر واحد بالمركز حين وقوع الغارة الجوية.
وأكد عادل دريدر، في حديث لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن العدد الإجمالي للمواطنين المغاربة الذين كانوا بالمركز لم يتجاوز 18، وهو العدد ذاته الذي توصلت إليه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من خلال الاتصالات المتواصلة مع السلطات الليبية في طرابلس والبعثة الدبلوماسية الليبية في الرباط.
والأكيد أن استدعاء وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الجمعة الماضية، للقائم بالأعمال في السفارة الليبية بالعاصمة الرباط، بدأ يعطي ثماره، فقد أبدت السلطات الليبية تجاوبا كبيرا وإيجابيا مع مطلب المغرب الذي يروم المساعدة للخروج من ورطة المعلومات المتضاربة بخصوص المواطنين المغاربة ضحايا القصف، الذي تعرض له مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين «تاجوراء» الثلاثاء الماضي.
وتفيد نتائج التحقق من هويات الضحايا القتلى من المواطنين المغاربة بمركز تحديد الهوية، أنه تم تسجيل سبع حالات وفاة بسبب القصف، وثمانية مصابين، أمكن التواصل مباشرة مع سبعة منهم والاطمئنان على حالتهم، كما أنه جار الترتيب، بالتنسيق مع السلطات المختصة والمنظمات الدولية في عين المكان، لترحيل الجثامين وتسليمها للعائلات المكلومة في المغرب وتسهيل إجلاء الجرحى.
وفي المقابل، قال عادل دريدر إن المهاجرين يرفضون مغادرة المركز، ويطالبون بضمانات من الأمم المتحدة لحمايتهم بالضغط على اللواء خليفة حفتر، وغياب هذه الضمانات جعل اثنين من المغاربة أصيبا إصابات خفيفة يقرران عدم العودة إلى مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين «تاجوراء» بعد تلقيهم العلاجات الضرورية في مستشفيات المنطقة، في حين أفادت القنصلية العامة للمغرب في تونس أن»البحث لايزال جاريا مع السلطات الليبية للتأكد من مصير ثلاثة مواطنين مغاربة هم في عداد المفقودين».
وأعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا الجمعة، أن حصيلة القصف الجوي الذي استهدف مركز إيواء المهاجرين بـ»تاجوراء» ارتفع إلى 53 قتيلا و140 جريحا، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء العمليات العسكرية التي تشنها القوات الموالية للواء خليفة حفتر إلى قرابة الألف قتيل.
وذكرت مصادر قنصلية بأنه «نظرا لتقلبات الوضع على الميدان وشح المعلومات النهائية، من المحتمل أن تتغير الحصيلة»، وعبرت القنصلية العامة للمغرب في تونس عن تعازيها في الوفيات المأساوية، مشيرة إلى أنها تشارك عائلات الضحايا محنتهم متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي حرصت على استمرار عمل خلية الأزمة المحدثة على خلفية قصف مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين في «تاجوراء» بتنسيق كامل مع جميع المؤسسات المغربية المعنية، وتبنت أسس ومبادئ « تواصل الأزمة «، المبني على الشفافية والانفتاح في تدبير تفاعلات القصف الذي أوكلته لكل من المصالح القنصلية المغربية في العاصمة التونسية ومديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية ومديرية الدبلوماسية العمومية والفاعلين غير الحكوميين، حيث تم وضع رقمين هاتفيين خاصين للرد على أي استفسار بشأن المعلومات المتوفرة لحد الساعة بخصوص الغارة الجوية، وشكلت المصالح المركزية للوزارة بالعاصمة الرباط خلية أزمة واصلت تنسيق عملها، يومي السبت والأحد، مع المصالح القنصلية المغربية في مدينة تونس العاصمة من جهة والسلطات الليبية من جهة ثانية، وواصلت خلالها عملها من أجل التحقق من كل المعلومات الواردة بخصوص ضحايا مغاربة محتملين في الاعتداء.
وفي سياق متصل، قال مسؤول مركز الإيواء إن ليبيا ليست منطقة لتصدير المهاجرين غير الشرعيين نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، بل هي منطقة ضحية للهجرة غير النظامية حولتها إلى منطقة عبور، موضحا أن منطقة «تاجوراء» تعتبر نهاية مسار خطوط الإمداد بالمهاجرين غير النظاميين القادمين من الجنوب، باعتبارها النقطة الأقرب إلى الساحل المتوسطي في اتجاه كل من إيطاليا واليونان.
وعبر عادل دريدر، مسؤول مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين في «تاجوراء» في الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس، عن عزائه ومواساته لأسر القتلى المغاربة، ضحايا القصف الذي وصفه بالجريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وقال «لقد تألمنا لوفاة إخواننا المغاربة»، مشيرا إلى أن منهم من كان مواظبا على الصلاة وقراءة القرآن ومطويات الإمام البخاري.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 08/07/2019