ممثلو 20 دولة يستعرضون آليات تحقيق التقدم والسلام والعدالة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط

نظموا لقاءهم الدولي السابع بالدارالبيضاء بحضور فلسطيني لأول مرة..

 

استقبلت العاصمة الاقتصادية نهاية الأسبوع الفارط، ممثلي 20 دولة متوسطية، التأموا خلال أشغال الدورة السابعة لمؤسسة مجلس مواطني ومواطنات المتوسط، التي تجمع أكثر من 120 خبيرا يمثلون مجموعة الحلقات المواطنة المكونة لهذه المؤسسة، لاستعراض جملة الإشكالات المشتركة والتحديات المطروحة على المنطقة، ولتبادل وجهات النظر بشأنها وبخصوص قضايا السلام والتقدم وتحقيق العدالة الكفيلة بالنهوض بالمواطنين والمواطنات بمنطقة حوض المتوسط.
«فيسنت غارسيس»، رئيس مؤسسة مجلس مواطنات ومواطني المتوسط، أكد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن أعضاء المجلس الممثلين لمختلف الحلقات على امتداد 20 دولة متوسطية، قرروا اللقاء بالدارالبيضاء، في زيارة هي الأولى لعدد منهم للمغرب، وذلك للمشاركة في اللقاء السابع للمؤسسة، من أجل التحليل والتفكير الجماعي والحوار بشأن الوضعيات المختلفة التي تعرفها دول البحر المتوسط، سواء تعلّق الأمر بالنزاعات المسلحة، أو الفوارق الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مؤكدا أن المشاركين وانطلاقا من بعدهم المواطناتي وبعد تشخيصهم لهذا الوضع يسعون لتقديم مقترحاتهم كمواطنين، للمساهمة في إيجاد حلول للخروج من هذه الوضعية التي تعرفها المنطقة، وأوضح فيسنت، أن أعضاء مجلس مواطنات ومواطني المتوسط، منشغلون بالعديد من القضايا الراهنة، وعلى رأسها مشكل النزاعات، وتداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أضرت بعدد من دول جنوب المتوسط والتي كان لها بطبيعة الحال تأثيرها على دول شمال إفريقيا، وكذا مشكل الهجرة واللاجئين، إضافة إلى التفكير الجماعي في الكيفية التي من شأنها القطع مع كون البحر الأبيض المتوسط هو بحر للموتى، مشددا على أن المؤسسة وأعضاءها يسعون من أجل المساهمة في تحقيق السلام والتطور لدول البحر الأبيض المتوسط وتجاوز ما تعيشه اليوم.
من جهتها، عبرت «لولا بنيون كستوين»، مديرة مؤسسة مجلس مواطنات ومواطني المتوسط، وهي أستاذة جامعية وصحافية، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، عن اعتزازها بتواجدها في المغرب الذي تعتبره بلدا رئيسيا وأساسيا بالمنطقة، واصفة اللقاء السابع المنظم بالدارالبيضاء بكونه بالغ الأهمية بالنسبة للمؤسسة، لأن منطقة البحر الأبيض المتوسط صارت مركزا لكل النزاعات الكبرى، والقضايا التي ترتبط بالتطور والتنمية، وأشارت «لولا» إلى أنه يتعين على الدول المعنية أن تلتقي لكي تحاول وضع سياسة تنطلق من المتوسط، لكون السياسات الدولية المعتمدة اليوم لا تنظر بعيون متوسطية، مشددة على أن دول المنطقة تزخر بالطاقات والكفاءات القادرة على المساهمة بشكل قوي باعتبارها قوة اقتراحية وعملية.
وأوضحت مديرة مؤسسة مجلس مواطنات ومواطني المتوسط، أن العديد من القضايا هي مطروحة للنقاش على المشاركين من قبيل مشاكل الأمن واللاجئين التي تعدّ التراجيديا الإنسانية لهذا القرن، وتوزيع الماء والخيرات الطبيعية، إضافة إلى الفوارق، وكل ماله صلة بالتنمية المستدامة، وبأن هناك سعيا لجعل الاقتراحات ضمن مذكرة توجّه في هذا الصدد إلى الاتحاد الأوروبي ولغيره من المؤسسات المختصة، واختتمت تصريحها بالتأكيد على أنه يجب الاستماع لصوت الجنوب في إعداد السياسات المختلفة.
بدورها «ديما عرقان»، وهي عضو ضمن الوفد المشكّل لحلقة فلسطين التي تم تشكيلها مؤخرا والتي تحضر لقاءات المؤسسة لأول مرة، عبّرت عن فخرها ومرافقوها بهذه المشاركة الأولى على أرض المغرب، وأوضحت أن تشكيل حلقة فلسطين، خطوة مميزة وبالغة الأهمية لتعزيز سبل المواطنة والتقدم من أجل السلم والسلام، وبتسليط مزيد من الضوء على ما تعرفه القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
تنظيم الدورة السابعة في المغرب، خطوة أكدت بشأنها ثورية العمري، رئيسة جمعية الانطلاقة النسائية الشريك في تنظيم هذا اللقاء، أنها تعبير من المواطنين في البحر المتوسط عن القضايا التي تشغل بال المنطقة، ومشاركة مواطنة للتعبير عن قضايا المواطنين بتعدد مستوياتها، مبرزة أن أول ندوة احتضنتها اسبانيا ضمن هذا التقليد السنوي، الذي يهدف إلى خلق العلاقة بين المواطنين والقضايا المطروحة على صعيد المؤسسات حكومية كانت أو منتخبة، أو إقليمية كالاتحاد الأوروبي وغيرها، من قبيل الهجرة، الصراعات السياسية والمذهبية الناتجة عن التعصب، الجوار وغيرها من القضايا التي تشغل باب المواطنين.
هذا وقد ناقش المشاركون على امتداد 3 أيام، في إطار عدد من الورشات جملة من القضايا، كما هو الحال بالنسبة للتعصب، التطرف والهجرة، الصراعات المذهبية، التربية، الفوارق، التنمية المستدامة، المشاركة المواطنة، بالتركيز على ادوار النساء والشباب. وتعتبر مؤسسة مجلس مواطني ومواطنات المتوسط، شبكة مواطنة للحوار والاقتراح والفعل، تقوم على قيم الديمقراطية والحرية واحترام التنوع والمسؤولية البيئية. وجدير بالذكر أن مجلس مواطني ومواطنات المتوسط خرج إلى حيز الوجود في 2008 كمبادرة مواطنة، في حين تأسست المؤسسة في نهاية سنة 2015 ويوجد مقرها بمدينة بلنسية باسبانيا، وهي تضم أربع حلقات مواطنة من المغرب تتواجد بكل من الدار البيضاء، والرباط، والعرائش، والناظور.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/11/2017